دعا مجلس خبراء القيادة في إيران، اليوم، جميع المقاتلين إلى الاستعداد لطرد القوات الأمريكية من العراق. وحذر مجلس خبراء القيادة في إيران، في بيان له، القوات الأمريكية في المنطقة بأنها ستواجه قريبا مستنقعا قاسيا عنوانه الانتقام، مشيرا إلى أن أقل ثمن “لدماء سليماني والمهندس” طرد القوات الأمريكية من البلدان الإسلامية وخصوصا العراق. وأضاف المجلس، أن “على القوى الثورية في العالم الإسلامي الاستعداد لإخراج القوات الأمريكية من المنطقة”، مؤكدا أن “إيران لن تبقى صامتة في وجه العدوان وستضرب بقوة”. وأكد مجلس خبراء القيادة أن “البداية كانت بيد الأعداء، لكن النهاية ليست كذلك”، مشيرا إلى تصريحات المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي كما حين قال “الانتقام سيكون شديدا”. وبدوره، أكد مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدفاعية حسين دهقان أن الرد على عملية واشنطن سيكون عسكريا، وأنه سيستهدف مواقع عسكرية. وقال مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي ولايتي إن على الولاياتالمتحدة مغادرة المنطقة وإلا فإن عليها “التعامل مع فيتنام جديدة”. وأضاف رضائي أنه إذا نفذ ترامب تهديداته بضرب إيران، فإن بلاده ستهاجم حيفا والمواقع الإسرائيلية، وستمحو إسرائيل من وجه الأرض، على حد قوله. كما قال رضائي إن الولاياتالمتحدة أقدمت على مقامرة خطيرة باغتيالها سليماني، متوعدا بأن تواجه القوات الأميركية ظروفا صعبة في المستقبل. وفي العراق، شدد الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي، على أن العراقيين لن يسكتوا على مقتل قادتهم واستهداف الأراضي العراقية، مشيرا إلى أن الوقت قد حان لخروج القوات الأميركية. وقد صوّت البرلمان العراقي أول أمس، على قرار يطالب الحكومة بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي في البلاد بعد مقتل سليماني، لكن ترامب هدد على الفور بفرض عقوبات على بغداد، وقال إن العقوبات على إيران ستكون بجوارها شيئا صغيرا، مؤكدا أن بلاده لن تغادر العراق إلا إذا دُفع ثمن القاعدة الجوية الأميركية هناك. * اجتماع “طارئ” للناتو في بروكسل أعلن حلف شمال الأطلسي “الناتو” أنه عقد اليوم ، اجتماعا على مستوى المندوبين في مقر الناتو في العاصمة البلجيكية بروكسل لبحث تصاعد حدة التوتر بين واشنطنوطهران. وذكر الحلف، في بيان اليوم ، “يجتمع مجلس حلف شمال الأطلنطي على مستوى السفراء في مقر الناتو في بروكسل”. وأوضح البيان أن الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ سيعقد مؤتمرا صحفيا عقب الاجتماع. * مساع دولية لاحتواء التوتر في المنطقة وفي سياق ردود الفعل الدولية، أعلنت برلين أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اتفقت مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بشأن خفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن القادة الثلاثة “متوافقون على أن نزع فتيل التصعيد أمر ملح”، مضيفا أن “إيران مطالبة بإلحاح بإظهار ضبط النفس في الظروف الراهنة”. أما الرئيس الفرنسي فأكد لنظيره الأميركي “تضامنه الكامل مع الحلفاء”، معبرا عن “قلقه إزاء الأنشطة المزعزعة للاستقرار لفيلق القدس” تحت قيادة الراحل سليماني. من جانب آخر، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه أوصى نظيره الإيراني حسن روحاني خلال اتصال معه، بالاعتدال في حل الأزمة. وأشار إلى أن اختيار أميركا لسليماني كان وسيلة لزيادة التوتر في المنطقة، لأن قتل شخص بمرتبته لن يبقى دون دفع ثمن أو بدون رد. وقال الرئيس التركي إنه اتصل بترامب ونصحه بترك العراق، ولكن بعد المكالمة بساعات وقعت عملية الاغتيال، وهذا يعني أن العملية كان مخططا لها. وحذر من أن جعل العراق منطقة صراع للتوتر بين أميركا وإيران يضر باستقرار المنطقة. وفي هذا السياق، أفادت وكالة الأنباء القطرية بأن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس العراقي برهم صالح. * جنازة “مليونية” لسليماني في طهران تقدم المرشد الإيراني علي خامنئي الحشود في طهران لتشييع جثمان قاسم سليماني وعدد من العسكريين الذين قتلوا الجمعة في غارة أميركية بمطار بغداد، وتوعد القائد الجديد لفيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني بطرد الولاياتالمتحدة من المنطقة. واحتشدت أعداد كبيرة من المشيعين صباح اليوم، في جنازة كبيرة قرب جامعة طهران، وبحضور المرشد الأعلى خامنئي والرئيس حسن روحاني ورئيس البرلمان علي لاريجاني وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، وذلك بعد تشييع جثمان سليماني في كل من الأهواز ومشهد قبيل نقله إلى العاصمة. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري وصلا إلى طهران للمشاركة في التشييع.