اعتبر الادعاء الهولندي، أول أمس الجمعة، خلال مرافعته ضدّ النائب الهولندي اليميني المتطرف غيرت فيلدرز الذي يحاكم بتهمة التّحريض على الحقد العنصري والتّمييز ضدّ المسلمين، أنّ انتقاد ديانة الإسلام لا يعتبر جريمة تستوجب العقاب. أكّد المدعي العام الهولندي أن انتقاد ديانة الإسلام لا يعتبر جريمة تستوجب العقاب، في وقت نجَا زوار مسجد أيا صوفيا من رصاصات أطلقها مجهول، وأصابت الباب الخارجي للمسجد، فيما طالب المسلمون هناك بفرض حماية على المساجد لمنع هذه الاعتداءات، بينما حذّرت مؤسسات وشخصيات مسلمة من تنامي مظاهر العنصرية والكراهية. وقالت المدعية برجيت فان روسل: ''لا يمكن معاقبة الانتقاد إلاّ إذا استهدف بشكل قاطع الأشخاص بحد ذاتهم وليس فقط قناعاتهم، وإنّ جرح المشاعر والمشاعر الدينية لا يمكن أن يكون له دور في المسائلة القضائية'' على حد قولها. وطلب الادعاء، مع بداية مرافعته، عدم ملاحقة فيلدرز بتهمة ''القدح في مجموعة من الأشخاص'' وهي من التهم الخمس الموجّهة إلى زعيم اليمين المتطرف، وقال الادعاء: ''مقارنة القرآن ب''ماين كامف'' (كتاب ''كفاحي'' ل''هتلر'') قد يكون ''جارحًا لكن ذلك ليس جريمة''. ويلاحق غيرت فيلدرز الذي حلّ حزبه ثالثًا في الانتخابات التّشريعية التي جرت في الثالث من جوان الماضي، لأنّه زعم أنّ الإسلام دين ''فاشي'' ودعَا إلى حظر القرآن الذي قارنه بكتاب أدولف هتلر ''ماين كامف''. وقد يصدر بحق النائب الذي بدأت محاكمته في الرابع من أكتوبر، حكم بالسجن سنة أو دفع غرامة قدرها 7600 يورو، حيث يفترض أن تدوم الجلسات سبعة أيّام على أن يصدر الحكم في الخامس من نوفمبر المقبل. وفي هذه الأثناء نجَا زوار مسجد أيا صوفيا الذي يرتاده في الغالب مصلُّون من أصول تركية من رصاصات أطلقها مجهول، وأصابت الباب الخارجي للمسجد، فيما طالب المسلمون هناك بفرض حماية على المساجد لمنع هذه الاعتداءات، بينما حذّرت مؤسسات وشخصيات مسلمة من تنامي مظاهر العنصرية والكراهية. قال المتحدث باسم مسجد أيا صوفيا، مشاهد بيكي، إنّ الحادث تسبّب بحالة هلع بين رواد المسجد، مشيرًا إلى أنّ هذه العملية هي الأولى من نوعها منذ 15 سنة، ودعَا الجهات الأمنية لرفع درجة الإنذار لمَا يمكن أن يحصل للمساجد في المستقبل. إلاّ أنّ الشرطة لم تعلن حتّى الآن عن نتيجة التّحقيق الّذي أجرته بشأن الحادث، لكن الصحافة الهولندية تتحدث عن احتمال أن يكون له بُعْد عنصري لحركات الشباب اليميني المتطرف. وفي الشّهر الماضي تعرّض مسجد في مدينة إيزل ستاين وسط هولندا وآخر في مدينة خرونغن في الشمال من قبل مجهولين لعملية قذف بالزجاجات الحارقة، ومحاولة إشعال النيران، والإساءة بالرسوم على الجدران، فيما تعرضت مجموعة من النِّساء من أصول تركية، مرّتين متتاليتين لاعتداء بالكلام البذيء ورشقهن بعلب فارغة، في مدينة إيماودن المحاذية للعاصمة أمستردام، ما أدّى إلى إصابة إحداهن بجروح. بينما قام مجهولون في ماي الماضي بذبح شاة قرب مكان مخصص لبناء مسجد جديد في مدينة روزندال الواقعة وسط هولندا، ورفعوا لافتة كتبوا عليها ''لا للمسجد''. كما تلقّت عدة مساجد في الفترة الأخيرة مطوية تُسيء للذّات الإلهية والنبي محمد صلّى الله عليه وسلّم. وتعليقًا على هذه الأحداث المتتالية التي تتزامن مع التشكيل الحكومي الذي يدعّمُه اليميني المتطرف غيرت فيلدرز، حذّر ''حبيب القدوري'' من تجمع العمل المشترك للمغاربة في هولندا من تنامي ظواهر العنصرية ضدّ المساجد والأشخاص، وطالب الجهات التنفيذية الأمنية بتشديد المراقبة على المساجد تجنبًا لحصول اعتداءات جديدة.
