عندما نقول أن السلطات أو المخابرات بتحديد أكبر كانت على علم بالزمان و المكان تحركات الإرهابي مختار بلمختار زعيم ما يسمى الموقعون بالدماء المنشقة عما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بزعامة الإرهابي عبد المالك دروكدال، فان أول ما يخطر على الأذهان، إن القوات الفرنسية ستسارع للقضاء على هذا الإرهابي الخطير الذي طال أمد البحث و التحري عنه، لكن ما حدث عكس ذلك و فوتت فرنسا تلك الفرصة، فما سر ذلك وما حاجة فرنسا بإبقاء الإرهابي الذي يهدد أمن الجزائر، و أي تعاون أمي هذا الذي قدمته فرنسا للجزائر، فقد فضلت التركيز عن مسار الإرهابي الذي تدرج بين قواعد " الجيا " وقيادة القاعدة ثم الإعلان عن تأسيس الموقعين بالدماء فضلا عن الجرائم والاعتداءات الإرهابية التي ارتكبها بلمختار و كذا عدد الرهائن الذين اختطفهم، وهل عدم قضاء القوات الفرنسية على بلمختار و الخوف على حياة و الرهائن الفرنسيين الموجدين في يده يعطي الحق في التستر عليه! فوتت المخابرات الفرنسية في الخريف الماضي فرصة لإلقاء القبض أو القضاء على الإرهابي مختار بلمختار زعيم ما يسمى الموقعون بالدماء المنشقة عما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بزعامة الإرهابي عبد المالك دروكدال، و ذلك حسبما كشفته الأسبوعية الفرنسية " باري ماتش" في الأسبوع الأول من شهر أوت الجاري، و جاء في المقال أن المخابرات الفرنسية كانت على علم في تلك الفترة بمختلف تنقلات بلمختار وكذا تردده الكثير والمنتظم على الجنوب الليبي لشراء الأسلحة من هذا البلد الذي أضحى بعد منذ إحداث إسقاط القذافي سوقا مفتوحة على الهواء لبيع وشراء مختلف الأسلحة، و أكدت الأسبوعية الفرنسية أن المخابرات الفرنسية كانت على علم بدقائق إحدى تحركات بلمختار ومواعيده كما علمت الاستخبارات الفرنسية مكان وتوقيت احد هذه اللقاء بعدما تمكنت من تحديد مكان تواجده أن حسبما نقلته " ماتش " في عددها الصادر هذا الأسبوع عن احد مصادرها دون أن تكشف الأسبوعية طبيعة هذه المصادر كما كشف المصدر الإعلامي الفرنسي أن المعلومة الخاصة بمكان بموعد بلمختار وتوقيته كان قد انتشر غير أنه لم يتم تحديد مكان انتشار هذه المعلومة التي يرجح أن تكون الأجهزة الاستخبارتية الغربية لما تملك من الوسائل المتطورة لتعقب وتقفي آثار الإرهابيين. مختار بلمختار في ليبيا للتزود بالأسلحة الثقيلة والصواريخ أكد مصدران أمنيان ماليان لفرانس برس الفرنسية أن الإرهابي مختار بلمختار توجه الى ليبيا للتزود بالأسلحة وقال المصدر أنه دليل جديد على أن الإرهابيين يسعون حتما إلى إقامة شبكة كاملة بين الساحل والصحراء. وأكد مصدر امني مالي أخر هذه المعلومات متحدثا لفرانس برس عن إقامة مستمرة منذ "بضعة أسابيع" وموضحا أن مالي تلقت معلومات "من بلدان صديقة في إطار التعاون في مجال الأمن".وقال المصدر المالي "بلمختار موجود في ليبيا، ما يؤكد أن القاعدة في المغرب الإسلامي تريد توسيع شبكتها". الثوار الليبيون يضمنون الأمن لبارونات المخدرات من جهة أخرى و من المفارقات أيضا أن نجد تعاون من نوع غريب بين بارونات المخدرات الجزائريين و من يسمون أنفسهم بالثوار الليبيين، هذا ما يستلزم أن هذا التعاون جمع مع طرفين غير شرعيين، حيث تحولت وجهتهم نحو ليبيا بسبب تضييق الخناق على مستوى الشريط الحدودي الرابط بين الجزائر والنيجر بمهربي المخدرات ما فتح الباب و الظروف للتعامل مع الثوار الذين يضمنون لهم الحماية باستعمال أسلحة متطورة بعضها يستعمل في إسقاط الطائرات, وكشفت عدة اعترافات لبارونات مخدرات تم القبض عليهم، أن الأسباب الرئيسة التي أدت بهم إلى تغيير وجهتهم باتجاه الحدود الجزائرية الليبية، عن وجود تعاملات مباشرة مع الثوار الليبيين الذين يضمنون لهم حماية باستعمال سيارات رباعية الدفع وأسلحة جد متطورة منها قذائف "آر بي جي" وأسلحة مضادة للطائرات، حيث يوجد ضمن القائمة الاسمية للثوار أشخاص شاركوا في مقتل الرئيس السابق معمر القذافي بالاستناد دائما إلى الاعترافات ذاتها.ويحقق بارونات المخدرات أرباحا طائلة منذ الشروع في تعاملهم مع الثوار الليبيين أحسن بكثير من تلك التي كانوا يحققونها مع نظرائهم في دولتي مالي والنيجر، وتقول المعلومات التي تداولتها وسائل الإعلام أن عملية تقطيع المخدرات القادمة من المغرب عن طريق تلمسان تتم في الجزائر قبل تحويلها إلى ليبيا عن طريق معبر "عرق الواعر" شرقي حاسي مسعود بولاية ورڤلة ومن ليبيا يعاد توجيهها نحو دول الشرق الأوسط ومصر وأوروبا. ويذكر أن الفرق الجمركية المتنقلة تمكنت خلال شهر جويلية فقط من حجز 16 طنا من المخدرات بالجهة الجنوبية للوطن خاصة بعد تكثيف الخرجات الميدانية التي أعقبت اعترافات بارونات المخدرات الذين ألقي القبض عليهم، وهذا من أصل 40 طنا، تم حجزها منذ بداية السنة الجارية.وقد ضاعفت الفرق الجمركية مؤخرا من خرجاتها خاصة بعد إصدار المدير العام للجمارك محمد عبدو بودربالة لتعليمته والقاضية بتكثيف الخرجات الميدانية ليل نهار واستعمال أسلحة مماثلة عند حالات الاعتداء من طرف بارونات التهريب على اختلاف تخصصاتهم.وقد تمكنت الفرق الجمركية المتنقلة جنوبالجزائر مؤخرا وبالتحديد بمنطقة سقيل من إحباط محاولة تهريب 59 قنطارا من المخدرات كما تمكنت فرق أخرى بتلمسان مطلع الأسبوع الجاري من إحباط محاولة تهريب طن من المخدرات و يجدر التذكير أن الإدعاء العام الأمريكي وجه تهما للقيادي في الجماعات الإسلامية المسلحة، مختار بلمختار، بدعم تنظيم القاعدة، والاختطاف واستخدام أسلحة مدمرة، وذلك في الهجوم على منشأة غاز جزائرية، في شهر جانفي المنصرم. وكان مسلحون احتجزوا عمالا جزائريين وأجانب في منشأة تيغنتورين بولاية إيليزي جنوبالجزائر، واقتحم الجيش الجزائري المنشأة بعد أربعة أيام، وأدى الاقتحام إلى مقتل الخاطفين وعددهم 29 مسلحا، وما لا يقل عن 37 رهينة، وتبين فيما بعد أن ثلاثة من الرهائن يحملون الجنسية الأمريكية، وقال المدعي العام بريت يرارا في بيان له: "بلمختار أصاب هؤلاء الأبرياء بالإرهاب، ونحن نسعى اليوم لتقديمه للقضاء"، وأعلنت السلطات الأمريكية أيضا مكافأة مالية قدرها 5 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تفضي إلى اعتقال مختار بلمختار، ويعد بلمختار قياديا سابقا في تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، ولكنه حاليا يقود جماعة تطلق على نفسها "الموقعون بالدم". كما شرعت محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر العاصمة بمقاضاة 10 أشخاص من بينهم قائد التنظيم الإرهابي بمنطقة الصحراء مختار بلمختار و الضالعين في عدة عمليات إرهابية على غرار الاختطاف و لاسيما ما يتعلق بمشاركتهم في القتل العمدي طال عسكريين ببلدية أم العظام بمسعد في الجلفة سنة،2010 و يتابع مختار بلمختار بتهم عدة، الانتماء لجماعة إرهابية تنشط داخل و خارج الوطن، و المشاركة في القتل العمدي مع سبق الإصرار.