تدخلت الشرطة، أمس، على مستوى فندق الأروية الذهبية بالعاصمة، لفض اشتباكات وقعت بين إطارات ومناضلين جبهة التحرير الوطني في قسمة بلدية حيدرة، واعتقلت شبابا على خلفية إصابات تعرّض لها بعض المناضلين استدعت نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج. نشبت المناوشات أمام مدخل قاعة المحاضرات بالفندق التي غصت بأعداد معتبرة من مناضلي الأفالان في حيدرة، جاؤوا لحضور أشغال الجمعية العمومية في إطار انتخابات تجديد عضوية القسمة.. غير أن العملية أخذت منحى مغايرا بعد أن تحولت ساحة الفندق إلى حلبة ملاكمة بين جناحين متخاصمين؛ الأول يدعم رئيس البلدية، والثاني يساند نائبه. وقد اضطرت إدارة الفندق للاستنجاد بالشرطة بعد أن تسببت المناوشات في إصابة عدد من أنصار الفريقين بجروح استدعت نقلهم إلى المستشفى للعلاج. كما منع أعوان الأمن دخول الصحفيين بحجة ''إلغاء الاجتماعات وتأجيلها إلى موعد لم يتحدد بعد''. كما لم يسلم المناضلون من أوامر بالمغادرة تكفلت الشرطة بتبليغها لإخلاء الفندق ومرافقه، تقدمهم عضو اللجنة المركزية محمد بوعزارة الذي أوفده الأمين العام للأفالان عبد العزيز بلخادم للإشراف على الانتخابات، حيث أكد مناضلون ''إسراعه بالخروج من الفندق بعد اندلاع المناوشات''. وحسب مناضلين تحدثت إليهم ''الخبر''، فإن الشرطة وجدت صعوبة كبيرة في التحكم في مشاغبين هم ''غرباء عن الحزب'' قبل أن تطلب من الجميع مغادرة المكان. وتابعوا: ''الصراع قائم بين رئيس البلدية الحالي السيد بنور، ونائبه فراح ناصر، على من يتولى أمانة قسمة حيدرة؛ الأول معروف بموالاته لجناح عمار سعيداني رئيس البرلمان الأسبق وقبله جماعة بن فليس، والثاني محسوب على الحركة التصحيحية''. فيما ألصق آخرون تهمة إثارة الشغب قبيل انطلاق جلسات الجمعية العمومية بالأمين الحالي لقسمة حيدرة، مهدي زقومة. وأرجع الرافضون لترشح ''المير'' الحالي لمنصب أمانة القسمة، إلى ''فشله في تسيير شؤون أغنى بلدية في العاصمة (حيدرة)''. منتقدين لجوءه إلى ''إيفاد شقيقه لتمثيله بالنيابة عنه، وهو لا يملك صفة مناضل في الأفالان ولا علاقة له بالمجلس البلدي لحيدرة''. وانتقد هؤلاء المناضلون تصريحات بلخادم الذي واصف ما يحدث ب''الظاهرة الصحية''. متسائلين: ''كيف تكون كذلك وقد سالت دماء وامتلأت الصدور بالأحقاد وزرعت الفتن داخل الحزب؟''. وقد تبادل الفريقان المتخاصمان الاتهامات بالعمل على إشغال فتيل الأزمة داخل الأفالان، من خلال استدلال أحدهم خلال المناوشات الكلامية، ب''توجيهات الأمين العام'' المتضمنة ''الإذن بسل السيوف وقطع رؤوس الفتنة'' داخل بيت الحزب العتيد.