لا يختلف الأمس عن اليوم حسبما ما استنتجناه من حديثنا مع طيلب محفوظ رئيس الفيدرالية الوطنية لأبناء الشهداء، فالأمس ساندت هذه المنظمة من قلب تيزي وزو منشئها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للترشح للعهدة الثانية و اليوم هي تسانده و تدعوه مرة أخرى لقيادة البلاد، و تقول على لسان رئيسها أن "الفيدرالية تقول من أساء قد أسأت و من أحسن قد أحسنت" و بذا يزكى ابن نوفمبر من أحفاد أبناء نوفمبر في نوفمبر العظيم و ذكرى ثورتنا المجيدة.. اليوم لا يمكن لأحد إنكار الحقيقة و المهمة الوطنية النبيلة التي يتوجب رسخها في أذهان شبابنا و أطفالنا تتوقف على مدى الإيمان و العمل بجدية جيل بعد جيل و هذا ما اعتبرته الفيدرالية الوطنية لأبناء الشهداء عند حلوله ضيفا على الجريدة و أن تكامل أداء الأجيال وسهرها على خدمة مصالح الأمة أمانة و مسؤولية يمليها واجب الوفاء لشهدائنا الأبرار و التضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب الجزائري عبر مختلف المراحل. كيف كانت رحلتكم مع أبناء الشهداء؟ في السابق كانت جمعية أبناء الشهداء تعمل كحركة بربرية، و في 1987 تمت هيكلتها كفيدرالية لأبناء الشهداء لولاية تيزي وزو، لتتوسع فيما بعد و تشمل 3 ولايات إضافة إلى منطقة الولادة أضيفت ولايتي البويرة و بومرداس، وكانت الفيدرالية آنذاك تعمل جاهدة للدفاع عن الجزائر، و في 1986 تم تحويل الجمعية الى فيدرالية أبناء الشهداء لولاية تيزي وزو بذالك التوسع، وبعد التقسيم الإداري تحولت الجمعية إلى تنظيم جهوي في 1987، و فيما بعد إلى تنسيقية و توالت انسحابات مؤسسيها بعد تدخلات خارجية أرادت إزاحة التنظيم عن مبادئه التي تتماشى و شرف الوسام المعلق على صدور مناضليها وسام ابن الشهيد. يقال أنه تم توقيف التنظيم و بفضل إقرار التعددية فض المشكل هل هذا صحيح؟ بالفعل تم تجميد نشاط التنظيم الجهوي لمدة عامين و نحن من جمدناه اثر اعتقال بعض مسؤوليه و على رأسهم أمينه العام رابح بن شيخو، وبإقرار التعددية في البلاد فض المشكل بتعديل الدستور و كذا الإصلاحات السياسية و حرية التعبير ليطلق بعد ذلك صراح المسؤولين المعتقلين على رأسهم رابح بن شيخو بدأ نشاط التنظيم الجهوي من جديد كفيدرالية وطنية لأبناء الشهداء، و نقول أنه على العكس توسعت الفيدرالية لتشمل ولاية تلمسان الى ولاية باتنة، المدية، عين تيموشنت و ولايات أخرى، و كانت لدينا اتصالات بأبناء الشهداء الجزائر ككل، ليتشكل ما يعرف بالمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء التي ولدت أساسا من رحم الفيدرالية. و ماذا عن انسحابكم من الفيدرالية في مؤتمر بجاية؟ انسحبنا من تجمع بجاية لأن البيان الختامي للمؤتمر رفض الاعتراف بالحركة البربرية للمنظمة و لم يتم ادراج هذه الجملة، لذا انسحبنا من المؤتمر فرفض أصل الحركة القبائلي و اللغة الأصلية و الأم هي الأمازيغية لم نحبذه و أعلنا الانسحاب الرسمي من المنظمة، و أقول لكم أن مشكلة الحركة البربرية هي اللغة الأمازغية و فقط لا هي اقتصادية و لا هي اجتماعية و لا أمور أخرى، و المشكلة الوحيدة هي ادراج اللغة التي تعد هوية وطنية، و نحن كتنظيم أردنا الاعتراف بها فقط لأن الشعب الجزائري أمازيغي عربه الإسلام و هي حقيقة، و لهذه الأسباب انسحبنا من المؤتمر و عدنا الى تنظيمنا و هو الفيدرالية الوطنية لأبناء الشهداء. ما سر انسحابكم في كل مرة من الهيئات التي تقومون بتأسيسها؟ سنة 1996 سنة تعددت فيها الأسباب لانسحابنا للمرة الثانية من تنظيم نقوم نحن بتأسيسه، أهمها كانت أسبابا تنظيمية و قرارات استرجالية كانت تتخذ في التنظيم، فاضطر العديد من المناضلين الى التخلي على التنسيقية أصبح يراد به أشياء أخرى و حاز عن أهدافه السامية التي قطعنا على أنفسنا عهدا بعدم التخلي عنها و هي مبادئ التنظيم، و ما كان يدور في التنسيقية كان لا يشرف رسالة ابن الشهيد، فلا يمكن أن نتخلى على مسيرة نضالية دامت 15 سنة في السرية و أشياء أخرى كانت تحاك من أعداء الوطن.. نساهم في بناء التنظيم و نرى من ثم أطراف خارجية تريد إزاحة التنظيم عن حركته الأصلية سواء كان التدخل من بعيد أو من قريب ما أريد بها من مهام بعيد كل البعد عن رسالة الشهداء، و ما تقتضيه المرحلة التي كانت تمر بها البلاد آنذاك، ولذلك قررنا الانسحاب للمرة الثانية. هنالك من يقول أن خطاب رئيس السابق اليمين زروال الذي وجهه لأبناء الشهداء بمناسبة 20 أوت كان الحافز لإعادة أمسكاكم بزمام الأمور و تمسككم بالتنظيم؟ اجتمعنا كمناضلين في الفيدرالية و قلنا "كفانا" شاركنا و انسحبنا من التنظيمات التي أنشأنها، شاركنا في بناء التنسيقية و انسحبنا منها و قلنا أنه يتوجب تأسيس تنظيمنا و هو الفيدرالية و نبقى محافظين على مبادئنا و خطنا الذي يتماشى و مسار شرفاء الوطن الذين ناضلوا لخدمة الوطن، و بذا تأسست الفيدرالية الوطنية لأبناء الشهداء شهر سبتمبر 1996، و بالفعل حفزنا خطاب الشهير للرئيس الأسبق يمين زروال الذي وجهه لرجال الجزائر الأوفياء. هل من عقبات واجهتموها في تحقيق مسعاكم؟ و ما أكثرها بالنظر للظروف الأمنية الحساسة التي كانت تعرفها البلاد ففي إحدى الأيام و نحن متوجهين ليلا نهيكل ولاية من ولايات الوطن لم نتمكن من مواصلة الطريق بالنظر الى المطبات و نقط المراقبة المزيفة اضطررنا للمبيت عند بائع "الدلاع" حتى بزوغ الفجر فأكملنا مهمتنا بإعادة هيكلة التنظيم في تلك الولاية، و هذه نموذج واحد فقط عما كنا نواجهه من مخاطر و صعوبات، حتى انعقاد المؤتمر في 30 و 31 من أكتوبر سنة 2003 بحضور 574 مندوب و ممثلين عن 34 ولاية و بحضور وزير التضامن الوطني و الأمين العام لوزارة النقل و الأمين العام لوزارة الثقافة و بتمويل كل من وزارة النقل، وزارة الطاقة و المناجم لانجاح المؤتمر التأسيسي و الذي احتضنته تعاضد دية البناء بزرالدة. فيما يخص مطلبكم الأساسي بإدراج الأمازغية لغة رسمية للتنظيم؟ ماذا حل به؟ نلنا ما أردناه، ففخامة رئيس الجمهورية أقر الأمازيغية التي رفضتها المنظمة سابقا في بيان بجاية، و سعى رئيس الجمهورية الى جعلها -الأمازيغية- لغة رسمية، و تفضل بقبول و دسترة الأمازيغية كلغة رسمية، و لذالك سعينا الى دعم بوتفليقة و أعلنا كفيدرالية مساندتنا له في العهدة الثانية، و تم عقد أول مجلس وطني ف ي3و 4 من فيفري بفندق عمراوة بتيزي وزو 2004، و تم الإعلان عن مساندتنا لفخامته. نعلم أن تيزي وزو هي مكان ولادة فكرة التنظيم لماذا يتم دائما اختيارها لعقد المؤتمرات التأسيسية؟ و ما سر قول رئيس الجمهورية في تلك الفترة "إذا مت أموت مرتاح"؟ الى جانب كون المنطقة هي أصل الحركة و مرباها اخترناها لفتح المنطقة على الجزائر فالكل يعلم أنه بعد الاضطرابات التي عرفتها المنطقة بما يسمى ب "أحداث العروش" جعلت الولاية معزولة، فأحدنا قرار عقد المجلس الوطني و الإعلان عن حقيقة الانجازات المحققة في العهدة الأولى من سلم و مصالحة إلي اقرهما قانون الوئام المدني فتم الإعلان من الولاية تزكية بوتفليقة لعهدة ثانية و كانت محطة تيزي وزو محطة انطلاق باقي ولايات الوطن لمساندة رئيس الجمهورية لعهدة أخرى، و في زيارة فخامته إلينا حضي باستقبال و التفاف شعبي ضخم أخرج شباب و شيوخ تيزو وزو الى الشارع مرحبين به و هنا قال رئيس الجمهورية الشهيرة في المنطقة "إذا مت أموت مرتاح" لرأيته شبابها يلتفون حول محبة البلاد و يضعون الصالح العام قبل الخاص هدفا، فرفعنا نحن بدورنا شعار " أسا أزكا بوتفليقة يلا يلا"،" اليوم و غدا بوتفليقة موجود موجود". و أين هي الجزائر من ذالك؟ لما قيمنا الوضع في البلاد و ما كانت علية البلاد في المراحل الثلاث بداية من الثمينانات و التسعينات و بعد التسعينات رأينا النقلة النوعية و التحسن النوعي و لا ننفي أنه توجد نقائص و هي موضوعية لكن فيه ايجابيات، و نحن كفيدرالية من أساء نقول قد أساء و من أحسن نقول قد أحسن، ففي السابق كان عندما يزورنا أجنبي تخرج ورائه قافلة من الأمن الوطني و اليوم أصبح هذا الأجنبي يتجول في شوارع العاصمة و الجزائر بكل حرية و أمان، و الجزائر بدورها كانت منعزلة عن العالم و الآن أصبحت الشركات و المتعاونين يلهثون لكسب أكبر عدد من الاستثمارات في البلاد. و فيما يتعلق بنشاطات الفيدرالية اليوم؟ بعيدا عن دعمنا رئيس الجمهورية في اختياراته تعرف الفدرالية عدة تحركات بعضها تاريخي على غرار تنظيم برامج بإحياء الأيام الوطنية و الأعياد المخلدة لثورة الجزائرية من محاضرات و ندوات التي نجمع في الكثير منها شهادات حية لبعض المجاهدين و شهود العيان تساعدنا في كتابة التاريخ في مدونات تبقى خالدة بالأحداث و البطولات المدونة فيها. و بخصوص أرامل الشهداء اللائي لم يقدموا وثائق تثبت هويتهم للاستفادة من المنحة التي تقدما الدولة ما جديد القضية التي ترتبط بالعموم بأرامل الشهداء؟ بالنسبة للأرامل الذين لم تثبت هويتهم بعد وزارة المجاهدين بصدد دراسة كل الحالات و تم ترسيم حوالي 70 أرملة شهيد، أما المنحة المقدمة لأرامل شهدائنا لا تكفي بتاتا و أنا أطالب بمنحة محترمة 9 الاف في الشهر غير كاف و نرفض هذا بتاتا، و من العيب أن نجد أرملة شهيد الجزائر تمسح الأرض فاشتغلت العديد منهن كمنظفات، و هو شيء نأسف عليه، و أقول لكم أنه يوجد بعض أبناء الشهداء لم يتمكنوا حتى من مزاولة دراستهم. في أول نوفمبر هل نطلب من فرنسا الاعتذار؟ لم تكن معركة سياسية و إنما هي مرحلة بطولية للشعب الجزائري، نحن اليوم نعيش بفضلها بالسيادة الوطنية، و في ذات الإطار تم تنظيم أول أمس ندوة للأطفال بمناسبة إحياء الذكرى 54 لاندلاع ثورة نوفمبر، و عند عزف النشيد الوطني رأيت في كل بنت حسيبة و في كل صبي عمر، فبعد الهند الصينية و بعد الثورة الجزائرية تحركت كل الشعوب أخذوا الخبرة و التجربة من ثورتنا بحنكتها العسكرية و السياسية التي دوخت العالم و أصبحت تنافس في العلاقات الفرنسية و بها أرددنا فرنسا أردا و أصبحت معزولة دوليا، و في 17 أكتوبر اليوم المأثور الذي عرف أحداثا مخزية بنهر "السين" انتقلت الحرب الى قلب باريس و حطمت الكبرياء الفرنسي، و اليوم الاعتراف بالجرائم ضروري كما هو الاعتذار حتمي، و على فرنسا أن تسدد ما عليها من ديون، و علينا المضي في كل ما يخدم مصالح الشعب الجزائري و السيادة الوطنية، أقول أن تاريخنا محفوظ و أرشيفنا كذلك في المعهد الوطنين و الحقائق التاريخية لا يمكن أن تمحى، و ثورتنا دوخت العالم لا يمكن محوها أو تغطيتها بالغربال، كما ندعوا مختلف الجهات الفاعلة كالأسرة الثورية و الحركات الجمعوية والأحزاب والهيئات الرسمية وفي مقدمتها البرلمان إلى التنديد الجماعي بالاستفزازات الفرنسية المتعلقة بتمجيد الاستعمار، واستعمال الحركى، وحمل فرنسا على الاعتذار والاعتراف بجرائمها في حق الجزائريين،وتعترف بجرائمها التي لا يمكن القفز عليها".