فتحت خشبة المسرح السياسي ذراعيها للمرأة الجزائرية خاصة في الآونة الأخيرة ، لما علمت أن المشرع الجزائري يدعوا لضرورة تواجدها على القوائم الانتخابية و بكثرة،بل مكافأتها ماديا في حال توفر أكثر من الثلث في قائمة الحزب، حيث سجّل حضورها بقوّة بعد اكتساحها لمختلف المهن الشاقة التي كانت فيما سبق تقتصر فقط على الرجال،فمن التعليم و الطب و التمريض إلى مجال الاقتصاد و السّياسة و الرئاسيات .ولوج الجزائريات إلى عالم السّياسة مؤخرا قد اختلف فيه الشارع العاصمي ،فهناك من رأى أن للمرأة دورا فعالا في الانتخابات في التأثير و الإقناع و أنها نصف المجتمع وجب أن تخوض المغامرة لما لها القدرة أن تخوض في الساحات السياسية و أن تصنع القرار و التاريخ يشهد بذلك،فليس كل الرجال لهم القدرة على اتخاذ القرارات و هكذا الحال بالنسبة للنساء،و هناك من اعتبر حذف صورة المرأة من عالم السياسة سلوكا إيجابيا لقدرتها المحدودة في هذا المجال،من خلال الجولة الاستطلاعية التي قامت بها يومية "الاتحاد" عبر أحياء مدن الجزائر العاصمة. السّياسة للجنس الخشن.. بين مؤيد و معارض لولوج المرأة عالم السّياسة تعددت الآراء و تضاربت من خلال الجولة الاستطلاعية التي قامت بها يومية "الاتحاد" في بعض أحياء العاصمة ،فعامة الناس يعتقدون عامة الناس أن مهنة السياسة مرتبطة بالجنس الخشن،بالإضافة إلى الأعراف و التقاليد التي تحكم على مكوث المرأة في البيت لا مواكبة الرجال،"السياسة للرجال يكذب عليك اللي يقولك السياسة تنجح بالنساء..المرأة تع التدريس و الطب مي السياسة كبيرة بزاف عليها..من بكري الرّاجل اللي يحب السياسة و المرأة تع التربية.."هي انطباعات بعض المواطنين حول مشاركة المرأة على خشبة المسرح السياسي،كما أضاف "عبد اللطيف" موظف بالعاصمة أنها من أصعب المهن التي يمكن أن تمارس بشكل طبيعي نظرا لارتباطها بما هو شخصي لدى السياسيين أنفسهم،و عوامل أخرى مؤثرة بشكل فعلي على المرأة. المشاركة السياسية حقّ من حقوق المرأة فيما يرى بعض المواطنين في دردشتهم مع يومية "الاتحاد" الذي أحدث جدلا بينهم أن العالم السياسي ليس مرتبط بالرجال فقط ،و إنما للمرأة حق في المشاركة و نصيب لفرض نفسها في القوائم السياسية و الإنتخابية،و في هذا السياق يقول "عبد الرزاق" أستاذ بإجدى الثانويات بالعاصمة أن المرأة في المجتمع الجزائري مازالت تخاف من أحكام المجتمع و خوفا من تقاليد المجتمع تجد التردد كثيرا من قبولهن في المشاركة السياسية،و يضيف أنه يجب على المرأة أن تفرض وجودها و أن تغير نظرة الشارع لها ما دام القانون أعطى لها الحق في المشاركة،فقليلون من أمثال "عبد الرزاق" الذين اعتبروا المشاركة السياسية بالنسبة للمرأة حق من حقوقها. و لتفرض وجودها سلبا أو إيجابا.. كما كان للنساء رأي قوي عزز من مكانة المرأة و يعطي الدفع لمثيلتها ،حيث تقول "سامية" موظفة بإحدى بلديات العاصمة أن مشاركة المرأة فعالة خصوصا في السنوات الأخيرة،فهي ليست منافسة للرجل و إنما منافسة في العمل على التغيير و القضاء على الظلم و الدفاع عن حقوقها في جميع الميادين ،لتخرج المرأة و تقف مع الرجل لتسير أمور الشعب ،و المرأة وحدها هي من ستحدد و تفرض وجودها إما بتمثيل سلبي أو إيجابي،و تتصدر القوائم الانتخابية مثلها مثل الرجال. ..و أزواج يرون فيه عالم للشهرة كان التخوف وحساب ألف حساب لنظرة الجيران و الأصدقاء و العائلة الكبير هما القاسمان المشتركان بين مختلف الأزواج في حديثهم مع يومية "الاتحاد" حول إمكانية مشاركة زوجاتهم في عالم السياسة،فهناك من يظنّ أنها سوف تفقد احترامها وسط عائلتها و بيئتها عامة بانخراطها في السياسة،و في هذا الصدد يقول "عبد الغني" أنه ليس ضد عمل الزوجة لأن ظروف المعيشة تتطلب خروجها للعمل و مساندته،و لكن يضيف أن عملها يجب أن يكون بعيد عن الشهرة و الشؤون السياسية،فقد يكون حسبه عالم تشويه السمعة عن طريق الإشاعات و الدعايات الكاذبة و المغرضة،فيما يرى "ياسين" موظف في إحدى المؤسسات العمومية بالعاصمة أن السياسة مهنة صعبة بالنسبة للمرأة فارتكابها لخطأ و لو بسيط قد يحسب عليها و لا تزال سمعة المرأة هي أساسها و أساس عائلتها،فإن مسّت يمس جميع أفراد عائلتها.