أضحى وضع العائلات القاطنة بسكنات 12 شارع ''مصطفى نقاش'' بالمدنية بقلب العاصمة محرجا للغاية، ويستدعي التدخل العاجل والسريع للسلطات المحلية، بحيث يعيش ساكنوها أوضاعا أقل ما يقال عنها إنها مزرية نظرا للحالة المتردية والكارثية التي آلت إليها بيوتهم. فقد جعلت قساوة الزمن تلك المنازل بيوتا هشة آيلة للسقوط في أية لحظة، خصوصا إذا علمنا أن بناءها يعود إلى الحقبة الاستعمارية، ورغم الزيارات الميدانية للبلدية واللجنة الولائية ومصالح الحماية المدنية بالإضافة إلى مصالح المراقبة التقنية لمعاينة البنايات التي صنفت حسب فرق أل سي تي سي في الخانة الحمراء، بمعنى أنها غير صالحة للسكن وعرضة للانهيار فوق رؤوس قاطنيها في أية لحظة، إلا أن المسؤولين المحليين التزموا الصمت تجاه هذا الوضع، نظرا لانعدام توفر برامج سكنية تسمح لمصالح البلدية بترحيل السكان إلى منازل لائقة، يشير رئيس البلدية. وفي ظل الزيارة الميدانية التي قامت بها ''الحوار'' إلى ''الحوش'' المذكور، وقفنا على حجم المعاناة التي تتخبط فيها تلك العائلات الواقعة وسط ''حوش'' كل بيوته مبنية بطريقة تقليدية، حتى كان علينا لزاما أن نسلك مدخلا ضيقا للغاية وذا أرضية مهترئة ومنكسرة لنصل إلى الغرف أو كما يحلو لساكنيها تسميتها ''عش الحمام''. من جهته أكد لنا السيد يوسف حرمة أن خطورة الوضع الذي تعانيه عائلته المتكونة من 7 أفراد تضمهم غرفة واحدة ضيقة بات لا يطاق، خصوصا وأن رائحة الرطوبة صارت جد مرتفعة بداخل الغرف، إلى جانب انبعاث روائح كريهة من قنوات الصرف الصحي التي بنيت عليها تلك السكنات (الأمر الذي عايناه شخصيا) فضلا عن السقف المائل الذي يكاد يسقط على رؤوس من تحته، والأرضية غير المستوية، والأسوأ أن من يضغط بأقدامه على تلك الأرضية يتسبب في تدفق المياه القذرة من تحتها. أما إذا تهاطلت الأمطار فإنها ستتسرب لا محالة إلى داخل البيوت نتيجة التصدعات البليغة التي لحقت بجدران المسكن، ناهيك عن ضيق الغرف التي صار أفراد البيت الواحد فيها ينامون بالتناوب كون الغرفة الواحدة لا تسعهم. هذا الوضع الكارثي سبب حالة من القلق وانتشار الأمراض لدى معظم القاطنين بات الجميع يتكبدها طيلة 28 سنة، وأكثر من ذلك لدى البعض، زد على ذلك اشتراك جميع جيران العمارة في مرحاض واحد. نفس الوضع تتقاسمه عائلة السيدة نورية وبنفس الحوش منذ أكثر من 35 سنة مع 12 فردا من عائلتها، وحميدي خوجة ليندة التي تقطن بدورها بالحي المذكور منذ 25 سنة رفقة عائلتها المتكونة من 5 أفراد. وبعد جل محاولات الترقيع ''البريكولاج'' والشكاوى المتكررة التي أرسلها السكان إلى السلطات المحلية فإن لا جديد يذكر ولا جواب بات مقنعا يضيف سكان العمارة ، لذلك فإن العائلات مجبرة على مناشدة السيد رئيس الجمهورية لينهي غبنها، خصوصا وأنها لا زالت تقول العائلات تؤيد مساره التنموي ومشروعه الانتخابي من أجل عهدة ثالثة.