كشفت مصادر من داخل بيت حركة النهضة ل ''الحوار'' عن شبه صراع طفا على السطح في الأيام القليلة الأخيرة المنصرمة على خلفية بروز موقفين متناقضين، أحدهما يدعو إلى عدم ترك ساحة الاستحقاقات الرئاسية دون تمثيل عن التيار الإسلامي وموقف أقوى من الأول يلح بشدة على عدم المشاركة في هذه الانتخابات. وكشفت مصادر مقربة من الحركة عن تطاحن حاصل بين الطرفين، طرف يلح على خوض غمار الاستحقاقات الرئاسية المقبلة. وتجنب الوقوع في خطأ غلق الباب أمام التيار الإسلامي وتحقيق هدف التخندق مع المواطن وموقف يصر على ضرورة مقاطعة الانتخابات الرئاسية وحجتهم التي استندوا عليها للخروج بهذا القرار استندت على النتائج الانتخابات الأخيرة التي أبرزت عزوفا ملحوظ للهيئة الناخبة. وهو القرار الذي وجد، كما ذكرت مصادرنا، مساندة في المجلس الشوري، مما قد يجبر حركة الإصلاح الوطني على تبنيه والالتزام بتطبيقه على أرض الواقع، كونها، تقول ذات المصادر، وضعت قراراتها الأخيرة بشأن هذه الاستحقاقات الرئاسية رهن القرار الأخير المتخذ من طرف حركة النهضة بموجب ميثاق النسيق الإسلامي الذي يربطهما. وفي اعتقاد محدثنا فإن هذا الميثاق لن يحل رباطه إذا ما خلص مجلس الشورى الوطني المزمع عقده هذا الخميس إلى مقاطعة الموعد الانتخابي المقبل. من جانب آخر رشحت معلومات مغايرة تفيد بتوصل قادة النهضة إلى صيغة توافقية مع رئيس الحركة الأسبق عبد الله جاب، يترشح بها هذا الأخير باسمها، ويجنبه عناء 75 ألف توقيع، وهو ما ينوي جاب الله الإعلان عنه مع نهاية الشهر الجاري وفقا لذات المصادر. هذا وسيتم خلال انعقاد دورة المجلس الشورى هذا الخميس المصادقة على النظام الداخلي للحركة ومناقشة قضية دعم غزة والمقاومة الفلسطينية. وفي هذا السياق أفاد المصدر أن حركة النهضة تدعو الحكومة الجزائرية إلى وجوب الانسحاب من الجامعة العربية وتوجيه اشتراكاتها المالية إلى صندوق إعادة إعمار غزة.