ينتظر ان تجتمع اللجنة التقنية المكلفة بمتابعة إرساء السلم بمنطقة كيدال شمالي مالي هذا السبت في جولة جديدة لها بالجزائر لدراسة ما تم تطبيقه منذ الاجتماع الذي عقد في الجزائر أواخر أوت الماضي حسبما ذكرته أمس مصادر إعلامية مالية ،والتي كشفت ان ممثلين عن الجيش الجزائري قد قاما أمس بزيارة الى المنطقة للوقوف على حقيقة الوضع المسجل في كيدال. وستلتئم هذه اللجنة المكونة من الوساطة الجزائرية التي يقودها السفير الجزائري بمالي عبد الكريم غريب والحكومة المالية، إضافة الى تحالف 23 ماي من اجل التغيير قصد إحراز تقدم جديد في مسار إرساء السلم بالمنطقة الذي قد أصبح أكثر استقرارا عما كان من قبل، حيث أشارت المصادر ذاتها الى ان عملية تسليم أسلحة المتمردين للجيش، وانسحاب هذا الأخير من المنطقة وإطلاق سراح الرهائن تسير بشكل متواصل، ما يعني ان طرفي النزاع قد أصبحا يثقان في بعضهما أكثر مما قبل، إضافة إلى ان الحكومة المالية تعتزم إدماج بعض المسلحين من متمردي الطوارق ضمن قوات الجيش الحكومي قصد تحقيق المساواة بين كافة سكانها، وذلك في الوقت الذي غادر فيه بعض المتمردين المناطق التي كانوا يتمركزون بها وعادوا الى ديارهم. وفي السياق ذاته المتعلق بجهود الجزائر الرامية الى إطفاء نار الفتنة التي اشتعلت بين الإخوة الماليين ، ذكرت المصادر سالفة الذكر ان عقيدين من الجيش الجزائري قد حلا أمس بكيدال ضمن مهمة تدخل في إطار مواصلة جهود اللجنة التقنية الثلاثية . وكانت الوساطة الجزائرية قد أفلحت خلال الاجتماع الذي دار في نهاية أوت الفارط في في اتفاق ممثلي الحكومة المالية ومجموعة الطوارق لحركة 23 ماي لمنطقة كيدال على إجراءات بناء الثقة من أجل مباشرة الحوار حول ''المسائل الجوهرية''في ختام الاجتماع ، حيت تم حينها تسجيل تقارب محسوس في الرؤى بينهما أدى إلى إجماعهما حول عدد من الإجراءات الإستعجالية الضرورية لاستعادة الثقة ،ومنها تنشيط هياكل بعث اتفاق الجزائر و إطلاق سراح عناصر التحالف المحبوسين، وإعادة تشكيل وحدات الأمن الخاصة، وكذا تسهيل عودة عناصر التحالف والأشخاص المبعدين ،وذلك من خلال إلغاء مراكز المراقبة العسكرية القائمة بكيدال والتعجيل بتنفيذ برامج إعادة الإدماج و التنمية لصالح المنطقة، إضافة إلى مشاركة المتمردين الطوارق في لجنة التحقيق المكلفة بتحديد ملابسات وفاة بعض ضحايا الأحداث الأخيرة، حيث التزم في هذا الشأن الطرفان على التعاون بشكل وطيد من أجل الحفاظ على السلم والأمن في المنطقة وتوفير الظروف الملائمة لعودة الأشخاص المبعدين وكذا إزالة الألغام المزروعة بالمنطقة .