تتوجه الأنظار هذه الأيام إلى سلسلة اللقاءات التي يقوم بها رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري مع التشكيلات السياسية بمختلف ألوانها، ويراهن رئيس " حمس" على نجاح مبادرة التوافق الوطني التي يقوم بعرضها على الأحزاب، حيث لقيت ترحيبا من قبل الأحزاب فيما واجهت رفضا من البعض الآخر الذي فضل التمسك بمبادرة الإجماع الوطني على غرار الأفافاس المحسوب على المعارضة، فهل سينجح مقري في فرض مبادرة وكسب التأييد و الترحيب أم أنها ولدت ميتة في مهدها؟. ويقوم زعيم أكبر حزب إسلامي في الجزائر رئيس "حمس" عبد الرزاق مقري بلقاءات مراطونية مع الأحزاب السياسية لشرح مضمون مبادرة التوافق الوطني التي يدعو إليها ، حيث أكد في تصريحات إعلامية أنه سيشرح بالتفاصيل في وقت لاحق أسس مبادرة التوافق الوطني ملتزما بالقول أنها تحترم الأشكال والآجال الدستورية لتسهيل قبولها والتعامل معها، وهو ما جعله يعتبر استحقاق الانتخابات الرئاسية سنة 2019 فرصة مهمة لتجسيدها لمصلحة البلد ولمصلحة الإصلاحات الاقتصادية والسياسية. ومن جانبه رفض رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، مؤكدا تمسك تشكيلته السياسية بمبادئها وعدم انخراطها في أية مبادرة سياسية مقترحة من قبل بعض الأحزاب السياسية في إشارة منه لمبادرة مقري. وبدورها فصلت جبهة القوى الإشتراكية في موقفها من مبادرة التوافق الوطني التي طرحتها حركة مجتمع السلم وشرعت في عرضها على الطبقة السياسية، معلنة عن تمسكهم بمبادرة الإجماع الوطني الذي طرحها الأفافاس سنة 2014، والتي تهدف لجمع الطبقة السياسية حول مبادرة الإجماع الوطني، على اعتبار أنها الحل الوحيد للأزمة السياسية التي تتخبط فيها البلاد، مشترطين أن يكون هذا الإجماع حقيقيا وليس مجرد شعارات. وانتقد التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، دعوة المؤسسة العسكرية لمرافقة المبادرة المعروفة ب"التوافق الوطني"، مشيرا إلى أنها «غير مقبولة ولا يمكن أن تكون إجابة ذات مصداقية للمشاكل التي تشهدها الساحة السياسية».. وذهب الأرسيدي إلى حد اعتبار مثل هذه المبادرات "تؤدي إلى تعقيد الأوضاع أكثر كونها تسلك مسارا خاطئا وعقيم النتائج-" يقول الأرسيدي"-. وأكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، بخصوص موقفه من مبادرة مقري أن الافلان قد قدم تحفظات لا رجعة فيها ، مضيفا بأن التوافقية مفتوحة اقتصاديا وليس سياسيا، مشدّدا:” من أراد السلطة عليه أن يذهب إلى الصندوق لأن الشعب هو الذي يعطي السلطة ونحن لا نوزعها”، وقال"..تحفظات الحزب فيما يتعلق بمبادرة حمس تبقى سارية المفعول فيما يتعلق بصياغة خطابهم"، مشيرا “إذا غيروا تعبيرهم و رأيهم نواصل معهم وإذا لم يغيروا فلكل طريقه”. هذا وتصنع مبادرة حركة مجتمع السلم الحدث سياسيا ، من خلال الخرجات المراطونية لزعيم "حمس" عبد الرزاق مقري