وكالات. أعلنت الأممالمتحدة والحكومة الإثيوبية توقيع اتفاق للسماح بوصول المساعدات الإنسانية "دون عوائق" إلى منطقة تيغراي المحاصرة، أو المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الفيدرالية على الأقل. ويسمح الاتفاق بدخول الإسعافات الأولية إلى المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 6 ملايين شخص، والتي فقدت الاتصال بالعالم عقب اندلاع المواجهات بين الحكومة الفيدرالية وحكومة إقليم تيغراي. كما ناشدت الأممالمتحدة وجهات أخرى الحكومة الإثيوبية بالسماح بوصول المساعدات إلى المنطقة، وسط تقارير عن نفاد المواد الغذائية والأدوية والإمدادات الأخرى. وأوضح متحدث باسم الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، عقب التوقيع على الاتفاق هذا الأسبوع، أن أول مهمة ستقوم بها بعثة الأممالمتحدة، التي بدأت عملها اليوم الأربعاء، هي تقييم الاحتياجات. وقال: "نحن نعمل بطبيعة الحال للتأكد من تقديم المساعدة للمنطقة بأسرها ولكل شخص يحتاجها"، مضيفاً: "تلتزم الأممالمتحدة وشركاؤها في مجال العمل الإنساني في إثيوبيا بالمشاركة مع الحكومة الفيدرالية الإثيوبية وجميع أطراف النزاع لضمان استناد العمل الإنساني في مناطق تيغراي وأمهرة وعفار بشكل صارم إلى الاحتياجات وتنفيذها وفقاً للاتفاق العالمي المتفق عليه على مبادئ الإنسانية والحياد والاستقلال". يذكر أن الحكومة الفيدرالية الإثيوبية تفرض حظراً منذ أسابيع على دخول الشاحنات المحملة بالمساعدات إلى تيغراي، لكن الأممالمتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية كانت حريصة على الوصول غير المقيد والمحايد إلى تيغراي مع تزايد الجوع ونفاد الإمدادات الأساسية في المستشفيات مثل القفازات وأكياس الجثث. وتشير تقارير إخبارية إلى نزوح أكثر من مليون شخص من تيغراي، بينهم أكثر من 45000 نازح فروا إلى منطقة نائية في السودان. ويواجه العاملون في المجال الإنساني صعوبة في توفير الغذاء لهم. كما لا تزال الاتصالات ووسائل النقل مقطوعة بالكامل تقريباً عن تيغراي، وقد أكد زعيم الحكومة الإقليمية الهارب هذا الأسبوع لأسوشييتد برس أن القتال مستمر على الرغم من إعلان رئيس الوزراء أبي أحمد النصر. ولا تزال هناك صعوبة بالغة في التحقق من مزاعم أي من الجانبين لأن الصراع يهدد بزعزعة استقرار إثيوبيا والقرن الإفريقي بأكمله. ومع تضرر البنية التحتية، قالت الأممالمتحدة إن بعض المواطنين في تيغراي يشربون الآن المياه غير المعالجة، مما يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض. وفي أكبر مستشفى بشمال إثيوبيا في ميكيلي، عاصمة تيغراي، اضطر العاملون إلى تعليق الأنشطة الأخرى للتركيز على علاج العدد الكبير من جرحى الصراع، في حين نفدت أكياس الجثث، وفق اللجنة الدولية للصليب الأحمر. كما أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهي المنظمة الوحيدة التي تتنقل داخل إقليم تيغراي والأراضي الحدودية، بأنها صادفت مجتمعات مهجورة ومخيمات للنازحين. يشار إلى أن لا أحد يعرف الخسائر الحقيقية للقتال. وأعلنت جماعات حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية عن مقتل عدة مئات من الأشخاص، بمن فيهم مدنيون، لكن يخشى أن يكون العدد أكبر بكثير.