وقد سمح تواجد مسؤولي كل من غازبروم ولوكويل بإعادة الصلة مع مسؤولي القطاع في الجزائر. فإلى جانب نائب الرئيس سيرفي شماتكو سجل الوفد الروسي الحاضر في وهران حضور مسؤولي أكبر الشركتين الروسيتين "غازبروم ولوكويل". وقد سمحت اللقاءات التي جرت بالخصوص مع وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل والرئيس المدير العام لسوناطراك محمد مزيان، فضلا عن مسؤولين آخرين، بإعادة الاتصال بعد انقطاع دام قرابة سنة. وقد أعاب الجانب الجزائري على الطرف الروسي عدم تجاوزه مرحلة الاتفاق الأول المبرم بين الجانبين في أوت 2006 وانتهى في أوت 2007 دون أن يتم تجديده، حيث لم يبد الطرف الروسي أي رغبة في ذلك علنيا. كما أن الاتفاق لم يسفر على أي شيء ميداني وفعلي رغم الالتزامات التي تم إقرارها بين الجانبين والتي ركزت على ضمان تواجد سوناطراك في روسيا وإشراكها في مشاريع استثمارية هنالك حسب مبدأ التعامل بالمثل، خاصة وأن الشركات الروسية كانت منذ 2006 تتواجد بقوة في مختلف المناقصات وتفوز بمشاريع في الجزائر على غرار "ستروسترانسغاز" في مجال الأنابيب ونقل البترول والغاز. وقد أثار عدم تحقيق مشاريع خاصة تلك التي أبدت سوناطراك استعدادا لإقامته في شمالي روسيا والخاص بالغاز الطبيعي امتعاضا جزائريا رغم إسراع "غازبروم" على فتح مكتب تمثيلي له في جوان 2008 بالجزائر، تعبيرا عن رغبته في التواجد المباشر في الجزائر وكمؤشر لاهتمامه بالتعاون مع الجانب الجزائري وإيفاده نائب الرئيس لمجموعة غازبروم ألكسندر ميدفيديف للجزائر. وتفيد مصادر عليمة أن روسيا تسعى في سياق استراتيجية جديدة لإعادة تنشيط علاقاتها الطاقوية، خاصة الغازية منها، مع الجزائر وتفعيلها خاصة مع إنشاء إطار خاص يجمع منتجي ومصدري الغاز. كما أن عودة الدفء إلى العلاقات بين الجانبين اقتصاديا بعد تسوية الملف العسكري أيضا يساهم في تدعيم موقع موسكو كثيرا رغبة في جعل الجزائر نقطة ارتكاز لها في عملية اختراق تصبو إليها للقارة الإفريقية بعد أوروبا.. حيث تتواجد سوناطراك وغازبروم كموزع في عدد من الدول الأوروبية حاليا. ومن شأن إعادة إنعاش الاتفاق الثنائي بين موسكووالجزائر طاقويا أن يساهم في إعادة بعث الاتفاق الأول المبرم خلال الزبارة التي قام بها وفد هام من غازبروم للجزائر من 29 الى 31 ماي 2008. وقد تم الاتفاق مبدئيا على إنجاز مشاريع مشتركة في الجزائروروسيا، وتشمل الاستكشاف والإنتاج والنقل وتسويق الغاز، وكذا تأكيد الحوار الذي تمت مباشرته في جويلية 2006 خلال زيارة وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل لموسكو.