تعيش العاصمة الفرنسية باريس، منذ أسابيع عديدة، حالة من الضغط والتخوف بسبب تهديدات تنظيم القاعدة. وقد كانت حالة تأهب الأمن الفرنسي بادية خاصة في صالون السيارات الدولي لباريس. تعيش العاصمة الفرنسية باريس، منذ أسابيع عديدة، حالة من الضغط والتخوف بسبب تهديدات تنظيم القاعدة. وقد كانت حالة تأهب الأمن الفرنسي بادية خاصة في صالون السيارات الدولي لباريس. بانطلاق فعاليات الصالون الدولي للسيارات بباريس، نهاية الأسبوع الماضي، بدت حالة استنفار القوات الفرنسية واضحة، من أجل التصدي لأي هجمات إرهابية قد تحدث خلال هذا الملتقى العالمي والذي شارك فيه أكثر من 20 بلدا ممثلين في مختلف علامات السيارات. وقد تزامن انطلاق الصالون الدولي للسيارات، الخميس الماضي ب''باب فيرساي''، مع أزمة اختطاف عمال شركة ''أريفا'' الفرنسية في منطقة الساحل، بالإضافة إلى الحديث عن تواجد انتحاريين في باريس، ما جعل قوات الأمن الفرنسية تكثف من تواجدها في الصالون، خاصة في اليوم الثاني الذي عرف زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وأعضاء من الحكومة الفرنسية، حيث شددت القوات الفرنسية الرقابة بالرغم من أن اليوم الثاني كان مفتوحا فقط للصحافة وللعارضين. وقد رفعت كتابات صحفية في فرنسا من حالة التأهب والخوف، ففي سلسلة مقالات نشرت يوم انطلاق الصالون جرى الحديث عن أن الجماعة المسلحة التي قامت بتفجيرات 1995، حسب قاضي متخصص في قضايا الإرهاب، تشكلت من جديد في فرنسا. وقالت صحف إن المديرية المركزية للاستعلامات الداخلية تتعاون مع مديرية الاستعلامات العامة ومديرية الأمن القومي، من أجل مجابهة أي عمليات إرهابية يمكنها أن تستهدف العاصمة الفرنسية خاصة الصالون الدولي للسيارات بباريس. ومنذ الساعات الأولى من أول يوم من صالون باريس الدولي للسيارات، كان من السهل ملاحظة التواجد المكثف لقوات الأمن الفرنسية خاصة في مناطق التجمعات السكنية والأماكن العامة كالميترو، وأمام أبواب الصالون، حيث كانت الشرطة الفرنسية في كل مكان، وحتى داخل الميترو حيث كان يتواجد عدد كبير من رجال الشرطة بالزي الرسمي والمدني. وإن مر اليوم الأول من الصالون دون تفتيش دقيق لأكثر من 1400 صحفي حضروا الصالون، إلا أن اليوم الثاني الذي صادف زيارة ساركوزي زادت فيه حدة الرقابة والتفتيش، حيث قام رجال الأمن في الصالون بتفتيش كل الحقائب والمحافظ لتفادي أي طارئ مع تواجد أكبر لقوات الأمن الفرنسية، سواء داخل أو خارج أسوار الصالون. وتؤكد العمليات التي تقوم بها قوات الأمن الفرنسية من مطاراتها إلى أحياء المدينة، أن السلطات الفرنسية تأخذ على محمل الجد التهديدات التي أطلقها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي باستهداف العاصمة الفرنسية وعدم الاكتفاء باختطاف الفرنسيين في منطقة الساحل. وأشار بعض الفرنسيين الذين التقينا بهم في الصالون الدولي للسيارات، إلى أنه بالرغم من أن عموم الصحافة الفرنسية لم تعط أهمية كبيرة لهذه التعزيزات الأمنية، إلا أن فرنسا تعيش حاليا نفس الجو الذي عاشته بعد تفجيرات باريس 1995، حيث أن الكثير من الفرنسيين خاصة سكان العاصمة باريس، يعيشون حالة تخوف وترقب من وقوع تفجيرات وعمليات إرهابية تودي بحياتهم في أي لحظة، خاصة في ظل تسجيل العديد من البلاغات الكاذبة عن وجود قنابل في مناطق مختلفة من العاصمة منها برج إيفل وعدد من محطات الميترو الباريسي، وهذا بعد أن ظن الكثير من الفرنسيين أن ما يحدث في منطقة الساحل بعيد عنهم، لكن ما يعيشونه اليوم هو انتقال حقيقي للرعب من الساحل إلى ضفاف نهر السين.