قال الرئيس المالي أمادو تونامي توري إن ''الجزائر ترفض أي عملية عسكرية تقوم بها دول أجنبية لملاحقة عناصر القاعدة في الصحراء''، موضحا ''إن لم نجد نحن دول الساحل حلا لمشاكل المنطقة فإن الآخرين لا محال يعوّضوننا للأسف''. لم يمانع أمادو توري تدخلا عسكريا فرنسيا على تراب بلاده من أجل تحرير الرهائن الخمسة المختطفين من شمال النيجر. وقال الرئيس المالي في حوار مع جريدة ''لوفيغارو'' أمس، إن ''الجزائر محقة بشكل ما في موقفها الرافض لتدخل قوة أجنبية في الساحل لمحاربة القاعدة''، لكنه، تابع كلامه بالقول ''إذا كنا لم نستطع إيجاد حل لمشاكل الساحل فإن غيرنا يتدخل ليعوّضنا''، وأبدى أسفه حيال هذا الوضع، ما يعني أن المسؤول المالي لا يمانع قيام باريس بعملية عسكرية على ترابه، وإن شدد أنه لم يخطر بأي طلب من فرنسا للسماح لها بملاحقة عناصر التنظيم الذين يحتجزون الرهائن الخمسة على التراب المالي. ونفى توري أن يكون المسؤولون الفرنسيون قد طلبوا منه المساعدة في ملف الرهائن الخمسة، وقال ''لأسباب إنسانية لابد أن نتحرك لتقديم المساعدة وفقا لتجاربنا''، موضحا أن ''مالي لم تدخل الوساطة للإفراج عن الفرنسيين ولم يطلب منا ذلك، لكننا لا نرضى أن نبقى مكتوفي الأيدي حيال قضية تخص دولة صديقة''.. وذهب الرئيس المالي بعيدا في موقفه الداعم لخيارات فرنسا في المنطقة لما أكد أنه يتعين عليها توظيف كل الوسائل السياسية والدبلوماسية والعسكرية، وحدد قائلا ''يجب عليها القيام بعملية عسكرية، والعسكر موجود لهذه الأمور''. وتحدث توري بشكل يوحي بأن بلاده ورغم أنها عضو في التجمعات الأمنية التي استحدثتها دول الساحل، إلا أن نظرتها للأمور في ما يخص محاربة الإرهاب تختلف عن نظرة الدول الأخرى، حيث أوضح أنه مع فكرة توسيع نادي دول الساحل بضم كل من ليبيا والتشاد وبوركينافاسو، لكنه أكد أن ''بعض الدول رفضت الانضمام'' دون أن يذكرها بالاسم، وراهن توري على توسيع التمثيل في المنطقة في تجسيد فكرته القاضية بتنظيم ندوة لقادة دول الساحل قال إنها فشلت في تنظيمها منذ أربع سنوات، دون أن يتخلف عن كشف سباق بين بعض القيادات لتولي زعامة محاربة الإرهاب، قائلا: ''نريد اتحادا مقدسا ضد الإرهاب.. لكن لا أحد كان يسمع لنا''، كما فند تواجدا عسكريا فرنسيا مرابطا شمال مالي، لكنه أكد أن ''فرنسا وحدها التي تقرر إن كان عليها إيفاد قوة عسكرية من عدمه''. ولم يتحدث توري عن قرار باريس إنشاء فريق عمل لمكافحة الإرهاب في الساحل الإفريقي، كما أعلن، أول أمس، الناطق باسم الخارجية الفرنسية، على أن اجتماعا سيعقد في غضون هذا الشهر بباماكو من أجل إنشاء الفريق.