تهريب العملة كان يتم عبر عدة وسائط من بينها أحذية عاطلين عن العمل مجلس العاصمة أيّد قبل أيام قرار إيداع المتهمين تحقق العدالة في قضية تهريب مبالغ خيالية من العملة الصعبة نحو إسبانيا، فاقت ما قيمته الألف والثلاثمائة مليار سنتيم من العملة الوطنية، ما بين العامين 2005 و2008، وتحويلها إلى جهات مجهولة في مختلف دول العالم، نفذتها شبكة متعددة الأطراف، من بينها شركات استيراد وتجار، كانوا ينشطون على محور ولايتي الجزائر ووهران، معتمدين على تسهيلات غير عادية يحظى بها رؤوس الشبكة بموانئ ومطارات جزائرية. أيد مجلس العاصمة، الأسبوع الماضي، قرار إيداع أربعة وأربعين شخصا رهن الحبس المؤقت، في إطار التحقيق حول قضية متشعبة جدا لتهريب مبالغ ضخمة من العملة الصعبة وعلى مدى سنوات، من مطارات وموانئ جزائرية وصولا إلى نقاط عبور إسبانية أهمها مطار أليكانت، وضخها في حسابات بنكية إسبانية، ومن ثم تحويلها لجهات مجهولة نحو أوروبا وإفريقيا وآسيا. وكانت نيابة محكمة سيدي امحمد في قطبها الجزائي، قد فتحت تحقيقا في القضية منذ نهاية شهر ماي الماضي، بناء على التحقيقات التي باشرتها مصالح الأمن بالعاصمة، خلال العام الماضي، وأفضت إلى الكشف عن نشاط مكثف لتهريب العملة بين العامين 2005 و2008، من الجزائر نحو إسبانيا، فاقت قيمتها، حسب جرد أولي، 103 مليون أورو أي ما يعادل 1300 مليار سنتيم بالعملة الوطنية. ويتابع القضاء الأشخاص الأربعة والأربعين، بتهم تتراوح بين تهريب العملة الصعبة عبر موانئ ومطارات جزائرية نحو إسبانيا، ومخالفة التنظيم والتشريع الخاص بالصرف وحركة رؤوس الأموال، والتصريح الجمركي الكاذب، واستنزاف مخزون البنوك من العملة الصعبة، وشراء عقارات في إسبانيا وفرنسا مع إخراج مبالغ بالعملة الصعبة محصل عليها من نشاط أقيم داخل الوطن. ومن خلال ما تكشف من التحقيقات الأمنية، فإن رؤوس الشبكة اعتمدوا في نشاطهم على عدة طرق، إذ يمتلك بعضهم شركات استيراد، ويستغلون العديد من التجار وتجار ''الكابة''، من خلال تجميع بضائعهم وقبض أسعارها بالعملة الصعبة في إسبانيا، وإدخالها إلى الجزائر وإخراجها من الموانئ والمطارات بأسعار أقل وبرسوم جمركية منخفضة، وبالتالي ضخ الفارق من تلك العمليات في حسابات بنكية إسبانية، وتحويله إلى جهات مجهولة بكافة القارات. ومن بين الطرق التي اعتمدها هؤلاء، تحويل مبالغ على أنها لطلبة أفارقة يحولونها لصالح أهاليهم، ومن ثم استرجاعها من قبل عناصر الشبكة، بينما استغل المهربون بعض العاطلين عن العمل لتكليفهم دوريا بإخراج مبالغ من العملة في أكياس بلاستيكية وداخل الأحذية، مقابل أجور. ومن بين المتابعين، أسماء تمت الإشارة إليها من قبل مكاتب التعاون الدولية في تحرياتها بخصوص عمليات تبييض أموال دولية، وتفكيك شبكات الدعم المالي للمجموعات الإرهابية، والبعض من هؤلاء، وردت أسماؤهم في قضايا معروفة حول مكافحة شبكات الدعم المالي لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب، والجماعة السلفية للدعوة والقتال، كقضية ''دوبلون'' بإسبانيا. ويتابع أصحاب شركات الاستيراد المرتبطون بهذه الشبكة، بالمسؤولية عن استنزاف مخزون البنوك من العملة الصعبة، من خلال توطين ملفات عمليات استيراد، ثم تحويل مقابلها إلى حسابات إسبانية، ويتعلق الأمر بشركات تقوم بتسديد ممونيها نقدا لتحول العملة الصعبة بعد فترة وجيزة لصالحهم، ثم تتم المحاسبة بين الطرفين. ومن بين المتابعين محضر قضائي، وامرأة ومواطنون مقيمون في الخارج. وقد أكدت التحقيقات وجود علاقة بين أغلب المتابعين، وحصول لقاءات بينهم داخل وخارج الوطن. ك.ع