خرج الناخب الوطني رابح سعدان بانطباع إيجابي فحواه نجاح المحطة الإعدادية المنتظمة ببلدة روان الفرنسية والتي تخللتها مباراة ودية ضد مالي أقيمت سهرة أول أمس، وانتهت بنتيجة متعادلة هدف لمثله. ودوّن سعدان عدة ملاحظات ارتاح لها، ويأتي في طليعتها - حسبه - عدم خيبته في بعض الفرديات التي كلّفها بتحمّل عبء تقمّص الألوان الوطنية، من طينة مهاجم سيينا الإيطالي عبد القادر غزال الذي خاض أول نزال رسمي له مع ''الخضر'' وكان في المستوى، حيث برهن عن قدرات كبيرة، على غرار الشجاعة في اختراق دفاع الخصم والمبادرة باللقطات التهديفية و''الحرارة في اللعب'' التي تميّز دوري الكالتشيو، كما اندمج بسرعة مع المجموعة وكأنه قديم في التشكيلة، وهو ما جعل الناخب الوطني يرى فيه عنصر مستقبلي مهم، شأنه في ذلك شأن زميله كريم مطمور من بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني الذي أثبت أنه جدير بارتداء زي النخبة الوطنية بعد أن أعيد له الاعتبار. وفضلا عن الفرديات، قال سعدان بأن امتلاك أشباله لروح القهر وعدم الاستسلام للخصم والرغبة الجامحة في العودة في النتيجة إلى آخر نفس من المباراة دليل على القوة البسيكولوجية التي يتسلحون بها، وهي نقطة كانت تخونهم سابقا حيث غالبا ما يرضخون للمنافس بمجرد تلقيهم هدف أو هدفين. واسترعى اهتمام المشرف على العارضة التقنية فعالية ''التحريض'' الذي بثه في صفوف لاعبيه، لما أكد لهم أنه لن يهتم لاحقا إلا بالعناصر التي تنشط أساسية ضمن نواديها فضلا عن تشريفهم للألوان الوطنية، وهنا ذكر مثال مهاجمي وفاق سطيف محمد سوغر ونبيل حيماني اللذين سعيا بكل قوة للبرهنة بأن صفة اللاعب الاحتياطي في صفوف فريقهما أمر خارج عن نطاقهما، حيث بمجرد اقتحامهما للميدان حتى راحا يستعرضان مهاراتهما، من خلال زعزعة الدفاع المالي والإصرار على هز شباكه. وبشأن كفاءة المحترفين أو المحليين، هوّن سعدان من هامش الفارق الذي يفصلهم، لما قال بأنه لا يوجد تفضيل لديه لهذا على حساب ذاك، مبينا أن الأولوية ستكون لاحقا لكل لاعب يحوز الإستعداد البدني والفني والمعنوي وحتى الذهني اللازم بغض النظر عن الفريق الذي يرتدي زيه. ونشير بأن المنتخب المالي كان السبّاق لفتح باب التسجيل بواسطة لاعبه الشيخ ديابيتي بعد 12 دقيقة من انطلاق المناورات، ليتمكن متوسط ميدان ''الخضر'' الشريف عبد السلام من معادلة الكفة في الوقت بدل الضائع للمباراة لما أطلق كرة ''ساقطة'' ارتطمت بعارضة الحارس البديل سومايلا دياكيتي ثم بالعمود الأيمن لتتجاوز خط المرمى في لقطة مثيرة فعلا.