وصف زعيم المتمردين في جنوب السودان رياك مشار الاتفاق الذي توصل إليه في مدينة أروشا التنزانية مع حكومة جوبا وفصيل آخر الأسبوع الماضي بأنه "ضروري وجهد مقدر" في سبيل توحيد شعب الدولة الوليدة التي تشهد منذ أكثر من عام اقتتالا داخليا طاحنا. وقال مشار خلال لقاء تنويري مع مئات من مواطني جنوب السودان المقيمين في نيروبي، إن من شأن اتفاقية أروشا أن تسهل المحادثات المرتقبة في أديس أبابا لإصلاح جهاز الحكم، وقسمة السلطة، وإصلاح القطاع الأمني، مشيرا إلى أن ما تم في تنزانيا ضروري من ناحية توحيد وإصلاح القطاع السياسي.وجدد مشار -الذي يرأس الحركة الشعبية لتحرير السودان المعارضة والنائب السابق لرئيس الجمهورية سلفاكير ميارديت- مطالبته بضرورة انسحاب القوات الأوغندية من جنوب السودان، وهو المطلب الذي قال إنه ظل يُذَكِّر به الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني كلما سنحت له الفرصة للقائه.ووقع مشار في أروشا في 21 يناير/كانون الثاني الجاري اتفاقا لتوحيد جناحه من الحركة الشعبية مع جناح الحكومة من تلك الحركة ومجموعة العشرة التي يترأسها الأمين العام السابق باقان أموم.وبعد أن قدم شرحا لبنود الاتفاق، استمع مشار إلى استفسارات الحاضرين بشأن خريطة الطريق التي توصلت إليها فصائل الحركة الشعبية الثلاث.وتساءل الزعيم المعارض عن الترتيبات الجارية في أديس أبابا لإصلاح القطاع الأمني والعسكري، قائلًا "كيف يمكن دمج 70% في 30 من القوات؟".وتخوض القوات الحكومية الموالية للرئيس سلفاكير قتالا منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول 2013 ضد متمردين موالين لنائبه السابق مشار، مما دفع هذا البلد المصدر للنفط إلى شفا حرب أهلية.واندلع القتال في بادئ الأمر بسبب خلاف سياسي، لكنه سرعان ما اكتسب طابعا عرقيا بشكل متزايد، حيث وضع قبيلة الدينكا التي ينتمي إليها سلفاكير في مواجهة قبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار.ن جانبه، قال رئيس حزب الحركة الشعبية -التغيير الديمقراطي- لام أكول إن اتفاق أروشا لا يمكن أن يعتبر اختراقا كبيرا ما لم تُحل مسببات الحرب. وأضاف أن ثمة قضايا مهمة متعلقة بقيادة الحركة لم يبت فيها اتفاق أروشا وتُرِكت للوسيط التنزاني ليتابعها مع قيادات الفصائل الثلاث، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.غير أن الصحفي المدير العام السابق للإعلام بحكومة الجنوب مصطفى بيونق قال إن الاتفاق حدد آليات واضحة لاختيار قيادة الحركة الشعبية، والأهم من ذلك أنه رسم خريطة طريق لإصلاح هياكل الحزب وكيفية معالجة المسائل التي كانت سببا في الأزمة.وقال رئيس الوفد المفاوض تعبان دينق في اللقاء الجامع مع مواطني الجنوب في كينيا إن الأمنيات وحدها لن تجعل سلفاكير يرحل من الرئاسة "ما لم يكن لدينا خطة وبرامج عمل ينخرط فيه الجميع"، داعيا إلى قبول اتفاقية أروشا بوصفها خطوة أولى في طريق إزاحة سلفاكير من قيادة الجنوب.بدوره، أكد كبير مفاوضي المعارضة بيتر أدوك أن مسألة إزاحة سلفاكير من قيادة الجنوب "مسألة وقت"، مضيفا أنه "سيتعين علينا قبول حزب واحد جامع حتى لا تكون أحزابنا على أساس قبلي".