أشرف أول أمس رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بقاعة الموڤار بالعاصمة على العرض الشرفي لفيلم أسد الجزائر ''مصطفى بن بولعيد'' للمخرج أحمد راشدي والكاتب ''الصادق بخوش''. ''مصطفى بن بولعيد'' عمل سينمائي تاريخي ضخم تناول سيرة أحد كبار الشهداء وعمالقة الكفاح الجزائري البطل الرمز مصطفى بن بولعيد الذي تميز بحنكة سياسية محكمة أهلته لأن يكون معول هدم قيود الاستعمار الفرنسي الذي قبع على أرض الجزائر لمدة تزيد عن قرن ونصف. كما يرصد هذا العمل الذي تم إنجازه تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بصورة شخصية فترة تاريخية حاسمة في تاريخ الجزائر الحديث وثورتها التحريرية العظيمة الممتدة بين (19621954) التي توّجت بطرد المحتل من على أرض الجزائر، وتناولت هذه الملحمة أحداثا ظلت غير معروفة سيما لدى الجيل الجديد، كما عاد المخرج أحمد راشدي إلى بدايات الحركة الوطنية في الجزائر أواسط ثلاثينيات القرن الماضي، حيث تشبّع مصطفى بن بولعيد بينابيع الوطنية وتأثر بما كان يجري على أرض الجزائر من ظلم وقهر واستغلال شعب واستضعافه ودوس كرامته وطعن شرفه. تلكم هي المرارة التي تجرعها البطل بن بولعيد وعقده العزم رفقة أحرار الجزائر على ضرورة وضع حد للجرائم التي تمارسها إدارة الاستعمار على الجزائريين العزل، فعزموا على إنهاء الاحتلال الفرنسي للجزائر بعد أن ظلت الأخيرة عرضة لاحتلال سعى إلى مسخ الشخصية الجزائرية الأصيلة ردحا من الزمن. وكانت المشاهد الأولى لهذا الفيلم صورت مطلع شهر ماي 2007 في أماكن متعددة من الجزائر وفرنسا وصولا إلى الحدود التونسية الليبية والتي شهدت اعتقال السلطات الفرنسية لبن بولعيد والحكم عليه بالمؤبد، قبل أن تحاكمه ثانية وتصدر في حقه حكما بالإعدام، لكنه نجح في الفرار من السجن وواصل مسيرة المقاومة إلى غاية رحيله الدرامي غداة انفجار مذياع مفخخ أودى بحياته ليستشهد في 22 مارس .1956 وللإشارة فقد أعدّ الفيلم فريق عمل جزائري تكون من 60 ممثلا وممثلة، تقدمهم الوجه الجديد ''حسان قشاش'' الذي جسد دور الشهيد البطل بن بولعيد باحترافية فائقة إلى جانب ثلة من الممثلين المخضرمين والشباب، باشتراك العديد من الجهات الإنتاجيه منها وزارة الثقافة، التلفزيون الجزائري .. كما تم الاستعانة بخبرات تونسية وإيطالية وفرنسية بغرض إخراج الفيلم في أبهى حلة وبجودة عالية لكي يمثل الجزائر في المحافل الدولية، إذ تمّ جلب أجهزة تقنية من إيطاليا، كما تم تحميض الفيلم في مخابر إيطالية أيضا، وتراهن الجزائر في كبرى المهرجانات الدولية بفيلم مصطفى بن بولعيد