أكد الوزير الأول، أحمد أويحيى، أن مشروع إنجاز عاصمة جديدة للجزائر يعد في حكم الملغى. وقال أويحيى، في رد قرأه بالنيابة عنه الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، محمود خوذري، أمس، أمام البرلمان، ردا على سؤال شفوي طرحه النائب المنشق عن حركة مجتمع السلم، منصور عبد العزيز، حول مشكل الازدحام في العاصمة ومصير مشروع العاصمة الجديدة، إن هذا المشروع مستبعد جدا في المرحلة الحالية. قال أويحيى، في رده، إن مخطط تهيئة الإقليم الذي صادق عليه البرلمان قبل أشهر لم يكن يتضمن أية إشارة إلى مشروع إنشاء عاصمة جديدة للبلاد. ويأتي رد الوزير الأول، أمس، ليضع نقطة نهاية لملف مشروع مدينة ''بوفزول'' بولاية المدية، الذي قررت الحكومة إنجازه كمدينة جديدة تكون عاصمة سياسية للبلاد لتخفيف الضغط على الجزائر العاصمة في التسعينات. وكان مشروع العاصمة الجديدة للجزائر الذي بدأ التفكير فيه منذ عهد الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد قد حظي بدراسات طويلة من طرف مكاتب دراسات معروفة، وخصصت له ندوات وبرامج وصرفت عليه ملايين الدينارات في عمليات الترويج له، وظل يدرج ضمن برامج مختلف الحكومات المتعاقبة منذ منتصف الثمانينات إلى غاية اليوم، دون أن يجد طريقه إلى التجسيد. وفي السياق، أشار رد أويحيى إلى أن مشكل الازدحام المروري في العاصمة يجري حله بشكل تدريجي عبر سلسلة من المشاريع كإنجاز الترامواي والميترو، دعم النقل الهوائي والنقل الحضري وكهربة السكك الحديدية، ودعم النقل باتجاه الضواحي لتشجيع السكان على الإقامة في هذه المناطق. وأكد نفس المصدر أن عدد السيارات في العاصمة يزداد سنويا بنسبية 8 بالمئة، مشيرا إلى أن مجموع السيارات التي تتحرك في العاصمة بلغ عددها 4,1 مليون سيارة. كما تحدث عن 29 ألف سيارة تدخل إلى العاصمة يوميا في أوقات الذروة، إضافة إلى أربعة آلاف حافلة للنقل الجماعي، كما أن عدد سكان العاصمة تضاعف بشكل كبير مقارنة مع السنوات السابقة. واحتج النائب منصور عبد العزيز على تأخر رد الوزير الأول على سؤاله بعد سنتين من طرحه، واعتبر أن هذا التأخر غير مبرر، ولا يشجع على التواصل بين الحكومة ونواب البرلمان باعتبارهم يشكلون القناة التي تطرح من خلالها المشاكل المحلية والقضايا التي تهم المواطنين.