على بضع ساعات من حلول الذكرى السادسة والأربعين لاسترجاع الشعب الجزائري سيادته على أرضه، وحكمه لنفسه ببني جلدته.. ارتأينا في أسرة '' الحوار '' مواصلة الإصرار في التشبث بكل ما يمت إلى هذا الوطن بجميع سياقاته والعض عليه بالنواجذ من زمن ماسنيسا إلى زمن بن بولعيد والعربي بن مهيدي، مرورا بالأمير عبد القادر وبوعمامة.. كي لا ننسى. وإصرارا في الإصرار تشرفت '' الحوار '' بالمساهمة في التذكير بالذكرى. وفي شد حبال الوصال وتوثيقها مع تاريخنا وتضحيات أجدادنا وآبائنا الذي صنعوا في يوم من الأيام هذا المجد بأشلائهم ودمائهم التي لم توجد إلا لتكون طاهرة زكية .. كي لا ننسى. ولعل القارئ قد ينتابه بعض ما يشوش عليه فكره حول جدوى الاحتفال والاحتفاء بمثل هذه المناسبات، لنقول له .. رغم ذلك فنحن مقصرون لأننا في سباق مع الوقت والسياقات، ولنا المثل الأعلى في ديننا الحنيف، أين الإنسان مطالب بالاحتفاء بنوع من الذكرى إن صح التعبير خمس مرات في اليوم وشهرا في السنة، ومرة في العمر.. كي لا ننسى. ولما كان التاريخ وقودا لاستقرار الحاضر وبناء المستقبل، وجب علينا تثمين المنجز، والاعتراف لأهل الفضل، والشكر لمن له حق علينا لصناعة الحافز والحفاظ على الطاقة في السير نحو الأفضل والمضي إلى ما هو خير، لاسيما مع عودة العافية إلى الجزائر، وعودة الجزائر إلى العافية بعد السنوات العجاف بفضل سياسات وحكمة من صنعوا ذلك المجد ذات الخامس جويلية من سنة 1962 بعد أن أراقوا دماءهم في سبيل ذلك ذات الفاتح من نوفمبر سنة ,1954 لتضاف إلى الدماء الزكية المراقة لنفس الغاية والهدف .. الذي نعيشه اليوم نحن أبناء الاستقلال.. كي لا ننسى.