تعرضت إحدى المواطنات القاطنات ببلدية المدنية إلى اعتداء وحشي في عقر دارها مؤخرا من قبل امرأتين متحجبيتن تقمصتا دور متسولتين حتى يسلبانها مالها ومجوهراتها على وقع تهديد السلاح الأبيض، وهي الجريمة التي راحت ضحيتها السيدة ''وهيبة '' لتتحول في بضعت دقائق من صاحبة البيت إلى ضحية تعيش حالة نفسانية صعبة جدا ما تزل تهلوس بها إلى حد اليوم رغم من مرور عشرة أيام على الحادثة. الواقعة حدث للسيدة ''وهيبة'' القاطنة في حي يعرف حركة كبيرة للمواطنين ولم يسبق أبدا أن حدثت فيه جرائم من هذا النوع من قبل. بينما كانت السيدة ''وهيبة'' منهمكة في شغل البيت كعادتها إذ بها تسمع قرعا على باب بيتها، وتذهب إلى فتحه ومن هنا تبدأ أحداث القصة الإجرامية التي وقفت عندها ''الحوار'' لتنقل حيثياتها إلى القارئ لتسليط الضوء عما يقع من جرائم واعتداء في مجتمعنا الجزائري، من هنا وعندما قرعت باب السيدة ''وهيبة'' امرأتان متحجبتان تضعان ستارا أسود على وجهيهما بحجة أنهما متسولتين وقصدتا بيت هذه السيدة للحصول على الصدقة، وعندما أجابتهما السيدة ''وهيبة'' بعبارة ''الله ينوب '' حاولتا إقناعها أنهما تشعران بعطش شديد كونهما تجوبان الشوارع منذ الصباح الباكر، كما أن إحداهن أقنعتها أنها تريد الدخول إلى المرحاض لقضاء حاجتها، ولأن السيدة ''وهيبة'' صدقت قولهما ولم تشك في أمرهما كونهما حدثاها بلباقة تركتهما تدخلان بيتها بنية حسنة، وعندما ذهبت إلى المطبخ من أجل إحضار الماء تفاجأت عند عودتها بالمرأتين تشهران في وجهها السلاح الأبيض، حيث وضعت الأولى السكين على بطنها والثانية وضعت الساطور على رقبتها وراحتا تهددانها بغرس ذلك السلاح في جسمها في حال ما إذا حاولت مراوغتهما أو الصراخ أو طلب النجدة من الجيران، وأقنعاها أنها قد تنجو من يديهما في حال ما إذا رضخت لطلبهما و نفذته كاملا، حيث طلبتا منها أن تجلب كل ما تملكه من مال وذهب موجود في البيت إذا أرادت أن تبقى على قيد الحياة، وراحت هذه الأخيرة تلبي طلبهما محضرة كل ما تملكه من مجوهرات لتقدمه للمتسولتين كي تنفذ بجلدها وتبقى على قيد الحياة فأخذتا كل تلك المجوهرات وغادرتا البيت دون أن تكشفا عن ملامحهما. ولم تنته مجريات القصة عند هذا الحد وإنما استجمعت السيدة وهيبة قواها وراحت تبلغ الشرطة عن ما حدث لها إلا أنها لم تتمكن من تقديم تفاصيل عن المجرمتين كونها لم تتعرف على وجهيهما بسب الستار الذي كانتا ترتديانه حتى لا تبرز ملامحهما. وعلى غرار هذه الواقعة التي صدمت الضحية التي فقدت وعيها لتأثرها الشديد بحيث ماتزال طريحة الفراش وتعيش حالة من الهلع و الذعر نتيجة لما جرى لها، يبقى التسول في الجزائر يتخذ منحنيات وأبعادا خطيرة جدا، لتبقى الحيطة والحذر من بين أهم الأسلحة التي يجب التزود بها تفاديا للوقوع في مكر وحيل من لا يخشون الله .