فيروس الورم الحليمي أو سرطان عنق الرحم أو فيروس "أتش بي قي" و غيرها من المسميات التي تطلق على ذلك الداء الذي تحول إلى أخطبوط يجتاح أجساد الجزائريات و يفتك بحياة عدد من النساء يوميا و يحصد أرواح 3 ألاف إصابة جديدة سنويا ،و يحرم أخريات من تذوق الأمومة التي يحلمن بها بعد الزواج.ارتأت يومية "الاتحاد" أن تتوقف عند بعض الحالات المصابة بسرطان عنق الرحم الذي بات يهدد حياة العديد من النساء بعد الزواج،و يسبب لهن معاناة كبيرة،و كذلك الكشف عن أسباب عزوفهن عن إجراء الفحص المبكر،كما وضعته على طاولة الأخصائيين في طب النساء لمعرفة أسبابه و طرق الوقاية للحد منه. الصدمة كانت قوية.. "لم أكن أتوقع أن أصاب بسرطان الرحم في مقتبل عمري.."،هكذا كانت بداية حديث "مليكة" مع يومية "الاتحاد في بيتها بعد أن دلتنا إحدى قريباتها عليها،كانت في حالة يرثى لها من الإحباط و لم تستفق بعد من الصدمة بعد أن أخبرتها إحدى الأخصائيات في طب النساء بشرق العاصمة،تقول أنها تزوجت منذ ثلاث سنوات من زوج أحبته و قررت إكمال نصف دينها معه،و بعد أشهر من زواجها بدأت تحسّ بالتهابات في رحمها ما دفعها لزيارة طبيب عام أخبرها أنها تعاني من مكروبات ستزول ببعض الأدوية التي كتبها لها في وصفة طبية،و لكن الأمر لم ينتهي هنا بل احتدت ألامها فرأت أن التحاقها بأخصائية في طب النساء حتما سيكون أفضل لها و حلا لشفائها،فبعد أن أخذت موعدا مع طبيبة نساء قريبة لبيت أهلها،ذهبت إليها و أخبرتها بمعاناتها ،فقامت الطبيبة ببعض الفحوصات التي كشفت مرض "مليكة" و إصابتها بفيروس سرطان عنق الرحم،تتنهد "مليكة" و تستطرد حديثها أنها لم إصابتها بسرطان الرحم صدمة كبيرة بقدر ما كان خبر وجوب استئصال رحمها و الذي يعني حرمانها من الأمومة على مدى الحياة،قالت "مليكة" و عيناها مغرورقتين بالدموع"كنت حابة بزاق نولي أم و يكونوا ليا أولاد..صعيب هذا المرض.."بكت "مليكة" و أبكت كل من كانت معها،كثيرات من أمثال "مليكة" التي نخر سرطان الرحم جسدها و أدخلها في دوامة المعاناة في صمت. 60c/o من الجزائريات يجهلن ضرورة "الفروتي" و لمعرفة رأي النساء حول الفحص المبكر لداء سرطان عنق الرحم قامت يومية "الاتحاد" باستطلاع آراء بعض منهن ،حيث وجدنا الكثير منهن يعزفن عن إجراء الفحص ،و لا يعرفن الكثير عنه،على غرار "نصيرة" من العاصمة التي لم تعرف حتى سبب استعماله و المرض الذي يكشف عنه،على الرغم من مرور سنتين على زواجها،و كذلك "نوال" من القبة التي كانت تعتقد أن الفحص يجب أن يكون بأمر من الطبيب المعالج،و تشاطرها الرأي "سعدية" التي صرحت أنها لم تقم أبدا بفحص طبي سواء للوقاية من مرض سرطان الرحم أو السرطانات الأخرى ،معتقدة أن الفحوصات لا تكون سوى بطلب أطباء أخصائيين،فمن خلال جولتنا الاستطلاعية في بعض أحياء العاصمة اكتشفنا أنه حوالي 60 بالمائة من الجزائريات يجهلن فوائد "الفروتي" ،و الذي يعد الحل الأمثل للحد من إصابات سرطان الثدي. ألام الفحص حجة واهية أما عن عينة النساء اللاتي يعين ضرورة القيام بفحوصات دورية بعد الزواج،لكنها تعزف عن القيام به بصفة دورية لكنها لا تقوم بإجرائه بصفة دورية، متحججات بالآلام التي تنجم عنه،و في هذا الصدد تقول "ميساء" أنها أخبرتها إحدى جاراتها أنه يسبب آلام كبيرة و فظيعة،هذه الحجج التي اعتبرتها بعض القابلات بالواهية لأن الجهاز المستعمل للفحص صغير و لا يسبب التهابات،أو حتى آثار سطحية. تعدد العلاقات الجنسية تدمر خلايا عنق الرحم أكد الأخصائي في طب النساء و التوليد "خوجة رسيم" بمستشفى بولوغين بالعاصمة ، في اتصال هاتفي مع يومية "الاتحاد" أن سرطان عنق الرحم يصيب منطقة الرحم ،و من أهم العوامل التي تؤدي إلى تدمير خلايا عنق الرحم هي الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري و تعدد العلاقات الجنسية و التدخين ،و في ذات السياق يضيف المتحدث أنه لا يعتبر سرطان عنق الرحم مرضا خلقيا أو وراثيا بل هو ناجم عن فيروس شائع يسمى فيروس الورم الحليمي البشري بالإصابة بسرطان عنق الرحم ، و يضيف أن للوقاية من هذا الفيروس على الفتاة بعد زواجها أن تقوم بزيارة طبيبة نساء لإجراء فحص الرحم "الفروتي"،خاصة و أنه هناك طرق حديثة للكشف المبكر عن شتى أنواع السرطانات لتفادي استئصال الرحم و حرمان المرأة من الإنجاب و تذوق الأمومة. كل سيدة مهددة بالخطر و أضاف الأخصائي خوجة أن كل سيدة يمكن أن تصاب بهذا الفيروس و مهددة بخطر إصابة سرطان عنق الرحم،و يقول الأخصائي أن السيدات الصغيرات في السن هن الأكثر عرضة للإصابة المزمنة بهذا الفيروس،و للوقاية من هذا الداء أوصى ذات المتحدث بأخذ التطعيم الوقائي قبل الإصابة به ،و ذلك قبل الزواج، كما دعا إلى ضرورة زرع ثقافة الكشف المبكر عن سرطان الرحم و باقي السرطانات الأخرى لدى النساء خاصة و أن 80 بالمائة من سرطان عنق الرحم قابلة للشفاء في حالة الكشف المبكر. تسجيل 450 ألف حالة جديدة سنويا عبر العالم تجدر الإشارة إلى أن سرطان عنق الرحم يبقى الأول بين السرطانات المتسببة في الوفاة لدى النساء الأفريقيات علما أن"80 بالمائة من المصابات تقطن في الدول السائرة في طريق النمو"،و تشير إحصائيات المنظمة العالمية للصحة إلى تسجيل ما لا يقل عن 450 ألف حالة جديدة سنويا عبر العالم مما يمثل تصاعدا يقدر ب 15 بالمائة فيما يتسبب بأوروبا في الفتك ب40 امرأة يوميا.