اعتبر "منذر بلحاج علي" عضو الهيئة التنفيذية لحركة نداء تونس في حديث له مع أن رئيس حزب النهضة راشد الغنوشي إنما يقفز بالبلاد نحو المجهول برفضه تشكيل حكومة غير حزبية، ومضى يقول، إن رفض الغنوشي يمثل هروبا إلى الأمام، وإن هذا التصريح يجعل من حركة النهضة في مواجهة الشعب التونسي. وأضاف "كنا في انتظار تصريح فيه نوع من الحكمة والبصيرة، وليس حديثا يجعل من رئيس النهضة كأنه يعيش في برج عاجي مع نفسه"، ورفض راشد الغنوشي طلب المعارضة التونسية أول أمس بتشكيل حكومة غير حزبية، قائلاً إن ذلك لن يساعد البلاد في الموقف الحساس الذي تعيشه، حين أكد حمادي الجبالي، الأمين العام لحركة النهضة الحاكمة ورئيس الحكومة السابق، أنه يؤيد تشكيل حكومة غير حزبية، وهذا ما ترنو إليه المعارضة. وأكد الغنوشي أنه لن يحدث في تونس انقلاب على شاكلة ما حدث في مصر، وقال في مؤتمر صحفي بالعاصمة تونس إن النهضة التي تقود الائتلاف مع حزبي المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل "نقبل تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون القوى السياسية ممثلة فيها, ويقودها رئيس الحكومة الحالي علي العريّض"، وأضاف أن حكومة الكفاءات غير الحزبية لا تستطيع إدارة البلاد في الوضع الراهن بما في ذلك التعامل مع قضايا الأمن والاقتصاد الملحة. ورفض الغنوشي في الأثناء وصف الوضع في تونس بالمأزق, قائلا إن البلد يمر بصعوبات. ويلتقي موقف الغنوشي هذا مع مواقف أحزاب داخل الترويكا الحاكمة وخارجها, ومن بينها حزب المؤتمر الذي ينتمي إليه الرئيس منصف المرزوقي الذي دعا بدوره الثلاثاء المنصرم إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية, ورفض تجاوز الشرعية الانتخابية. وتطالب المعارضة، التي يعتصم عدد من أنصارها منذ مقتل النائب محمد البراهمي في 25 جويلية الماضي بإحدى ضواحي العاصمة، بحل المجلس التأسيسي (البرلمان) والحكومة, وتشكيل "حكومة إنقاذ" وهيئة خبراء لاستكمال الدستور الذي بات مشروعه جاهزا منذ أسابيع، ولكن رئيس حركة النهضة قال بالمؤتمر الصحفي إن هناك شبه إجماع على بقاء المجلس التأسيسي, ودعا إلى استئناف جلساته ليستكمل مهامه وعلى رأسها انتخاب ما تبقى من أعضاء الهيئة المستقلة للانتخابات والقانون الانتخابي والدستور قبل 23 أكتوبر القادم, أي في ذكرى مرور عامين على أول انتخابات بعد سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي. وفي المؤتمر الصحفي الذي تحدث فيه عن الحكومة والمجلس التأسيسي, قال رئيس حركة النهضة إن على من يحلمون بوزير دفاع تونسي ينفذ انقلابا على شاكلة ما قام به وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي أن يتوقفوا عن ذلك. وأقر الغنوشي بأن الحكومة ارتكبت أخطاء, لكنه أكد أن ذلك لا يبرر الانقلاب عليها، وانتقد اعتزام المعارضة إعلان "حكومة إنقاذ" متهما بعض أطراف المعارضة بالفوضوية, في إشارة إلى بعض أحزاب أقصى اليسار المنتمية إلى الجبهة الشعبية، وفي ما يخص الوضع في مصر بعد القمع الدامي لمؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في ميداني رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة والجيزة, وصف رئيس حركة النهضة القوى التي دعمت ما سماه الانقلاب بأنها شريكة في "المجازر" الأخيرة، ودعا الغنوشي جماعة الإخوان المسلمين في مصر إلى الحفاظ على سلمية الاحتجاج وتفادي السقوط في فخ العنف.