انطلقت نهاية الأسبوع المنصرم الحملة التحسيسية التي بادر إلى إطلاقها عدد من جمعيات الأمراض المزمنة على غرار جمعية أمراض الكلى وتهدف الحملة إلى تحسيس الناس بضرورة التبرع بالأعضاء، وتعريفهم ببطاقة التبرع التي يحملها الأحياء، وتمكن الطبيب من نزع واستعمال أعضائه الداخلية في حالة وفاته دون العودة إلى أهله، وتتم العملية بالتعاون مع أطباء مختصين وأئمة المساجد. وكشف الدكتور محمد الطاهر ريان رئيس الجمعية الوطنية لأمراض الكلى عن جهود الجمعية في إعداد المشروع الموجه لفائدة المواطنين الجزائريين الذي يقضي بإشراكهم في مساعدة المرضى الذين يعانون من قصور كلوي حاد، من خلال منحهم بطاقات للتبرع بالأعضاء، تمكن الفرق الطبية من الاستفادة من أعضائهم الحيوية في حالة الوفاة دون الرجوع إلى أهلهم، وكشف الدكتور محمد الطاهر ريان أن عدد المرضى في الجزائر الذين يعانون من قصور كلوي حاد ويقومون بتصفية دورية للدم بلغ 13الف حالة، وقد بلغت عملية زراعة الكلى في الجزائر العاصمة لوحدها 500عملية هذا العام. وأكد الدكتور ريان أن عمليات التبرع في الجزائر تتم داخل العائلات فقط، كأن تمنح الأم كليتها لابنها أو الأخ لأخيه وغير ذلك، أما التبرع الخارجي والذي يحدث بعيدا عن علاقة القرابة فهو نادر الحدوث جدا في الجزائر لأسباب متعددة. ووجه الدكتور ريان نداءه إلى المواطنين من أجل اقتناء بطاقة المتبرع التي لا يحرمها الشرع، وتمنح فرصة العيش كباقي الناس لكثير من المرضى، الذين أنهكهم هذا الداء المزمن، وتقلل من الصعوبات التي تعيق عمل الأطباء، وأضاف أن تقنية بطاقة المتبرع ستساهم بشكل كبير جدا في حل معضلة البحث عن متبرع، الذي تثقل كاهل المرضى وذويه، وتعيق عمل الأطباء وتزيد من معاناة المريض، وتعمق آلامه في انتظار البحث عن متبرع إذا لم يتوفر ذلك داخل العائلة، وهذا ما يحدث مع كثير من المرضى، ودفعنا للتفكير في إيجاد حل لهذه المعضلة عن طريق استحداث فكرة بطاقة المتبرع، وسيشرع الأئمة في القيام بدورهم، وتحسيس المواطنين بأهمية التبرع الذي لا يحرمه الدين الإسلامي.