أكدت معلومات جديدة حول الهجوم الإرهابي على المحطة النفطية بتڤنتورين وجود “دعم لوجيستي" لجماعة “الموقعون بالدماء" التي يقودها مختار بلمختار خلال عبور الجماعة نفسها الأراضي الليبية لدخول الحدود الجزائرية. وأفاد مصدر مقرب من جماعات مسلحة في ليبيا، لوكالة الأنباء الفرنسية أن جماعة بلمختار تلقت دعما لوجيسيتا من طرف مجموعة “مسلحة ليبية"، وكشف المصدر أن المسلحين الليبيين سهلوا على جماعة بلمختار عبور الحدود الجزائرية لمحاصرة وخطف الرهائن داخل منشأة النفطية. وكشف المصدر نفسه أنّ الاتصالات كانت متواصلة ومستمرة بينهم وبين الخاطفين طوال تواجدهم بمنشأة عين أمناس. وفي هذا السياق، أكدّ مصدر وكالة الأنباء الفرنسية عدم وجود أية علاقة تنظيمية بين هذه المجموعة الليبية وجماعة “الموقعون بالدماء" التي أسسها مختار بلمختار بعد انشقاقه عن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي في أكتوبر 2012 . ولم يشر المصدر الليبي إلى نوعية الدعم الذي قدمه المسلحون الليبيون للإرهابيين، إلاّ أنّه اعترف بأن المسلحين الليبيين كانت مهمتهم أيضا ربط اتصالات بين جماعة بلمختار ووسائل الإعلام الدولية، مما مكّن الكثير من الوكالات الإعلامية الدولية من ربط اتصالات مباشرة مع الخاطفين. وأضاف المصدر أنّه لا يوجد ليبيون ضمن منفذي هجوم “عين أمناس"، وكانت مصادر أخرى قد أشارت إلى أن الخاطفين دخلوا إلى الجزائر بسيارات ليبية حاملين أسلحة تعود إلى الجيش الليبي، ما يؤكد أنّ الدعم الذي تلقته هذه الجماعة في ليبيا لا يقتصر على “وساطة" بينهم وبين وسائل الإعلام، بل يتعدى إلى تجهيزهم بالأسلحة والمعدات اللازمة، إضافة إلى سيارات رباعية الدفع التي عبرت عن طريقها الحدود الجزائرية. ويرى مراقبون أن هذه العملية الإرهابية التي جاءت بعد العملية التي أودت بحياة السفير الأمريكي بمدينة بنغازي الليبية سبتمبر 2012، وسيطرة إسلاميين متشددين على شمال مالي تؤكد نمو الراديكالية التي أعطاها سقوط نظام العقيد معمر القذافي دفعة قوية، خاصة وأنّ السلاح كان متاحا لعديد الجماعات الإرهابية بعد سقوط النظام الليبي، الأمر الذي أكده الوزير الأول عبد المالك سلال أول أمس لدى تطرقه إلى جنسيات الخاطفين بحيث لم يشر إلى وجود عناصر ليبية إلا أن الوزير الأول أكد أن الإرهابيين الذين استهدفوا تڤنتورين قدموا من ليبيا مرورا بالنيجر إلى عين أم الناس.