جددت اللجنة الوزارية العربية مطالبتها الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي لتسهيل عملية بدء مرحلة انتقال السلطة، باستثناء الجزائر التي تحفظت على القرار، فيما اعتبرت الأممالمتحدة أن المحادثات التي جرت الأحد في جنيف بين الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي وممثلين عن روسياوالولاياتالمتحدة بشأن سوريا كانت بناءة. وأكدت اللجنة الوزارية المعنية بالوضع في سوريا في بيان لها عقب اجتماعها بالدوحة دعمها الكامل لمهمة الإبراهيمي في التوصل إلى صيغة تضمن التوصل إلى توافق بين أعضاء مجلس الأمن لاستصدار قرار يفضي إلى انتقال السلطة وتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحية. ورحبت اللجنة بإنشاء قيادة عسكرية موحدة، ودعت إلى تعزيز قدرات الائتلاف ليجمع كل أطياف الشعب السوري. وفي مؤتمر صحفي عقب الاجتماع توقع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي حصول تقارب في المواقف بين الولاياتالمتحدةوروسيا إزاء الأزمة السورية أثناء محادثات جنيف. وقال العربي إن الهدف من هذه المحادثات هو إعداد قرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي بناء على ما جاء في البيان الختامي في اجتماع جنيف في 30 يونيو/حزيران الماضي في بدء مرحلة انتقالية وتشكيل حكومة لها صلاحيات كاملة، مشيرا إلى أن صدور القرار سيكون رسالة واضحة للنظام السوري بأن الحماية سقطت عنه. واعتبر العربي أن المعارضة السورية "يمكن أن تشكل بديلا لتولي النظام في الوقت المناسب"، ودعا جميع الدول التي لها علاقات بفئات المعارضة إلى "إقناعها بالتكاتف في هذه المرحلة الحاسمة لأن الموضوع دخل إلى دمشق"، في إشارة إلى وصول المعارك إلى قلب العاصمة السورية. من جهته عبر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني عن أمله بأن تسفر اجتماعات جنيف بين الولاياتالمتحدةوروسيا عن التوصل إلى فهم مشترك لما يجري في سوريا حتى يقوم مجلس الأمن بمسؤولياته، حسبما تتطلبه الظروف". واعتبر بن جاسم الذي يرأس اللجنة الوزارية العربية أن الوقت قد حان لاتخاذ قرار أممي واضح لنقل السلطة، ولم يعد من المفيد ابتداع اسلوب جديد، بل المطلوب اتباع آلية زمنية محددة لذلك وفي جنيف قالت الأممالمتحدة في بيان إن محادثات "بناءة" حول سوريا جرت الأحد بين الإبراهيمي وممثلين عن روسياوالولاياتالمتحدة. وأضاف البيان أن المشاركين في الاجتماع بحثوا سبل المضي قدما نحو عملية سلمية وتعبئة تحرك دولي أكبر من أجل حل سياسي للأزمة السورية، وأكدوا مجددا أن الوضع في سوريا سيئ ويستمر في التفاقم. وحسب البيان، رأت الأطراف الثلاثة أن عملية سياسية لوضع حد للأزمة في سوريا أمر ضروري ولا يزال ممكنا. وتمثلت روسيا بنائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف والولاياتالمتحدة بمساعد وزيرة الخارجية وليام بيرنز. ويأتي هذا اللقاء إثر الاجتماع الثلاثي الذي عقد في 6 ديسمبر في دبلن بين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والإبراهيمي. مصير الأسد وفي موسكو أكد لافروف أن بلاده غير متمسكة بالرئيس السوري بشار الأسد، ولا تجري مباحثات مع أي جهة حول مصيره. وقال لافروف في طاولة مستديرة بعنوان روسيا والعالم المتغير إن جميع المحاولات لتصوير الوضع بشكل مغاير بأنها غير نظيفة، حتى لدبلوماسية تلك الدول التي يعرف عنها سعيها لتشويه الحقائق لصالحها. غير أنه قال إن روسيا تجد من الضروري أن يجبر الأطراف في النزاع السوري على إلقاء السلاح والجلوس إلى طاولة المفاوضات، وليس الحديث إلى ما لا نهاية عن رحيل الأسد على حساب أرواح السوريين. واعتبر أن الدول التي تنتقد روسيا والصين لاستخدامهما حق النقض (الفيتو) ضد قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا غير أمينة. وفي برلين قال رئيس وكالة المخابرات الألمانية الخارجية غرهارد شيندلر إن حكومة الأسد تعيش مراحلها الأخيرة. وفي تصريح صحفي أكد شيندلر أن النظام السوري لن يتمكن من البقاء نظرا لسقوط مزيد من المواقع في يد المعارضة المسلحة. وأضاف أن المعارضة تنسق أعمالها بشكل أفضل، وهو ما يجعل الحرب على الأسد أكثر فاعلية. وقال أيضا إن قوات الأسد ما زالت تفقد السيطرة على مزيد من المناطق، رغم عدم قدرة أي من الطرفين على حسم الصراع. حكومة مؤقتة وفي القاهرة يعقد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعا مغلقا في القاهرة اليوم وغدا لبحث تسمية رئيس حكومة مؤقتة. وحسب مصادر في المعارضة السورية، يهدف اجتماع القاهرة أيضا إلى استكمال الهيكل السياسي للائتلاف قبيل اجتماعات أصدقاء سوريا في مراكش المقرر في 12 من الشهر الجاري. وقالت الناشطة السياسية فرح الأتاسي للجزير إنه اختير رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرة نائبا ثالثا لرئيس الائتلاف المعارض، مشيرة إلى أنه لم يتم بعد اختيار شخصية معينة لرئاسة الحكومة المؤقتة. وفي باريس اعتبر سفير الائتلاف الوطني السوري المعارض في فرنسا منذر ماخوس الذي سيلتقي الثلاثاء برلمانيين أوروبيين في ستراسبورغ، في حديث مع صحيفة لو جورنال دو ديمانش أنه لا مبالاة المجتمع الدولي حيال النزاع السوري شجعت صعود من وصفهم بالجهاديين، لكنه قال إن تواجدهم على الأرض مبالغ فيه. وماخوس الذي سيزور ستراسبورغ مع وجوه أخرى من المعارضة على متن "قطار من أجل حرية الشعب السوري" يريد أن "يقنع بعض الدول التي لا تزال متحفظة على الاعتراف بائتلاف المعارضة ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري