ستكون زيارة الرئيس الروسي ديميتري ميدفيداف للجزائر المنتظرة في 6 أكتوبر الجاري، فرصة لإعادة بعث وإحياء عدة مشاريع تم الاتفاق عليها خلال زيارة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لموسكو في ,2008 فضلا على التطرق لإعطاء دفع جديد للاتفاق الاستراتيجي الموقع بين البلدين، والتركيز على عدد من القطاعات التي تهم الطرفين من بينها إعادة بعض الشراكة الاستراتيجية بين غازبروم سوناطراك. أوضحت مصادر مطلعة على الزيارة المرتقبة، أن تركيبة الوفد الروسي المرافق للرئيس ميدفيداف للمشاركة في منتدى الأعمال الجزائري الروسي والمشاورات مع عدد من الوزارات، تبين رغبة موسكو في تدارك التأخر المسجل في العديد من المجالات. ومن بين أهم الشخصيات التي يرتقب أن ترافق الرئيس الروسي، أليكسي ميللر الرئيس التنفيذي للمجموعة الغازية الروسية غازبروم. هذه الأخيرة أبدت رغبتها في تدعيم تواجدها بالجزائر، فضلا عن اهتمامها بإعادة تفعيل الاتفاق الاستراتيجي الموقع مع سوناطراك لضمان تنسيق أكبر في قطاع الغاز، خاصة في أوروبا؛ حيث كانت الشركة الروسية متحفظة من قبل على تجسيد المشروع المتفق عليه والذي كان سيساهم في إشراك سوناطراك في مشاريع غازية مشتركة بروسيا. كما يرتقب أن يحضر مسؤول سام للمجموعة البترولية لوكهويل، مع إمكانية حضور رئيس المجموعة ''فاجيت أليكبيروف''. كما يرتقب حضور مسؤولين عن الفرع الروسي لمجموعة بريتيش بتروليوم ''تي.أن.كا'' التي يتزعمها ميخائيل فريدمان وفيكتور فيكسيلبرغ، وتبدي الشركة اهتماما كبيرا لتجسيد الاتصالات الأولية مع السلطات الجزائرية لشراء أصول ''بريتيش بتروليوم'' في الجزائر؛ حيث تسعى الشركة الروسية إلى طمأنة وإعطاء ضمانات للسلطات الجزائرية بإمكانية العمل دون إحداث أي اضطرابات تخص مشاريع بريتيش بتروليوم بما فيها الكبرى في عين أمناس وعين صالح. وينتظر أن يتم التركيز على هذا الملف لإيجاد صيغة ترضي الطرف الجزائري وتجاوز إمكانية فرض الحكومة الجزائرية لحق الشفعة في مثل هذه العمليات أو ايجاد صيغة تفاهم وسطى تحافظ على المصالح الجزائرية. في نفس السياق، يرتقب إن يتضمن الوفد الروسي ممثلين عن شركات الصناعة العسكرية ''سوخوي وميغ وهيئة التصدير للعتاد العسكري ''روسوبورونيكسبورت'' برئاسة أناتولي ايسايكين؛ حيث تبقى موسكو أهم ممون للجزائر في مجال العتاد العسكري. وستعرف نهاية السنة الحالية والسنة المقبلة تسليم جزء مهم من العتاد والتجهيزات المتفق عليها في الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين من بينها أنظمة الصواريخ ''آس 300''والمطاردات المقنبلات من طراز سوخوي 30 ام كا أي، فضلا عن تسليم طائرات التدريب ''ياك 130 بعد أن قبلت المقترحات الجزائرية لإدخال تعديلات عليها لتفي بالأغراض الخاصة بالإسناد والمراقبة البحرية وغيرها. ويضاف إلى ذلك الجانب المتعلق بالتعاون في مجال التكوين والتأهيل وتدعيم القوات البحرية، خاصة أن العتاد الجزائري يبقى روسيا خالصا في هذا المجال. وقد باشر الطرفان محادثاث لعصرنة العتاد البحري، ومن بينه غواصات نظام ''فارشافيانكا'' أو ما يعرف ب'' كيلو'' لدى الغرب. وإلى جانب ذلك، من المرتقب أن يحضر جزء مهم من الطاقم الحكومي الروسي على غرار وزير المالية أليكسي كودرين والطاقة شماتكو؛ حيث ينتظر أن يتم التطرق لملفات التعاون في مجال الطاقة النووية لأغراض سلمية والطاقات المتجددة، فضلا عن التعاون في مجال الفضاء، إضافة إلى المسائل المتعلقة بتحويل جزء من المديونية الروسية إلى استثمارات.