سنة 2013 لم تمرّ كباقي السنوات على قطاع الصّحافة،فالسلطة الرابعة عرفت تطورا ملحوظا و حقّقت أهدافا مهمّة خلال هذا العام لطالما كانت تراود أصحاب مهنة المتاعب،فتوقفت "الاتحاد" عند أبرز المحطات بداية بترسيم بوتفليقة ليوم 22 أكتوبر من كل عام يوما وطنيا للسلطة الرابعة،كما تم الإعلان عن انتهاء مشروع بطاقة الصّحفي المحترف، وكذلك ميلاد قانون السمعي البصري الذي يرتقب المصادقة عليه سنة 2014. بوتفليقة يرسّم 22 أكتوبر عيدا وطنيا لمهنة المتاعب لم يكن تحديد 22 أكتوبر يوما وطنيا للصحافة اعتباطيا بل جاء تخليدا لذكرى ميلاد أول صحيفة جزائرية التي تربت في مهد الثورة التحريرية الكبرى "المقاومة الجزائرية" في 22 أكتوبر 1955 ، حيث رسّم بوتفليقة هذا اليوم كعيد وطني لذوي أصحاب مهنة المتاعب،و جاء هذا الترسيم في الثالث من شهر ماي من السنة الجارية، ليصبح هذا اليوم أبرز محطة في الصحافة الوطنية كيف لا و هو أحسن اختيار لأنه يحيل إلى مرجعية تاريخية للمقاومة الإعلامية و النضالية،والارتقاء أكثر بالسّلطة الرابعة و المطالبة بالمزيد من الاهتمام بهذه الشريحة التي ناضلت و مازالت تناضل بقلمها و صوتها من أجل إعلاء كلمة الحق حيث اعتبروه التفاتة طيبة و اعتراف بالعمل الصحفي ككل،كما اعتبر صنّاع السّلطة الرابعة هذا اليوم الوطني المخصص لهم خطوة مهمة في مسار تاريخهم المهني . بلوغ هذا اليوم لم يكن سهلا أو سهوا.. فيما أجمع بعض الزملاء الصّحفيين الذين التقت معهم يومية "الاتحاد" أن وجود هذا اليوم لم يكن سهلا أو سهوا بل وُجد نتيجة جهود بذلها صحفيين ضحّوا بالنّفس و النّفيس من أجل تمجيد السلطة الرابعة،فصحفيينا الكبار أحياء منهم و أموات ساهموا و بكل جدارة لبلوغ هذا اليوم فعلى صحفي اليوم أن يقدروا هذه الجهود و يعملوا على إنتاج مثل هذه الثمار و الارتقاء أكثر بجلالة السلطة الرابعة،فيما اعتبر صحفيون آخرون أن هذا اليوم مهم جدا بالنسبة إلى الصحافة الوطنية كونه سيخلد روح تضحية و نضال رجال الإعلام الجزائريين. و ميلاد قانون السّمعي البصري... و عرفت سنة 2013 صدور قانون السّمعي البصري الذي صادق عليه من طرف مجلس الوزراء في انتظار برمجته للمناقشة في البرلمان على مستوى المجلس الشعبي الوطني بداية سنة 2014،المتواجد حاليا على مستوى الحكومة و هو الحلم الذي لطالما راود الكثير من ذوي أصحاب السلطة الرابعة،و فيما يتعلق بمجلس أخلاقيات المهنة ،و بذا تكون الحكومة قد وضعت بسنها هذا القانون سلطة لضبط المجال الذي عرف انفجارا فضائيا لافتا لا يمكن التحكم في عواقبه سواء كانت بالنفع أو الضرر على الإعلام الوطني،و صرح وزير الاتصال مساهل سابقا أن أعضاء هذه الهيئة سيكونون منتخبين من طرف صحفي القطاع العام و الخاص الذين تقع على مسؤوليتهم اختيار الممثلين الأنسب و الأكفأ لهذه المهمة. 2013..و ينتهي مشروع بطاقة الصّحفي المحترف كما تم ضبط لائحة الشروط النهائية التي ستمكّن الصحافيين الحصول على البطاقة الوطنية للصحفي المحترف في أواخر شهر ديسمبر من العام الجاري خلال لقاء جمع وزير الاتصال بجمع صحفي في ندوة ختامية للمشروع،وهي اللائحة التي سيتم مراجعتها من قبل اللجنة الوطنية المتكونة من 12 عضو التي تجدد كل 4 سنوات ،مع وضع احتمال سحبها في أي وقت إذا تم ثبوت أن الصحفي يستعملها لأغراض أخرى غير المهنية، هو الشأن الذي ارتاح له الصحافيين ،بكونه ستمنح لهم التسهيلات بممارسة هذه الوظيفة و تكسبهم الحق في الوصول إلى مصادر الخبر في كل مكان من التراب الوطني،لينضم هذا الحدث إلى قائمة أبرز الأحداث التي عرفتها الساحة الإعلامية الجزائرية. بن حبيلس ل"الاتحاد":الجزائر خطت خطوة إيجابية في الصحافة تفاءلت الوزيرة السابقة و المناضلة سعيدة بن حبيلس،في اتصال مع يومية "الاتحاد" على ما حققه قطاع الصحافة في الجزائر خلال سنة 2013 من تطورات،مؤكدة أنها خطت خطوة إيجابية و التي تظهر من خلال ميلاد قانون السمعي البصري الذي أعلن عنه الوزير مساهل قبل يومين،و أضافت المتحدثة أن هناك اهتماما كبيرا من طرف السلطات المعنية و فيه عناية خاصة بقطاع السلطة الرابعة،و قالت بن حبيلس إنه فيه تحسن للوضعية الاجتماعية للصحافيين مقارنة بالوضعية التي كانوا يعيشونها سابقا ، و هو حسب المتحدثة ما يسهل من أداء مهمة أصحاب مهنة المتاعب،و كذلك خدمة الإعلام على أحسن وجه و المصلحة العامة و تسهل طريقة حرية التعبير،كما أكدت الوزيرة السابقة أن تدعيم الصحافة في الجزائر من الناحية الأمنية تعمل على الحفاظ على أمن و استقرار البلاد. الجزائر الأولى مغاربيا من حيث حرية التعبير خلال سنة 2013 جاءت الجزائر وفقا لتقرير منظمة "مراسلون بلا حدود" بالنسبة لبلدان المغرب في مقدمة الترتيب من حيث حرية التعبير خلال سنة 2013، و صنفت المغرب في المرتبة 136،و تونس في المرتبة 138،فيما احتلت ليبيا المرتبة 131،و كان التقرير قد تحدث عن بلدان سماها(بلدان الربيع العربي)و استثنى منها الجزائر،التي صنفها مع المغرب و عمان و الأردن من حيث سعيها إلى تقديم تنازلات و إطلاق وعود لتهدئة المطالب الاجتماعية المحتملة لتغير سياسي أو اجتماعي.في حين تراجعت إلى المرتبة 125 في التصنيف العالمي السنوي لحرية الصحافة لعام 2013،بثلاثة مراتب مقارنة بالسنتين الماضيتين(2011 و 2012. و قد احتلت البلدان العربية حسب هذا التقرير مراكز متدنية، إذ حافظت موريتانيا متصدرة الدول العربية للعام الثاني على التوالي على ترتيبها السابع و الستين عالميا. صحفيون.. سقطوا على مذبح الحرية الفاتح نوفمبر موعد رحيل رزقي حسني مصور بالتلفزيون الجزائري بعد إصابته بالملاريا في رحلته إلى بوركينافاسو، و ذلك لتغطية مباراة الذهاب من الدور التصفوي الأخير المؤهل لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل،كما فجعت الجزائر أيضا في 11 جويلية من العام الجاري برحيل الشاب تومي أمين ذو العقد 29 ربيعا الصحفي و مراسل بيومية البلاد بولاية خنشلة خلال انفجار قنبلة تقليدية الصنع وضعت من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة عند أقصى نقطة حدودية بصحراء ششار ،و غيرهم من الشهداء الذين سقطوا على مذبح الحرية و صنعوا بدمائهم مجد الصحافة الجزائرية ،و مئات من رجال الإعلام الذين نقشوا في ذاكرة تاريخ الجزائر و استشهدوا في أيام الدم و الدموع حينما كان الرّصاص يطارد الكلمة حيث كان شعارهم إعلاء كلمة الحق و إزهاق الباطل و الوقوف ضد الفساد و المفسدين،كما اعتبر بعض الصحفيين اليوم الوطني للصحافة محطّة من بين أهم المحطات التي سيتم التوقف فيها عند أهم إنجازات أصحاب مهنة المتاعب منذ بزوغ فجر الصحافة الوطنية و القيام بتكريم الأوجه البارزة. سوريا.. البلد أكثر دموية للصحفيين عام 2013 ظلت سوريا في عام 2013 البلد الأكثر خطراً على حياة الصحفيين المزاولين لعملهم فيما شهدت العراق ومصر تصاعداً في أعمال العنف المميت، و قد توصلت لجنة حماية الصحفيين في تحليلها السنوي إلى أن 70 صحفياً قُتلوا بسبب عملهم خلال عام 2013، وهو رقم يقل عن حصيلة عام 2012 التي بلغت 73 صحفياً،وشهدت كل من باكستان والصومال والهند والبرازيل والفلبين أيضاً حالات لوفاة صحفيين خلال السنة، ومع ذلك فقد انخفض عدد الوفيات في باكستان والصومال انخفاضاً كبيراً، وغابت المكسيك بطريقة ملحوظة عن قائمة البلدان الأخطر على الصحفيين حيث لم تتأكد أي حالة وفاة واحدة مرتبطة بالعمل الصحفي،وبلغت نسبة الضحايا الذين استُهدفوا بالقتل 44 بالمائة، أما الصحفيون الذي قُتلوا جراء تبادل إطلاق النار في المعارك فقد بلغت نسبتهم ستة وثلاثين بالمائة فيما قُتل 20 بالمائة أثناء قيامهم بأنواع أخرى مختلفة من المهمات الخطرة،وفي العراق، قُتل ما لا يقل عن عشرة صحفيين بسبب عملهم، استُهدف تسعة منهم بالقتل، وقضوا نحبهم جميعاً في الربع الأخير من السنة،و في 14 أوت قُتل ثلاثة صحفيين أثناء تغطيتهم لحملات قوات الأمن المصرية على المتظاهرين المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي ولجماعة الإخوان المسلمين،و في باكستان، قُتل خمسة صحفيين خلال عام 2013.