صدر عن منشورا ت جمعية البيت للفن والثقافة الجزائرية مؤخرا انطولوجيا شعرية لبنانية تندرج ضمن مشروع المؤسسة في إنجاز مكتبة شعرية عربية. الكتاب وقعه الصحفي اللبناني ''صباح زوين خراط'' تحت عنوان ''عندما الشمس في دورانها '' في 291 صفحة، وهو يعتبر مرآة عاكسة للشعر اللبناني الحديث في شقيه النثري والتفعيلي وسجلا للأسماء التي حفرت أسماؤها في المشهد الثقافي اللبناني ومن بينهم يوسف خان وخليل حاوي وجودت فخر الدين وقيصر عفيف والياس لحود ... وقد استطاع الكاتب ضمن مختاراته الشعرية الجمع بين شعراء قصيدة التفعيلة وشعراء قصيدة النثر حيث استهل ''الصباح'' كتابه بشعراء قصيدة التفعيلة والذين بدؤوا ينشرون في السبعينيات من القرن العشرين ماعدا الياس لحود وخليل حاوي. وقد انتهج ضمن هذه الانطولوجيا منهجية ادراج الاسماء حسب الترتيب الزمني لصدور الكتب الخاصة بهؤلاء الشعراء الواردة اسماؤهم في الكتاب. وقد قدم الكتاب مختارات شعرية للأجيال الخمسة من الشعراء اللبنانيين وكانت البداية مع الجيل الاول وهو الرائد في القصيدة الحديثة ووريث اكتشافات يوسف الخال وجبران خليل جبران، ليتطرق بعدها الى مختارات من كتابات الجيل الثاني وهو جيل السبعينيات من القرن العشرين، حيث برزت كوكبة من الشعراء المهمين على صعيد تأسيس آخر للبنية الشعرية اللبنانية. أما الجيل الثالث وهو جيل الثمانينيات فقد ذكر الكاتب أنه جاء خلاصة للجيلين اللذين سبقاه، حيث خاض كل شاعر تجربته الشعرية الذاتية والجيل الرابع وهو جيل التسعينيات الذي ظهر من خلال المقتطفات الشعرية المقدمة في الكتاب انه الجيل الذي خاض تجربة كتابة انطلاقا من تجاربه الحياتية الخاصة. اما جيل اواخر التسعينيات والالفية الجديدة فتتراوح تجربته بين متابعة نمط الخروج عنها الى فضاء من الغرابة والتمرد الجديدين ليصل الكاتب في الاخير الى تقديم مختارات من قصائد التفعيلة والتي كتبت في مجملها في سبعينيات القرن العشرين.