رئيس المجلس وصف النائبين لطرش ب"خماج"، وسعدي ب"المتواطئ" استمر يوم الأربعاء، التشنج بين نواب حزب جبهة التحرير الوطني، على خلفية الحرب الكلامية بين رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، ورئيس المجموعة البرلمانية محمد جميعي، حيث بلغت درجة تبادل السباب والشتائم بين العربي ولد خليفة وبعض النواب، وذلك في حضور وزير العمل. وأوضح محمد جميعي في تصريح ل"«البلاد" قبل انطلاق جلسة التصويت على مشروع القانون المتضمن القانون التوجيهي لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، أن "سوء التفاهم" الذي حصل أول أمس بينه وبين رئيس المجلس "طوي في أوانه"، وأضاف أنه "لا يوجد خلاف ولا انشقاق داخل كتلة الحزب العتيد"، مؤكدا أن حزب جبهة التحرير الوطني مستعد لدخول معترك الانتخابات التشريعية "بصفوف موحدة"، وذلك "تطبيقا لخارطة رئيس الجمهورية رئيس الحزب"، التي "يسهر على تطبيقها الأمين العام للحزب جمال ولد عباس". ولكن خلال مناقشة القانون المتعلق بالتقاعد، نسف بعض النواب تطمينات جميعي، وذلك خلال تدخل كل من النواب إلياس سعدي، نصير لطرش، وعمار جيلاني، حيث ساد الجلسة العلنية للتصويت على مشروع قانون التقاعد فوضى واتهامات متبادلة بين رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، ونواب الأفلان الموالين لرئيس الكتلة محمد جميعي. وعرفت الجلسة تبادل عبارات السب والشتم، وذلك بعدما سحب ولد خليفة الكلمة من النائب لطرش نصير مع كلمات "روح تلعب على روحك"، وأضاف لها "خماج تاعك"، وأتبع ولد خليفة إلياس سعدي بالقول "تكلم أو أسحب منك الكلمة، أنت متواطئ معه"، في حين تبادل إلياس سعدي وعمار جيلالي اتهامات على مرأى كل نواب البرلمان، وذلك على خلفية ما حدث في جلسة الثلاثاء بين جميعي وولد خليفة. وبدأ التشنج في جلسة الاربعاء، بعد إعطاء الكلمة للنائب نصير لطرش، الذي جدد ولاءه لرئيس الجمهورية وفق نفس السيناريو الذي انتهجه رئيس المجموعة البرلمانية محمد جميعي، في جلسة أول أمس، وهو ما أثار ولد خليفة، فسحب الكلمة منه ومنحها للنائب الياس سعدي لكن تماطل سعدي في إلقاء كلمته، الأمر الذي اعتبره ولد خليفة "تواطؤا". ولم يتوقف الصراع الحاصل بين نواب الأفلان داخل المجموعة البرلمانية عند هذا الحد بل تعداه إلى تدخل عفوي آخر لرئيس لجنة الشؤون القانونية بالمجلس، عمار جيلالي، وتهجمه على سعدي ولطرش، وبعد دقائق من الجدال والتراشق بالكلمات والاتهامات، قال ولد خليفة "أسكتوه، من فضلك يا سي جيلالي أسكتوه"، وكذا طلبه من نائب أفلاني آخر التدخل للتعقل. ويبدو أن إشكالية الوفاء للرئيس بوتفليقة، ظهرت للعلن داخل كتلة حزب جبهة التحرير الوطني، منذ جلسة أول أمس، وهو الأمر الذي علق عليه النائب إلياس سعدي في مداخلته قائلا "رئيس الحزب فصل في هاته الأمور، وعيب أن تصل أمور الحزب إلى المجلس الشعبي الوطني"، مضيفا "قضينا 5 سنوات في المجلس لكن هناك أناس تشك في ولائنا لرئيس الجمهورية ودعمنا للحكومة، واليوم صرنا نشكو بعضنا أمام الأحزاب الأخرى"، وقبل أن يكمل كلامه قاطعه رئيس المجلس وخاطبته "لقد طوينا الملف أمس، فلماذا تعيد تكراره.. خلاص انتهى". فيما أبدى نواب المعارضة امتعاضهم من طفو الصراع بين حزب جبهة التحرير الوطني على السطح، معبرين عن "رفضهم" ل"استغلال مؤسسات الدولة" في صراع "حزبي وشخصي ضيق". مطالبينهم ب"الكف" عن مثل هذا "التراشق" والعمل على "رفع مستوى الهيئة التشريعية"، بدل تبادل التهم والتراشق بها أمام وسائل الإعلام والراي العام.