أكد طلبة الإقامة الجامعية لدالي إبراهيم 02، أن خدمات الإقامة في تدهور مستمر، خصوصا فيما يتعلق الأمر بمطعم الإقامة، إذ أن "وجبات الأكل لا تتطلع إلى أدنى المعايير"، و ازداد الحال سوءا حسب الطالبات " أثناء إضراب عمال الإقامة الجامعية". و تعود أسباب إضراب عمال قطاع الخدمات الجامعية إلى العام الجامعي الفارط، إذ أن العمال احتجوا للمطالبة بحقوقهم المتمثلة أساسا في "تتثبيث وضعيتهم، رفع الأجور وكذا إدماج العمال المتعاقدين". و اتفقت نقابة عمال الإقامة الجامعية التي تنطوي تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين على "استئناف الإضراب في حالة ما لم تتم استجابة الجهات المعنية لمطالبهم". و بالفعل ففي الثالث و العشرين من شهر أكتوبر، أعلن عمال القطاع إضراب على مستوى العاصمة، و لم تستجب له إلا سبعة إقامات، بحيث يبدو أن هذا الإضراب "لم ينجح و لم يكن له أي صدى". و في هذا الشأن يقول الأمين العام لنقابة عمال إقامة دالي إبراهيم 02، توفيق الفقيري، أن "هذا الإضراب لم يكن له أن يقع، لأن الظروف لم تكن ملائمة، فهو أولا، أعلن في بداية الدخول الجامعي مع غياب الطالبات على غرار طالبات السنوات الأولى، و ثانيا، فإنه لم يتم التفاهم بين النقابيين على هذا التاريخ ، مما أدى إلى حدوث فوضى لغياب التنظيم و التنسيق بين نقابيي نفس الإقامة من جهة و بين الأمناء العامين للإقامات الجامعية بالعاصمة من جهة أخرى". و ترجع أسباب هذه الفوضى حسب توفيق الفقيري ، إلى وجود "بعض العناصر المشوشة داخل النقابات، و كذا أمناء عامين الذين أعلنوا الإضراب في هذا التاريخ (23 إكتوبر) تحقيقا لأهداف شخصية و كذا لغرض تحطيم الإضراب". وأضاف المتحدث، أنه في نهاية السنة الجامعية المنصرمة "اجتمع نقابيي العاصمة في كلية الحقوق ببن عكنون، و اتفقوا على استئناف الإضراب بصفة منظمة مع السهر على إنشاء نقابة وطنية تجمع شمل العمال و توحد صفوفهم، في حالة عدم الرد على مطالبهم". و من جهته رئيس النادي محمد فرحي، أكد أن الرد على مطالبهم متعلق "بانعقاد الثلاثية، (بين الاتحاد العام للعمال الجزائريين، الحكومة و أرباب العمل)، بحيث أن ماتحصل عليه العمال لحد الآن ماهر إلا "رد كتابي من الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين "سيدي السعيد" يصف مطالبهم بالشرعية إلا أن وقت الاستجابة لها يبقى مجهولا". وفيما يخص مشاكل الطالبات، فإن ما زاد الطين بلة هو "إضراب الرابع نوفمبر، بحيث امتنع عمال الاقامات الجامعية على طهي الوجبات، أو تقديم الوجبات الباردة طول أيام الإضراب". فبالنسبة للطالبة صبرينة زواغي، فأن تقديم الوجبات أو عدمها "لا يحدث أي فرق بما أن الأطباق المقدمة سيئة ولا تسد الحاجة". وتتابع كلامها تقول، "أتناول دائما الوجبات الباردة، أما ما تعودوا على طبخه بصفة يومية من عجائن وعدس ولوبيا فأتناوله حينما يتحتم علي الأمر، أما إذا كان بحوزتي القليل من المال فإنني أتناول وجبة خفيفة خارجا". و أضافت المتحدثة، "نحن لسنا ضد إضراب عمال قطاع الخدمات الجامعية، بل على العكس فمشاكلهم تعنينا، إلا أن لسوء الحظ فالنتائج السيئة تنعكس علينا نحن الطالبات، بالأخص السنوات الأولى اللواتي لا يملكن أي خبرة بهذا الشأن، فما عسى أن تكون ردة فعلهن". وبتساؤل الجميع عل ركود البنات وعدم احتجاجهن ضد هذا الوضع، فأن الطالبة سمية بلقاسمي ترى أن "هناك فرق شاسع بين طالبات الماضي و طالبات الوقت الحالي، فأن مجد الاحتجاج و جرأة الدفاع عن حقوقهن قد ولّى، و احتل مكانه الخوف، اللامبالاة وخصوصا اللاوعي". أمام الصمت الرهيب للسلطات و "لا مبالاة بعض المسؤولين" رغم التقارير التي رفعت إلى مستواهم، خصوصا فيما يخص السلع الغذائية السيئة النوعية (الجبن، الحليب، الياغورت وكذا المشروبات الغازية والعصائر) المصنوعة خصيصا للطلبة، فأن الوضع الراهن يتنبأ له أن يكون قائما ما دامت المصالح تتضارب والوعي والتفاهم غائبا.