الأمم المتحدة تتهم المعارضة السورية مجددا بارتكاب جرائم حرب لم تعد الدول المجاورة لسوريا تتحمل عدد اللاجئين الذين يتوافدون إليها هروبا من الأوضاع الإنسانية الصعبة، مع احتدام المعارك بين المعارضة والنظام السوري، الذي يواصل عملية تطهير القرى والمدن السورية من المقاتلين. وأوضحت تقارير، أمس، أن أوضاع اللاجئين أصبحت مأساوية على الحدود وفي المخيمات لدرجة دفعت بالدول المجاورة لسوريا إلى فرض إجراءات احترازية شملت غلق الحدود ورفض دخول السورين وحتى تهجير بعض اللاجئين المتواجدين في المخيمات. تأتي هذه الخطوات من جيران سوريا، فيما أكدت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة انتونيو غوتيريس، أمس، أن عدد اللاجئين السوريين تخطى 250 ألفا، 220 ألف نسمة يحتشدون في مخيمات اللاجئين في تركيا، الأردن، العراق ولبنان. نحو 10 آلاف ينتظرون منذ أسبوع في معبر الحدود عند المدخل إلى تركيا، للحصول على التأشيرة للدخول. تركيا التي يسكن في أراضيها نحو 80 ألف لاجيء أعلنت قبل أسبوع بأنه بوسعها أن تستقبل فقط حتى 100 ألف لاجيء. وتؤكد المنظمات الدولية على خطورة استمرار توافد اللاجئين السوريين كما قال أدريان ادواردز المتحدث باسم المفوضية في جنيف أن ”الأرقام الأخيرة تظهر أن العدد أكثر من ربع مليون لاجئ سوري، اكثر من 253 ألف لاجئ مسجلين، أوينتظرون التسجيل في المنطقة”. وحسب تقارير وكالات الأنباء العالمية فإن اللاجئين المتواجدين في مخيم تل الزعتر يعيشون أوضاعا إنسانية جد صعبة بسبب نقص المياه وسوء التغذية، كما يشهد المخيم نقصا خطيرا في الأدوية. وأعلنت الولاياتالمتحدة بأنها ستمنح الأردن 100 مليون دولار، لإقامة شبكة تعليم لأبناء اللاجئين في السنة المدرسية القادمة، المنحة التي تدل ربما على أن فرضية العمل الأمريكية هي أن الأزمة لن تحل في الأشهر القريبة القادمة. وتستند هذه الفرضية أيضا على الاستراتيجية المتبعة وبموجبها لن يكون ممكنا إقامة ”مناطق آمنة” في الأراضي السورية، وذلك لان إقامتها ستستوجب حماية جوية معناها التدخل العسكري. كما أن تركيا تعترف بأن عملاء المخابرات السورية يعملون في مراكز اللاجئين وتمنع دخول الأجانب إلى المخيمات. ولكن التخوف الكبير هو من اندلاع اضطرابات بين اللاجئين أنفسهم في المخيمات أو في مراكز المدن على الحدود، ومن إمكانية دخول نشطاء حزب العمال الكردي إلى المخيمات تحت غطاء اللاجئين. في المخيمات بالأردن وتركيا تجري صراعات بين جماعات اللاجئين، بعضها صراعات عرقية، حيث يتعرض لاجئون علويون فروا من الجيش السوري الحر لاعتداءات من لاجئين سُنة فروا من الجيش السوري. وفي لبنان تطورت هذه الصراعات إلى معارك حقيقية، ولا سيما في مدينة طرابلس حيث ينضم اللاجئون السوريون إلى صراع الميليشيات المسلحة ضد الشيعة. هذا ولا تزال المعارك المسلحة بين المعارضة والنظام مستمرة في العديد من المدن السورية، وأكدت صحيفة الدايلى تليغراف أن مدير مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان اتهم بالفعل ”الجيش السوري الحر” بارتكاب انتهاكات بحق جنود الجيش السوري بين قتل وتعذيب. وقال باحث من منظمة أفاز الحقوقية، التى اشتهرت بانتقاد نظام الأسد وتوثيق مئات الانتهاكات ضده، إن المتمردين باتوا يعترفون بشكل متزايد بعمليات قتل الجنود الذين يقومون بأسرهم. وأكد: ”تلقينا تقارير كثيرة جدا بشأن ارتكاب ”الجيش السوري الحر” جرائم إعدام ضد المدنيين فى حلب”. ووصف الأمر بأنه قبيح للغاية، وتابع: ”الجيش السوري الحر المعارض يرتكب فظائع هناك، وكثير من أعضائه هم من الجهاديين”.