رفضت الإصلاح تقفي اثر حركة النهضة بشأن مقاطعة الرئاسيات المقبلة، واختارت بترشيح أمينها العام أن لا تترك مقعد التيار الإسلامي شاغرا، وبين رهان اجتياز عقبة جمع التوقيعات يواجه الإصلاح تحدي النجاح في الدفاع عن حضور الإسلاميين في السباق الرئاسي، وإقناع الوعاء الانتخابي الموالي تقليديا للتيار الإسلامي خاصة بعدما أثبتت المواعيد الانتخابية السابقة تراجع ثقة هذا الوعاء في ممثلي التيار الإسلامي، وتصويتهم لصالح مرشح أحزاب حزب التحالف. بإعلان حركة النهضة مقاطعة الرئاسيات المتوقعة في 9 أفريل المقبل، وعدم دخول جاب الله الانتخابات بصفة مستقل، والتأييد الذي أعلنته حركة مجتمع السلم ، الضلع الثالث لمثلث الأحزاب الإسلامية الرسمية في الجزائر، لترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، فإن الرئاسيات القبلة كانت ستكون سابقة أولى من نوعها في منذ إجراء أول انتخابات رئاسية تعددية في الجزائر عام 1995 بغياب مرشحين إسلاميين عن السابق، غير أنه وبقرار حركة الإصلاح الوطني الحاسم بالمشاركة في الاستحقاق القادم وترشيح أمينها العام جهيد يونسي فإن حركة الإصلاح الوطني قد فندت كل التوقعات المتجهة نحو تبنيها نفس موقف حركة النهضة. ومع أن قرار تقديم مرشح باسم الحركة جاء بعد فشل مشروع تقديم مرشح مشترك مع حركة النهضة، وإعلان هذه الأخيرة قبل أيام قرارها بعدم المشاركة في هذه الانتخابات، وبعد صرف النظر عن ترشيح احمد بن محمد رئيس حزب الجزائر المسلمة المعاصرة الذي يواجه متاعب قضائية بسبب تصريحاته خلال مسيرة التضامن مع غزة، غير أن مصادر قيادية في الحركة أكدت " أن الإصلاح يضع هدفا له وهو "الدفاع عن حضور التيار الإسلامي في السباق الرئاسي، مضيفا "التيار الإسلامي يجب أن ويحافظ على حضوره في الساحة السياسية الوطنية" خصوصا بعد تخلف عبد الله جاب الله وحركة النهضة و "حمس"عن دخول المعترك.، مع أن القول أن مثل هذا المبرر الذي تستند عليه الحركة لتبرير موقفها ليس صحيحا لأن حركة أبو جرة سلطاني اختارت ترشيح الرئيس بوتفليقة، كما أنه وحتى خصوم أبو جرة ممثلين في ما يعرف ب"تيار التغيير" اختاروا تدعيم نفس مرشح أحزاب التحالف. ويبقى التحدي الأكبر الذي باتت تواجهها الحركة الآن منذ إعلانها عن المشاركة يبقى في حال اجتيازها امتحان المجلس الدستوري قدرتها على إقناع الوعاء الانتخابي الموالي تقليديا للتيار الإسلامي خاصة بعدما أثبتت المواعيد الانتخابية السابقة تراجع ثقة هذا الوعاء في ممثلي التيار الإسلامي، وتصويت فئة منهم لصالح مرشح أحزاب حزب التحالف الرئاسي، حيث لم يحصل مرشح حركة الإصلاح عبد الله جاب الله في رئاسيات 2004 سوى على 511526 بفارق شاسع عن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفيلقة الذي حاز على الأغلبية الساحقة ب 8.6 مليون صوت.