أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، أن النزاع الذي اندلع بين رئيس البرلمان العربي ولد خليفة ومحمد جميعي رئيس المجموعة البرلمانية قبل أيام في جلسة علنية، والذي تحولت وقائعه إلى مسلسل تتابعه وسائل الإعلام وتسخر منه المعارضة الممثلة تحت قبة البرلمان، يعد أمرا عاديا. وأضاف ولد عباس في تصريحات صحافية أن ما وقع بين ولد خليفة وجميعي وهما قياديان في حزب جبهة التحرير الوطني أمر عادي، ومجرد زوبعة داخل فنجان، معتبرا أن ما حدث بينهما لا يعدو أن يكون مجرد خلاف عابر، وأن الكثير من البرلمانات وفي دول غربية ومتطورة ديمقراطيا يحدث هذا النوع من الخلافات، بل يحدث أن يصل الأمر إلى شجار بالأيدي إلى مثل ما حصل في اليابان واليونان ودول أخرى. ويأتي تدخل جمال ولد عباس بمثابة صافرة حكم المباراة، لوضع حد لهذا الجدل الذي تحول إلى مسلسل في نهاية ولاية البرلمان الحالي، الذي لن يكمل دورته التي افتتحت في شهر سبتمبر الماضي، والتي من المفترض أن تدوم عشرة أشهر، لكن الانتخابات البرلمانية ستنظم إما نهاية شهر أفريل المقبل أو في ماي، كما أن هذا الصراع الذي تناقلت تفاصيله وسائل الإعلام يسيء إلى صورة حزب جبهة التحرير الوطني، الذي يعول على الاحتفاظ بالأغلبية في الانتخابات المقبلة، أو بالأحرى البقاء كحزب السلطة الأول، خاصة في وقت يطمح فيه حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي يقوده أحمد أويحيى مدير الديوان الرئاسي، إلى استعادة مجده الضائع، والعودة إلى الصف الأول على حساب جبهة التحرير الوطني.وحسب ما تناقلته بض المصادر فإن الخلاف الذي دبّ بين رئيس البرلمان العربي ولد خليفة ورئيس المجموعة البرلمانية للحزب رجل الأعمال محمد جميعي سببه رحلة إلى الصين لوفد عن مجلس الشعب، وأن رئيس المجلس العربي ولد خليفة أبعد أحد النواب المحسوبين على جميعي عن البعثة، ما أثار حفيظة هذا الأخير، الذي دخل في ملاسنات في الكواليس مع رئيس المجلس، لكن الأمر تطور إلى تلاسن داخل قاعة الجلسات، إذ طلب جميعي الكلمة لنقطة نظام أكد فيها تمسك النواب الممثلين للحزب بدعم برنامج الرئيس وكل القوانين التي تأتي بها الحكومة، وطلب تسجيل ذلك في محضر الجلسة. لكن ولد خليفة رفض، ما جعل جميعي ومن معه من نواب يتهمون رئيس المجلس بخرق القانون الداخلي. وأرسل رئيس المجموعة البرلمانية للحزب ورقة إلى العربي ولد خليفة الذي مزقها على مرأى من النواب، ورغم أن أطرافا تدخلت لفض النزاع، إلا أن الأمر تكرر في جلسة ثانية بين نواب الحزب المحسوبين على الرجلين، الذين راحوا يتبادلون الاتهامات أمام نواب المعارضة الذين وجدوا في ذلك نوعا من الترفيه.