أبقت وزارة الخارجية الفرنسية الجزائر في دائرة ”الخطر الإرهابي” في عدد من ولايات الوطن، دون إلحاقها بتحديث يذكر بالتزامن مع الزيارة التي تقود أحد رؤساء الجمهورية الخامسة إلى الجزائر ابتداء من اليوم، في حين ألقى التصنيف في ”الخانة الحمراء” بظلاله السوداء على الوكالات السياحية المهددة بالإفلاس. ولا زال الموقع الإلكتروني لوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية ”ينصح رعاياه بتوخي الحيطة حين زيارة عدد من المدن” رغم ”الاستقرار” الذي طرأ على الصعيد الأمني في ولايات تزعم السلطات الفرنسية أنها عرضة أكثر للتهديد الإرهابي، على غرار منطقة القبائل وتمنراست، حيث تعود ”النصائح المذكورة” إلى تاريخ 19 سبتمبر الماضي. وفي هذا السياق، ”يعتقد الكيدروسي” أن ”الرحلات السياحية الفردية التي تنطوي بالسفر عبر الطرقات خارج المدن الكبرى، تظل خطيرة في الجزائر”. والأسوأ من ذلك تصنيفها بعض المناطق، مثل الشمال الشرقي للبلاد والجنوب، في دائرة الخطر، بسبب ما تعتبره ”تهديد إرهابي” هناك، كما لا يزال الغموض يلف ب ”تبريرات التحذيرات الفرنسية” التي تستحضر هجمات إرهابية تعود إلى أوت 2011 في تيزي وزو، دون الإتيان على ذكر حوادث مشابهة وقعت في المنطقة المذكورة العام 2012. فيما ألحقت أيضا الجنوب الجزائري كتمنراست وجانت، على وجه الخصوص، بدائرة الخطر، إذ تضع المناطق الحدودية مع مالي باللون الأحمر في الخريطة المرفقة بموقع الوزارة، مشددة على المنع ”منعا باتا الوصول إلى مالي والنيجر وموريتانيا برا عبر التراب الجزائري” على حد قولها. واشترطت في المقابل السلطات الفرنسية على السياح والمسافرين الذين يرغبون في المجيء إلى الجزائر أو التجوال في المدن الكبرى ”المشي يوميا في الأحياء الوسطى، برفقة شخص موثوق بالأماكن المألوفة”. وليس في حكم الوارد إن كانت قضية ”تراجع باريس” عن إدراج الجزائر ضمن ”الخانة الحمراء” سيتم مناقشتها في مباحثات الرئيسين الجزائري والفرنسي ابتداء من اليوم، أو سحب الوزارة الفرنسية المعنية الجزائر من قائمة الدول التي لا تزال تزعم أنها تشكل مصدر تهديد لرعاياها، لاسيما وأن مثل هذه الإجراءات والتصنيفات ”المغلوطة” كانت محل تنديد الوكالات السياحية التي أحصت خسائر بملايين الدولارات خلال السنوات الأخيرة بسبب تراجع توافد السياح الأجانب والفرنسيين تحديدا.