أكد الدكتور محمد ملهاق، البيولوجي السابق بمخابر التحليلات الطبية والباحث في علم الفيروسات، أن تلقي المسؤولين على غرار الوزير الأول للقاح المضاد لكوفيد 19، يعطي دفعا معنويا للمواطنين، ويعزز ثقتهم بأن اللقاح لا يشكل ضرارا على صحتهم. وفي هذا الشأن، أوضح الدكتور ملهاق في اتصال ل "الاتحاد" اليوم، أن تخوف المواطنين يرتبط بعدة أسباب، أبرزها نظرية المؤامرة وأن انتاج اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد لم يأخذ الوقت الكافي، حيث تم انتاجه في وقت قياسي، لكن المواطن اليوم مخيّر بين تلقي اللقاح وكسب مناعة ضد الفيروس، باعتبار أن اللقاح يمنح متلقيه مناعة وحماية أكثر لمجابهة فيروس كورونا، أو ضرورة التطبيق الصارم للتدابير الوقائية، وهذا الخيّار ليس مضمون الفعالية مائة بالمائة، خاصة بالنسبة لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة. في سياق متصل، جدد المتحدث تأكيده بأن اللقاح لن يقضي على الفيروس من المرحلة الأولى، لكنه سيحمي أصحاب الامراض المزمنة، وكبار السن من المضاعفات، كما ستساهم عملية التطعيم في تقليص عدد الوفيات، وتخفيض عدد المرضى بمصلحة الإنعاش، بالإضافة إلى رفع الضغط عن المستشفيات، والمساهمة بشكل كبير في عودة الأمور إلى حالتها الطبيعية بمختلف المراكز الاستشفائية، التي سخّرت جل إمكانياتها منذ حوالي سنة تقريبا في مكافحة فيروس كورونا المستجد. هذا، وثمن الدكتور ملهاق، حرص الحكومة على توفير اللقاح المضاد للفيروس في آجاله المحددة، رغم الضغط العالمي على مخابر انتاج اللقاح، مشيرا في السياق نفسه، إلى أن هذا الأمر إن دّل على شيء إنما يدل على حرص الدولة الجزائرية على حماية ووقاية مواطنيها. وفي ختام حديثه ل "الاتحاد" حذر الباحث في علم الفيروسات، من التهاون في تطبيق الإجراءات الوقائية، قائلا: "رغم تراجع وتيرة تفشي فيروس كورونا بالجزائر، بالإضافة إلى توفير اللقاح المضاد للفيروس، إلا أن هذا لا يعني القضاء النهائي على الفيروس، وعليه على المواطنين التقيد الصارم بالإجراءات والتدابير الوقائية تحسبا لأي طارئ، إلى غاية القضاء النهائي على فيروس كورونا المستجد". يذكر، أن عملية التلقيح ضد فيروس كوفيد-19 بالجزائر، انطلقت أمس السبت، من ولاية البليدة التي كانت أول بؤر الفيروس، وتتواصل هذه الحملة بشكل تدريجي لتشمل جميع أنحاء البلاد حسب ما أفاد به وزير الصحة عبد الرحمان بن بوزيد.