دعا محمد البرادعي، العالم النووي المصري والمنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطني المعارضة، إلى مقاطعة الانتخابات البرلمانية المصرية المقررة يوم 27 أبريل المقبل. وقال البرادعي في رسالة عبر موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، نقلتها وكالة رويترز للأنباء، إنه "لا يريد أن يكون جزءا من عملية خداع". وأضاف البرادعي في رسالته أنه كان قد دعا عام 2010 إلى مقاطعة مماثلة للانتخابات المصرية في ظل حكم الرئيس السابق محمد حسني مبارك، الذي أطاحت به ثورة شعبية في الحادي عشر من فبراير عام 2011. وكان الرئيس المصري، محمد مرسي، قد أصدر مرسوما رئاسيا أول أمس أوضح فيه أن انتخابات مجلس الشعب ستجري على أربع مراحل تنتهي يوم 6 يوليو باجتماع المجلس الجديد. يذكر أن مجلس الشورى، وهو الغرفة العليا في البرلمان الذي يملك سلطة التشريع في البلاد حاليا، قد وافق بالأغلبية على تعديلات في قانون انتخاب مجلس الشعب، أدرجت على ضوء ملاحظات أبدتها المحكمة الدستورية على بعض مواده. ويعتقد مراقبون أن مرسي يراهن على أن إجراء انتخابات مجلس الشعب سيضع حدا لحالة الاحتقان السائدة في الشارع المصري، ويقوض أصوات المعارضة وسجالها مع الرئيس وحكومته. ويتهم معارضو الرئيس مرسي وحزب الحرية والعدالة، الذي ينتمي إليه، "بخيانة الثورة والانفراد بالسلطة". وشهدت مصر احتجاجات ومواجهات دامية بين المتظاهرين وأفراد الشرطة، إلى جانب تدهور الوضع الأمني، وتفشي أعمال العنف والتخريب. ويتوقع أعضاء حزب "الحرية والعدالة" وجماعة الإخوان المسلمين أن يعززوا مواقعهم في مجلس الشعب القادم، ويحصلوا على مقاعد أكثر مما حصلوا عليه في الانتخابات السابقة التي نالوا فيها نسبة 40 في المئة من المقاعد. وكان البرادعي، الذي يترأس حزب "الدستور" المنضوي تحت جبهة الإنقاذ الوطني قد طالب في رسالة سابقة عبر تويتر بتأجيل إجراء انتخابات مجلس النواب التي وصفها بأنها "عمل غير مسؤول سيزيد الوضع اشتعالا مع استمرار الاحتقان المجتمعي وهشاشة مفاصل الدولة". وكانت جبهة الإنقاذ وضعت يوم الثلاثاء الماضي شروطا لحوار وطني دعا إليه الرئيس مرسي وقالت إنها لن تخوض الانتخابات البرلمانية دون ضمانات لنزاهة الاقتراع ودون الاستجابة لمطالبها. وقالت الجبهة في بيان لها "لا انتخابات قبل تحقيق مطالب الأمة (بينها تشكيل حكومة محايدة) وترسيخ ضمانات انتخابات نزيهة ومراقبة دولية وشعبية لها." كما أعلن التيار الشعبي، وهو أحد تشكيلات جبهة الإنقاذ الوطني ويتزعمه المرشح الرئاسي السابق، حمدين صباحي، مقاطعته للانتخابات رسميا في موقف منفرد عن الجبهة. لكن عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، يرى أن مجلس النواب المقبل سيكون متنوعا، و"سيضم كل الأصوات الوطنية، الإسلامية بكل تنويعاتها، واليمينية والليبرالية بكل اختلافاتها، واليسارية أيا كانت صراعاتها". وأضاف العريان في رسالة له على "تويتر" أن الجميع يدرك أهمية المرحلة المقبلة، وأن غياب صوته سيكون بمثابة خطأ كبير، وقد يكلفه ذلك غيابا طويلا عن المشهد البرلماني والحزبي والسياسي في مرحلة بناء مصر.