ألقى أكثر من 500 عنصر مسلح من متمردي توارف شمال مالي، أمس الثلاثاء، بكيدال، أسلحتهم وأعلنوا انضمامهم لمسار السلام، في خطوة جديدة لتنفيذ اتفاق الجزائر الموقع بين الطرفين المتنازعين في جويلية 2006 بالجزائر، بعدما التحقت ثلاث مجموعات جديدة كانت متمركزة في الجبال إلى عملية السلام في وقت سابق• فيما يرتقب انخراط المتمردين في التأسيس لقوة عمومية لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، بالتنسيق مع عناصر الجيش المالي• وتأتي هذه الخطوة الجديدة كتتويج لاتفاق الجزائر الموقع بين الحكومة المالية والمتمردين التوارف، الموقع في جويلية 2006• وكإشارة إلى نجاح الوساطة الجزائرية التي ترمي إلى تطبيق المسائل الجوهرية في الاتفاق، مثل تنمية المنطقة وإدماج المتمردين في الجيش النظامي المالي ووضع حد للاتهامات المتبادلة بين الطرفين، يحاول كل طرف تحميل الآخر مسؤولية استمرار الأزمة• وقد تم خلال المراسم الرمزية لتسليم الأسلحة والذخيرة التأكيد على الدور البارز الذي لعبته الجزائر وجهود رئيسها من أجل استتباب السلام في شمال مالي• وجرت هذه المراسم بحضور الوسيط الجزائري، سفير الجزائر بباماكو، عبد الكريم غريب، ووزير الإدارة الإقليمية والجماعات المحلية المالي، الجنرال كافوغونا كوني• ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن غريب تأكيده في كلمة ألقاها بالمناسبة، أنه "قد تم اليوم تحقيق خطوة جديدة حاسمة على طريق تجسيد الالتزامات التي أكدنا عليها بإلحاح في إطار اتفاق الجزائر"• وأضاف أن "هذا العمل يعد أيضا ترجمة للإرادة الراسخة لبلدي الجزائر ورئيسها الذي لم يدخر أي جهد من أجل مساعدة الشعب المالي الشقيق على العودة لانتهاج طريق السلام والاستقرار والتنمية"• وفي هذا الإطار، توجه مئات المتمردين التوارف، أمس الثلاثاء، إلى كيدال (شمال شرق) للمشاركة في احتفال عام تأجل مرارا وطبع عودتهم إلى عملية السلام• والمتمردون التوارف المعنيون بهذه العودة، منبثقون من صفوف تحالف الديمقراطية والتغيير المؤيد لاتفاق السلام، ومن عناصر الزعيم المتمرد المنشق إبراهيم باهانغا الذين ابتعدوا أخيرا عن هذا الأخير، بعد تردده في الانضمام إلى مسار التسوية، دون أن يبرر الأسباب أو يعلن رفضه لاتفاق السلام• حيث شهدت حركة باهانغا، الذي لم يعد جزءًا من اتفاق السلام الموقع في الجزائر، في الفترة الأخيرة انتكاسات على الصعيد العسكري، وأكد الجيش المالي أنه بات يحتل مواقعها في شمال مالي• وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأن أسلحة تعود لمتمردين سابقين وافقوا على الاندماج في عملية السلام، وضعت على مدرج مطار كيدال• كما نقلت الوكالة عن مصادر عديدة ذات صلة بتنفيذ اتفاق الجزائر، أن هؤلاء المتمردين المعنيين بالعودة إلى أحضان مسار السلام ينتمون إلى التحالف الديمقراطي من أجل التغيير•