قال الدكتور محمد ملهاق، بيولوجي سابق بمخابر التحليلات الطبية وباحث في علم الفيروسات، ان اختيار الجزائر للقاح الصيني "سينوفاك" المضاد لكوفيد 19، قرار صائب ومتوقع، ويأتي في إطار استراتيجية الجزائر لتنويع المخابر بهدف تأمين جرعات إضافية من اللقاحات، في ظل تزايد الطلب العالمي. وتابع الدكتور ملهاق، في اتصال ل "الاتحاد" اليوم، قوله: "استراتيجية تنويع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد، اعتمدتها معظم دول العالم، بما فيها الدول المتقدمة، على غرار الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبريطانيا"، مشيرا في السياق نفسه، إلى أن البيانات المنشورة اكدت فعالية وأمان هذه اللقاحات، حيث فاقت فعالية اللقاح الروسي "سبوتنيك 5" نسبة 90 بالمائة، فيما تجاوز اللقاح الصيني نسبة 70 بالمائة، وهما اللقاحان اللذان قررت الجزائر اعتمادهما في عملية التطعيم المقررة ضد فيروس كورونا إلى حد الان. وفي حديثه عن الفرق بين اللقاح الروسي "سبوتنيك 5" الذي اختارته الجزائر كأول لقاح واللقاح الصيني الذي تقرر اختياره هو الاخر من اجل الشروع في عملية التلقيح المقررة نهاية الشهر الجاري، أشار الباحث في علم الفيروسات، أن الفرق يكمن في التكنولوجيات المعتمدة في صناعة كل منهما، حيث يعتمد انتاج اللقاح الروسي "سبوتنيك 5" على تكنولوجيات جديدة وحديثة، فيما تستخدم التكنولوجيات التقليدية والكلاسيكية المعروفة في صناعة اللقاح الصيني "سينوفاك". في سياق ذي صلة، أكد محدثنا احتمالية توجه الجزائر لاعتماد لقاحات أخرى مضادة لكوفيد 19، وذلك لتامين جرعات إضافية من اللقاحات، في ظل ضغط الطلب العالمي وسط تزايد مستمر لعدد إصابات كورونا، بالإضافة إلى ظهور سلالة متحورة للفيروس في عدة دول. وفيما يتعلق بمستجدات كورونا في الجزائر، واستمرار المنحى التنازلي لعدد الإصابات المسجلة، حذر الدكتور ملهاق، من التراخي في اتباع إجراءات الوقاية، قائلا: "إن تراجع وتيرة تفشي فيروس كورونا المستجد في الجزائر لا يعني أبدا القضاء على الفيروس، كما أن الشروع في عملية التلقيح كذلك لا يعني التخلص من الوباء، لأن الأمر يحتاج إلى وقت وتلقيح من 60 الى 70 بالمائة من السكان، وعليه لابد من الالتزام الصارم بتدابير وإجراءات الوقاية، لأن الفيروس لم ينته بعد". يذكر أن وزير الاتصال عمار بلحيمر، أعلن الأربعاء الماضي، أن الجزائر ستستلم شحنة من اللقاح الصيني المضاد لفيروس كورونا المستجد قبل نهاية شهر جانفي الحالي. وكانت الحكومة أعلنت سابقا أنه اختارت اللقاح الروسي من أجل الشروع في عملية التلقيح المقررة نهاية الشهر الجاري.