أثار تحذير جديد لوزارة الخارجية الفرنسية غضبًا في الجزائر عقب إدراجها في قائمة دول تضم ليبيا لا ينصح بزيارتها، إذ ترى أنها عرضة للتهديد الإرهابي القادم من الساحل الأفريقي، والوضع المتدهور في ليبيا وعلى الحدود التونسية. وأوردت السفارة الفرنسية في الجزائر عبر موقعها الإلكتروني «نشرة النصائح الموجهة للفرنسيين»، حيث عددت أسباب إدراجها ولايات بالشرق والجنوبالجزائري في الخانة الحمراء، وتابعت أنه برغم تحسن الوضع الأمني في الجزائر بعد نهاية العشرية السوداء، مع استفادة العاصمة والمدن الكبرى من مخطط أمني عالي المستوى، إلا أن البلد لا يزال عرضة للتهديد الإرهابي القادم من الساحل الأفريقي، والوضع المتدهور في ليبيا وعلى الحدود التونسية. وطالبت السفارة الفرنسية رعاياها سواء المقيمين في الجزائر أو الراغبين في زيارتها توخي الحذر، بعدم السفر إلى المناطق المصنفة في الخانة الحمراء، على غرار الجنوب الكبير المتاخم للحدود مع مالي والنيجر وليبيا، وولايات وسط وشرق البلاد وهي: تيزي وزو، البويرة، بومرداس، بجاية، جيجل، سكيكدة، تبسة وقسنطينة والوادي. وحددت الدبلوماسية الفرنسية المناطق المصنفة في الخانة الحمراء في خريطة أعدت لهذا الغرض، وشملت أيضًا مناطق واسعة من ليبيا وماليوموريتانيا، مشددة على ضرورة إخطار السلطات الدبلوماسية بأية رغبة في زيارة الجزائر، سواء بالاتصال بها مباشرة أو التواصل عبر الموقع الإلكتروني للسفارة الفرنسية في الجزائر. ووضع التقرير أيضًا إشارة باللون البرتقالي تدل على أن هذه الأجزاء من الجزائر لا ينصح بزيارتها إلا للضرورة. ولم يصدر عن الدوائر الرسمية في الجزائر رد فعل على التحذير الفرنسي، لكن وسائل إعلام محلية عمومية نددت بالإجراء واعتبرته متحاملًا، خاصة أن المؤسسة البريطانية «ترافل أدفايس» أعلنت في نيسان / أبريل الماضي أن الجزائر «الأكثر أمنًا»، مقارنة بفرنسا التي شهدت 16 اعتداءً إرهابيًا هذا العام. وأشار مراقبون إلى تساؤلات بخصوص الغايات من هذا التصنيف الذي يعد مؤشرًا على توتر العلاقة بين باريسوالجزائر، في عدة مسائل يكون من ضمنها اعتبار إنشاء فرنسا المنظمة الأمنية الإقليمية المتخصصة في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والجريمة المنظمة، التي تضم كلاً من موريتانيا والنيجر ومالي وبوركينا فاسو وتشاد للتنسيق بينها لمواجهة الجماعات الإرهابية، تشويشًا على مبادرة دول الميدان التي تضم الجزائروماليوموريتانيا والنيجر وتأسست في مدينة تمنراست جنوبالجزائر عام 2010.