فر آلاف السوريين من بلادهم يوم الجمعة في إحدى أكبر موجات اللجوء خارج البلاد منذ بدأت الانتفاضة قبل نحو عشرين شهرا وذلك بعدما سيطر المعارضون المسلحون على بلدة حدودية مساء الخميس. وفي قطر انتخب المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا الشخصية البارزة في المعارضة رئيسا جديدا له يوم الجمعة. ولكن المجلس سيبدأ محادثات يوم السبت مع جماعات أخرى للمعارضة السورية من بينهم ممثلون للجماعات المسلحة التي تقاتل قوات الرئيس بشار الاسد لتشكيل هيئة جديدة أوسع تأمل في كسب اعتراف دولي كحكومة مقبلة في سوريا. وقالت الأممالمتحدة إن 11 ألف لاجيء فروا من البلاد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية أغلبهم إلى تركيا. واثار ذلك قلقا في انقرة التي تشعر اصلا بقلق بشأن قدرتها على استيعاب مثل هذه الاعداد الضخمة وتحث بقوة دون نجاح حتى الان على اقامة منطقة عازلة داخل سوريا يمكن ايواء اللاجئين فيها. وقال قائد ومصادر بالمعارضة إن مقاتليها سيطروا على بلدة راس العين الحدودية مساء الخميس. ويواصل المعارضون بذلك حملة تمكنوا خلالها بالفعل من طرد قوات الأسد من معظم شمال البلاد وسيطروا على عدة نقاط حدودية. وقال خالد الوليد وهو قائد ميداني لمقاتلي الجيش السوري الحر في الرقة وهي محافظة مجاورة للحسكة "المعبر مهم لأنه يفتح خطا آخر إلى تركيا حيث يمكننا إرسال الجرحى والحصول على إمدادات." وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المرتبط بالمعارضة إن ما لا يقل عن 20 من افراد الأمن السوريين قتلوا وأصيب عدد آخر عندما هاجم مقاتلون من المعارضة مقرا أمنيا في راس العين. وتدفق آلاف السكان إلى خارج البلدة التي يسكنها مزيج من العرب والأكراد في محافظة الحسكة في شمال شرق البلاد على بعد نحو 600 كيلومتر من دمشق. وتولى صبرا وهو مسيحي قيادة المجلس الذي يتعرض لانتقادات حادة من حلفاء دوليين لعدم فاعليته في الحرب ضد القوات الحكومية ولوجود الكثير من الخلافات بين أعضائه. وطالب صبرا فور اختياره بتزويد المعارضة بالسلاح لمحاربة القوات الموالية للرئيس بشار الأسد. وقال للصحفيين بعد أن انتخبه المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الذي يجتمع في العاصمة القطرية الدوحة إن رجال المعارضة يحتاجون إلى شيء واحد فقط هو السلاح للدفاع عن أنفسهم والدفاع عن حقهم في البقاء. وتضغط قطر والولايات المتحدة وقوى أخرى على جماعات المعارضة السورية كي تتوحد ووافق المجلس الوطني السوري على بدء محادثات وحدة على الرغم من خوفه من تراجع نفوذه في اي هيئة جديدة. وفي جنيف سلط مسؤول كبير في الاممالمتحدة الضوء على معاناة السوريين الذين مازالوا داخل سوريا. وقال جون جينج مدير العمليات في مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ان نحو اربعة ملايين شخص داخل سوريا سيكونون بحاجة الى مساعدات انسانية بحلول اوائل العام القادم حين يحل فصل الشتاء ارتفاعا من 2.5 مليون حاليا يعجز العالم بالفعل عن تلبية احتياجاتهم بالكامل. وقال في مؤتمر صحفي "يتعامل زملاؤنا على الأرض يوميا مع أناس أشد بؤسا .. وأشد خوفا بكثير على أرواحهم وارواح اسرهم بسبب هذا الصراع. "منذ بدأت الأزمة لم نتمكن من مجاراة تزايد الاحتياجات." وأدى أحدث نزوح للاجئين الى رفع مجمل عدد اللاجئين الذي سجلته الاممالمتحدة لاكثر من 408 الاف لاجيء في تركيا ولبنان والعراق وشمال افريقيا. وانتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مجلس الأمن الدولي مجددا يوم الجمعة. وقال خلال زيارة لاندونيسيا "هذا أمر غريب. هناك فظائع ترتكب حاليا في سوريا وهذه الفظائع يديرها زعيم دولة. ومع استمرار هذه الفظائع.. ما زالت الأممالمتحدة تلتزم الصمت تجاهها. "إلى متى سيستمر هذا؟ ومتى ستتحمل الدول دائمة العضوية في مجلس الامن المسؤولية؟ إننا ملزمون بالعمل معا لمواجهة هذا وإلا فلا يمكننا وصف هذا الكيان الدولي بالديمقراطي." وردت تركيا بالمثل على سقوط قذائف مورتر على أراضيها نتيجة الاشتباكات الجارية في سوريا وتبحث مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي احتمال نشر صواريخ باتريوت الدفاعية على الحدود. وأفادت وكالة الأناضول التركية للأنباء بأن 26 ضابطا في الجيش السوري بينهم لواءان انشقوا وفروا إلى تركيا مساء الخميس في أكبر انشقاق جماعي لعسكريين برتب كبيرة في صفوف الأسد منذ شهور