كشف أمس رئيس المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب عبد الكريم عبادة عن الشروع مطلع عام 2009 في تشغيل 2800 شاب من خريجي مراكز التكوين المهني بالعاصمة عن طريق استعمال أرقام هاتفية خضراء ، موضحا في الإطار ذاته أن العملية ستعمم على باقي ولايات الوطن قصد المساهمة في التقليل من البطالة ، وذلك خلال تنشيطه ندوة صحفية مع الجمعية الفرنسية '' بي بي ار'' حول الآليات الخاصة بالتكفل بالشباب المنتهجة في كلا البلدين. وأوضح عبيدات أن العملية مست كامل بلديات العاصمة ، حيث تم اخذ 50 شابا من كل واحدة منها ، من خلال الاتصال بوزارة التكوين والتعليم المهنيين التي شجعت هذه المبادرة ودعمتها، حسبما قال المتحدث ذاته الذي بين أن ولاية الجزائر ستكون الخطوة الأولى في هذه العملية ، لان ال47 ولاية المتبقية ستشملها هذه المبادرة فيما بعد ، مبديا في الوقت ذاته تفاءلا كبيرا بان يلقى هذا البرنامج النجاح في الإنقاص من مشكل البطالة ،و كذا تجاوبا من طرف الفئة الشابة ، مستدلا في حديثه بالتجربة الأولية التي بدأت العام الماضي ومست 100 شابة متحصلة على شهادة في الحلاقة ،واللواتي نجحن في عملهن. وفيما يخص الآلية المعتمدة في هذه المبادرة ، بين رئيس منظمة جمعيات رعاية الشباب أنها تعتمد على مجمع هاتفي مكون من أربعة أرقام خضراء سيشرع في بثها على شاشة التلفزيون وبالتحديد بعد وقبل نشرة الثامنة وكذا على أمواج الإذاعة ، إضافة إلى الإعلان عنها على صفحات الجرائد ، موضحا انه عن طريق هذه الأرقام يستطيع أي مواطن أن يطلب أي نجار أو رصاص أو بناء ، وغيرهم من المهنيين الآخرين ، لتقوم بعد ذلك الجمعية بإرسال واحدا من هؤلاء الشباب إلى المتصل لتلبية رغباته ،وتحقيق الخدمة التي يريدها ، ومضيفا انه مع مرور الوقت سيستطيع المتخرج إقامة شبكة من العلاقات مع زبائنه تجعله يحصل على دخل يبعده عن خطر الشارع ، وذلك بالإضافة إلى منحة تقدر ب8 آلاف دينار تعطيها له وزارة العمل،كما أن السلطات المحلية التي هي شريكة في هذه العملية تلزم المقاولين الذين يحصلون على أي مشروع بالتعاون مع هؤلاء الشباب في مختلف المهن كالرصاصة والنجارة دون البحث عن أشخاص آخرين. وقال عبيدات أن هذه العملية ستمكن من إعادة أحياء هذه المهن التي هي في طريق الاندثار رغم حاجة المجتمع إليها ، إضافة إلى أنها سترغب الشباب البطال في ولوج عالم التكوين المهني والإقبال على هذه المهن عندما يعلم انه يمكنه أن يصبح صاحب مؤسسة صغيرة ،مشيرا في الوقت ذاته أن هذه المبادرة ستحجم الشباب عن التفكير في الحرقة أو في أي آفة اجتماعية أخرى. ومن جانبه ، نوه رئيس جمعية '' بي بي ار'' الفرنسية أحميدة ناجي بالتجربة الجزائرية في مجال التكفل بانشغالات الشباب ،ملفتا النظر إلى أهمية التعاون القائم بين جمعيته ومنظمة عبيدات المتمحور حول الاستجابة إلى تطلعات الفئة الشابة التي تظل واحدة سواء تعلق الوضع بالجزائر أو فرنسا ، كما استغل ناجي أحميدة الفرصة للحديث عن تجربة جمعيته في هذا المجال.