رائحة نتنة تفوح من محيط المنتخب الوطني، وأصبح تصاعدها يزداد مع كل نتيجة سلبية مصحوبة بأداء ضعيف لرفاق القائد عنتر يحيى، وكأن هناك دوائر تفعل كل ما في وسعها حتى لا يسعد ''الخضر'' الشعب الجزائري. في لغة الشعب البسيط يسمى ما يحدث هذه الأيام ''تخلاط'' يقف وراءه أشخاص لا يظهرون في العلن، ويسربون معلومات الهدف منها إثبات فشل المدرب بن شيخة تماما كما فعلوا مع الشيخ سعدان، من خلال الحديث عن مدرب أجنبي من العيار الثقيل. لكن الملاحظ أن كل الطرق تقول إن مصدر هذه المعلومات هو مبنى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم. أخبار عن لاعبين يرفضون تغيير المدرب أو يدعون الإصابة، وحوارات مع مدرب أجنبي يعرض خدماته على الاتحادية، وبن شيخة يهرب من مواجهة الصحفيين وتحمل مسؤوليته بعد كارثة لقاء إفريقيا الوسطى، كلها توابل لا يمكن إلا أن تعمل ضد مصلحة المنتخب وسمعة الكرة الجزائرية. ويزيد من تعميق الجراح تمادي رئيس الاتحادية في صمته أمام الأخبار التي تنشر في بعض الأحيان باسمه، فلا هو أكدها ولا سارع إلى تكذيبها. كما أن الحاج روراوة فتح على نفسه عدة جبهات أفقدته التركيز في المهمة الأساسية، وهي تأهيل المنتخب إلى نهائيات كأس إفريقيا، فهو يواجه في وقت واحد الأندية التي تريد لعب الاحتراف للاستفادة من الامتيازات على غرار الملعب الذي تبنيه الدولة والأموال التي تقدمها الوزارة من الخزينة العمومية، كما خلق الحاج مشكلا مع شبيبة القبائل ومولودية العاصمة، ما جعل الفضائح تطفو إلى السطح وتنبعث الروائح النتنة. أما المدرب بن شيخة فقبل المهمة وهو يعرف ظروف المنتخب، ووعد بحل عقدة الهجوم وجرب كل اللاعبين، ففشلت خطته، كما قال ذلك الشيخ على قناة نسمة، وأمامه فرصة أخرى لتدارك الأخطاء وتصحيح الخلل. لكن هذه المرة في مقابلة مصيرية يلعب فيها ورقة التأهل ومصيره الشخصي في العارضة الفنية، لذلك فإن الخطأ غير مسموح والهروب إلى غرفة تغيير الملابس لن يحميه من الإقالة. [email protected]