بات الأثرياء يتخوفون من كل فتاة شقراء وحسناء واقفة على جانب الطريق تترصد من يتكلم معها أو يحملها في سيارته * وذلك بعدما ذهب أزيد من خمسة عشر شابا ضحية فتاة واحدة كانت تتفنن في إغرائهم بملابس فاتنة تظهر من خلالها أنها فتاة جامعية كانت تحمل محفظة صغيرة وترتدي نظارات طبية أنيقة. هذه الفتاة كانت تربط مواعيد غرامية مع الشباب الذين يملكون سيارات فاخرة وتطلب منهم مرافقتها إلى أماكن معزولة، عادة ما تكون في الغابات البعيدة عن التجمعات السكانية، وبعدها تقوم بالاتصال مع العصابة التي تنتمي إليها والذين بدورهم يقومون بانتظارها في المكان الموعود ويقومون بالإجهاز على الضحية وتجريده من كل ما يملك من ملابس وأموال، وحتى السيارة يقومون بسرقتها وبيعها مجزأة. * كثرة الضحايا الذين خلفتهم هذه الفتاة، والذين كان جلهم من الشباب الثري، جعل مصالح الدرك الوطني تفتح تحقيقا في القضية، بدءا بجمع الضحايا ومحاولة رسم صورة "بورتري" للفتاة وبعض أفراد العصابة. هذه الصورة جعلت أحد المواطنين من المنطقة يبلغ عن أحد أفراد العصابة الذين ربطته به علاقة سابقة، وهذا ما دفع مصالح الدرك الوطني لتقوم بحملة واسعة للبحث عن الشاب المشكوك في أمره، والذي كان يشتغل جزارا، وأثناء التحقيق معه كشف عن هوية الفتاة وأفراد الشبكة الذين يشغلون عددا معتبرا من الشباب. هذه الشبكة التي تم القبض عليها لا تنشط وحدها بولاية بجاية، فهناك العديد من الشبكات التي تم رصد تحركاتها والقبض على بعض أفرادها في مناطق متفرقة من الولاية، تستخدم فتيات حسناوات للإيقاع بالضحايا الذين يشترط أن يكونوا من الأثرياء. وكشفت لنا مصادر ذات صلة بالموضوع، أن هذه الشبكات تستعمل الجامعة كمعقل لها في الشتاء، توظف طالبات جامعيات للإيقاع بالشباب والكهول المارين بسياراتهم على عتبة الجامعات، كما تفضل هذه الشبكات الاشتغال في الصيف قرب المركبات السياحية والفنادق لاستدراج الأجانب والسياح الذين عادة ما يكونون فرائس سهلة، نظرا لجهلهم بطبيعة المنطقة والنية المبيتة للفتيات اللواتي يتم اختيارهن بشكل دقيق، يجمع بين الإغراء والبراءة، وكل هؤلاء الفتيات حسب المصادر ذاتها ليسوا من أبناء المنطقة، بل يأتين من ولايات مجاورة ويتم تغييرهن كل ستة أشهر بنقلهن إلى مكان آخر، مما يجعل وجود شبكة وطنية لتجنيد الحسناوات في سرقة المواطنين أمرا واردا حسب العديد من المصادر المتطابقة التي تحدثنا إليها.