أعلنت الوزارة الأولى أمس، عن سلسلة من الإجراءات الجديدة لمواجهة انتشار "كورونا"، حيث قررت توسيع قائمة الولايات المعنية بالحجر الجزئي المنزلي، ليصبح عددها الإجمالي 32 ولاية، إضافة إلى قرار غلق عدد من الأنشطة التجارية بداية من الساعة الثالثة زوالا. وفي هذا الصدد، كشف الدكتور محمد ملهاق، بيولوجي سابق بمخابر التحليلات الطبية وباحث في علم الفيروسات، أن سلسلة الإجراءات الجديدة التي أقرتها الوزارة الأولى، كان لابد منها للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، وتدخل هذه الإجراءات في إطار ما يسمى باستراتيجية تسطيح المستوى. وأوضح الدكتور ملهاق في تصريح خص به الاتحاد اليوم ، أن هذه الاستراتيجية تهدف للتحكم في انتشار الفيروس، وتعتمد أساسا على الحجر الصحي، التباعد الاجتماعي، واتباع كافة التدابير الوقائية للسيطرة على الوباء، حيث يكون هناك تماشي بين وتيرة انتشار الفيروس والإمكانيات الطبية والعناية الصحية المقدمة للمواطن، حتى لا يخرج الوضع عن السيطرة. وتابع المتحدث: "الإجراءات التي أقرتها الحكومة كان لابد منها، لكن نتأسف أنها أتت متأخرة نوعا ما، حيث كنا نأمل ان لا يكون هناك تراخي كالذي حدث، وبالمقابل لا يكون هناك تشديد في تطبيق الإجراءات، إذ كان من الضروري التحلي بنوع من الحنكة في تسيير الوضع حتى لا تتفاقم الأمور أكثر ونلجأ مرة أخرى الى تشديد الإجراءات، ولكن نعود ونؤكد مرة أخرى أنه مهما كانت طبيعة هذه الإجراءات كان لا بد منها لاحتواء الوضع وارجاع الأمور الى نصابها بعد تسجيل ارتفاع قياسي في عدد الإصابات خلال الفترة الأخيرة". وفي سياق ذي صلة، جدد الباحث في الدكتور ملهاق، تأكيده أن الجزائر لم تشهد بعد موجة ثانية للوباء، حيث لا نزال نشهد الموجة الأولى لتفشي الفيروس التي لم تتوقف، مبرزا: " في علم الأوبئة لا يوجد تعريف دقيق لما يعرف بالموجة الثانية، ولكن في تقديرنا الخاص لا نزال في الموجة الأولى التي تنقطع بمجرد تسجيل صفر إصابة، وهذا لم يحدث بعد، ومازلنا نسجل تقريبا نفس الأرقام التي سجلناها عندما بلغ عدد الإصابات الذروة، وهذا ما يوحي أن الفيروس لم يغير من طبيعته وما نشهده اليوم هو استمرار للموجة الأولى فقط".