لا تزال معاناة العائلات القاطنة بحي 10 شارع مصطفى سرير بالمدنية بالجزائر العاصمة متواصلة إلى حد الساعة وذلك منذ سنين طويلة نتيجة إقامتهم وسط منازل هشة آيلة للسقوط في أي لحظة. كشفت بعض العائلات القاطنة بحي 10 شارع مصطفى سرير بالمدنية عن المعاناة التي يتكبدونها وسط هذه المنازل الهشة التي يعود بناؤها للحقبة الاستعمارية، وبالرغم من الطلبات المتكررة من قبل السكان بخصوص ترحيلهم إلى سكنات لائقة تضمن لهم العيش بهدوء وراحة بعيدا عن الخطر المحدق بهم طوال الوقت، خصوصا في فصل الشتاء إلا أن السلطات البلدية تماطلت في اتخاذ إجراءات صارمة لترحيلهم. السيدة ''واهيل لعلجة'' تسكن بذات الحي عبرت لنا عن حجم معاناتها، فهي تقطن في غرفة واحدة ضيقة جدا 2م /2م مع شابة كفلتها، مؤكدة أنهما تعيشان في هذه الأكواخ منذ سنين طويلة وأن والدتها المتوفية هي التي كانت مهتمة بإيداع طلبات السكن الاجتماعي، وعندما توفيت انتقلت هذه المسؤولية الكبيرة إليها وهو ما صار يثقل كاهلها، دخلنا الكوخ لتقصي الحقائق فلاحظنا أن الصورة تعبر عن نفسها، فنصف السقف منهار والنصف الثاني مصدع، رائحة الرطوبة عمت المكان، فضلا عن الدلاء التي وضعت على الأرض لملء مياه الأمطار المتسربة عبر السقف مشكلة بركا مائية كبيرة، ولقد أكدت ''لعلجة'' أنهم اتصلوا عدة مرات بالحماية المدنية وكتبوا عدة تقارير واتصلوا بالمصالح المعنية ولكن دون جدوى، رغم أن هذه البناية قديمة جدا ومهددة بالانهيار وقد صنفت من طرف الهيئة التقنية في الخانة الحمراء. من جهتها السيدة ''بلمولود كريمة'' إحدى القاطنات بذات الحي، أم لثلاثة أطفال يسكنون حسبهم غرفة واحدة وضيقة جدا لا تتسع حتى لأفراد العائلة، يعيشون وضعية مزرية وكارثية، فمياه الأمطار تتسرب إلى داخل غرفتهم بغزارة وكأنها شلالات تمر من خلال الجدران مما قد يتسبب فيما لا يحمد عقباه، نظرا لخطورة تسرب الأمطار على الأسلاك الكهربائية وأماكن تشغيل الأجهزة الكهرومنزلية، هذا مالاحظناه لأول وهلة دخلنا فيها الغرفة، فضلا عن رائحة الرطوبة التي تضيق الأنفاس من شدة انبعاثها، لقد أكدت السيدة ''بلمولود'' أن الحياة بهذه السكنات باتت جحيما حقيقيا، وبالرغم من خطورة الوضع إلا أنهم مجبرون على الإقامة تحت أسقفها في ظل غياب البديل، كما أكدت ذات المتحدثة أنهم راسلوا رئيس البلدية ووالي العاصمة في الكثير من المناسبات ولكن لا حياة لمن تنادي والآن هم يناشدون فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة التدخل تنفيذا لتعليماته القاضية بترحيل سكان المباني الهشة بغية القضاء عليها نهائيا. من جهتها السيدة ''وهيبة زوبير'' أم ل 4 أطفال وتقطن بذات الحي تتقاسم بدورها معاناة كل من لعلجة وكريمة، فسقف غرفتها منهار تماما في ظل عجزها عن ترميمه، وبالإضافة إلى تآكل جدرانها والرطوبة التي سببت أمراضا لأبنائها، وفي ظل انهيار سقف الغرفة فإن تهاطل الأمطار الغزيرة أدى إلى ركود المياه وارتفاع مستواها إلى أحد أماكن تشغيل الأجهزة الكهرومنزلية مما صار يحتم على ''وهيبة'' وأطفالها الخروج والفرار من هذه الكارثة. وفي انتظار حل عاجل وسريع من طرف السلطات المحلية التي لا تزال مكتوفة الأيدي، فإن العائلات المتضررة ب 10 شارع مصطفى سرير بالمدنية تناشد اليوم وبصوت واحد رئيس الجمهورية التدخل لصالحها فثقتهم به عمياء- على حد قولهم-.