تفتح محكمة الحراش قريبا ملف شبكة مختصة في سرقة السيارات الفخمة تنشط بالعاصمة وضواحيها، تستهدف أصحاب السيارات الفاخرة والأغنياء تحديدا، وتوظف فتاة فائقة الجمال كطعم للإيقاع بفريستها، غير أن فطنة آخر ضحاياها وضعت حدا لنشاطها. تمكن أفراد العصابة من الإيقاع بالعديد من رجال المال في العاصمة وضواحيها، بفضل دهاء العنصر الأساسي في الشبكة، المدعوة ''ز.د'' البالغة من العمر 21 سنة، هذه الأخيرة كانت توظف جمالها الفائق لاستدراج ضحاياها بعد تحري أفراد العصابة، وعددهم خمسة، عن ظروفهم المادية وتحركاتهم ثم يتم الحصول على رقم الهاتف، ليأتي هنا دور الفتاة ''ز.د'' للعب الدور الأساسي في الخطة. وتقوم ''ز.د'' بالاتصال هاتفيا بالضحية مبدية إعجابها به ونيتها في التعرف عليه، وهو ما وقع لآخر ضحايا الشبكة، المدعو ''ل.ح'' وهو ابن رجل أعمال ومقاول معروف، ضبطت معه موعدا للقائه، وهو ما تم، حيث قدمت الفتاة نفسها على أنها قادمة من الشرق الجزائري، وبأنها غريبة عن العاصمة، ولكسب ثقة الضحية تحدثه بلهجة الشرق الجزائري مستغلة في ذلك جذورها من إحدى ولايات الشرق. وبعد أن كسبت ثقة ضحيتها ''ل.ح'' ضبطت معه موعدا آخر بالواجهة البحرية لبرج الكيفان، أين حضر الضحية على متن سيارته الفاخرة من نوع مرسيدس ليقل رفيقته ''ز.د''، هذه الأخيرة كانت قد ضبطت مع شركائها الأربعة موعدا في المكان لسرقة سيارة الضحية، الذي غافلته وهما داخل السيارة موجهة إلى وجهه قارورة الغاز المسيل للدموع، سلاحها للإيقاع بضحاياها السابقين. غير أن خطتها لم تنجح هذه المرة، حيث تمكن الضحية من المقاومة، وتمكن من السير بالسيارة لمسافة معينة، موجها المقود دون أن يتمكن من الرؤية، ليصل بالسيارة إلى مكان عمراني، أين اصطدم بجدار لتتوقف السيارة دون أن يتعرض للأذى، قبل أن تفر الفتاة وهي ترى جمعا من الناس يتقدمون نحو السيارة للاطمئنان على وضع السائق. غير أن فرار المتهمة لم يدم طويلا، حيث مكنت تحريات الفرقة الجنائية بالمقاطعة الشرقية للشرطة القضائية، من الإيقاع بالشبكة المكونة من خمسة أفراد، هم ''ت.ص''، و''ح.ط''، و'' ب.ع'' والفتاة ''ز.د''، واعترف المتهمون بالوقائع وسوابقهم في مجال سرقة سيارات الأغنياء على وجه التحديد، وتزوير هياكلها وملفاتها القاعدية قصد بيعها. ويتواجد المتهمون الخمسة رهن الحبس المؤقت بمؤسسة إعادة التربية بالحراش، في انتظار محاكمتهم بمحكمة الحراش عن جريمة تكوين جمعية أشرار مختصة في سرقة المركبات، والتزوير واستعمال المزور في هياكل المركبات وملفاتها القاعدية.