رئيس الجمهورية يتلقى تهاني نظيره الفرنسي بمناسبة عيد الفطر المبارك    رئيس الجمهورية يتلقى تهاني نظيره الإماراتي بمناسبة عيد الفطر المبارك    الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار: تسجيل قرابة 13 ألف مشروع استثماري إلى غاية مارس الجاري    الجلفة..زيارات تضامنية للمرضى والطفولة المسعفة لمقاسمتهم أجواء عيد الفطر    عيد الفطر بمركز مكافحة السرطان بوهران : جمعيات تصنع لحظات من الفرح للأطفال المرضى    معسكر: وزيرة التضامن الوطني تشارك أطفالا و مسنين فرحة العيد    عيد الفطر: استجابة واسعة للتجار والمتعاملين الاقتصاديين لنظام المداومة خلال اليوم الاول    رئيس الجمهورية يتلقى تهاني نظيره الإيراني بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك    رئيس الجمهورية ونظيره التونسي يتبادلان تهاني عيد الفطر المبارك    فرنسا: إدانة مارين لوبان وثمانية نواب في البرلمان الأوروبي من حزب التجمع الوطني باختلاس أموال عامة أوروبية    العدوان الصهيوني على غزة : ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 50357 شهيدا و 114400 جريحا    برلمانات دول حوض المتوسط تعقد إجتماعا لمناقشة الأوضاع في فلسطين    رئيس الجمهورية يؤدي صلاة عيد الفطر المبارك بجامع الجزائر    رئيسة الهلال الأحمر الجزائري تتقاسم فرحة عيد الفطر مع أطفال مرضى السرطان بمستشفى "مصطفى باشا" بالعاصمة    الجزائريون يحتفلون بعيد الفطر المبارك في أجواء من التغافر والتراحم    "الكسكسي, جذور وألوان الجزائر", إصدار جديد لياسمينة سلام    مظاهر الفرحة و التآخي تميز أجواء الاحتفال بعيد الفطر بمدن ولايات شرق البلاد    عيد الفطر: رئيس الجمهورية ينهئ أفراد الجيش الوطني الشعبي والاسلاك النظامية وعمال الصحة    مسجد الأمير عبد القادر بقسنطينة .. منارة إيمانية و علمية تزداد إشعاعا في ليالي رمضان    الفلسطينيون يتشبّثون بأرضهم    الشباب يتأهّل    الجزائر حريصة على إقامة علاقات متينة مع بلدان إفريقيا    الدرك يُسطّر مخططا أمنياً وقائياً    طوارئ بالموانئ لاستقبال مليون أضحية    الجزائر توقّع اتفاقيات بقيمة مليار دولار    فيغولي.. وداعاً    66 عاماً على استشهاد العقيدين    تجارة: تحديد شروط سير المداومات والعطل والتوقف التقني للصيانة واستئناف النشاط بعد الأعياد الرسمية    تندوف : إطلاق أشغال إنجاز أكبر محطة لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية بغارا جبيلات    موبيليس تتوج الفائزين في الطبعة ال 14 للمسابقة الوطنية الكبرى لحفظ القرآن    مؤسسة "نات كوم": تسخير 4200 عون و355 شاحنة    القضاء على مجرمين اثنين حاولا تهريب بارون مخدرات بتلمسان    الجزائر تستحضر ذكرى العقيد عميروش قائد الولاية الثالثة التاريخية    صايفي: كنت قريبا من الانتقال إلى نيوكاستل سنة 2004    مدرب هيرتا برلين ينفي معاناة مازة من الإرهاق    المخزن واليمين المتطرّف الفرنسي.. تحالف الشيطان    تحويل صندوق التعاون الفلاحي ل"شباك موحّد" هدفنا    ارتفاع قيمة عمورة بعد تألقه مع فولفسبورغ و"الخضر"    فنون وثقافة تطلق ماراتون التصوير الفوتوغرافي    أنشطة تنموية ودينية في ختام الشهر الفضيل    بين البحث عن المشاهدات وتهميش النقد الفني المتخصّص    تقييم مدى تجسيد برنامج قطاع الشباب    اجتماع تنسيقي حول بطولة المدارس الإفريقية لكرة القدم    مولودية الجزائر : بن يحيى يجهز خطة الإطاحة بأورلاندو بيراتس    غضب جماهيري في سطيف وشباب بلوزداد يكمل عقد المتأهلين..مفاجآت مدوية في كأس الجزائر    اللهم نسألك الثبات بعد رمضان    فتاوى : الجمع بين نية القضاء وصيام ست من شوال    منظمات حقوقية: على فرنسا التوقف فورا عن ترحيل الجزائريين بطريقة غير قانونية    بمناسبة الذكرى المزدوجة ليوم الأرض واليوم العالمي للقدس..حركة البناء الوطني تنظم وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني    توجيهات وزير الصحة لمدراء القطاع : ضمان الجاهزية القصوى للمرافق الصحية خلال أيام عيد الفطر    لقد كان وما زال لكل زمان عادُها..    عمورة ثاني أفضل هدّاف بعد صلاح    6288 سرير جديد تعزّز قطاع الصحة هذا العام    أعيادنا بين العادة والعبادة    عيد الفطر: ليلة ترقب هلال شهر شوال غدا السبت (وزارة)    صحة : السيد سايحي يترأس اجتماعا لضمان استمرارية الخدمات الصحية خلال أيام عيد الفطر    قطاع الصحة يتعزز بأزيد من 6000 سرير خلال السداسي الأول من السنة الجارية    رفع مستوى التنسيق لخدمة الحجّاج والمعتمرين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المراسلون.. القوة الضاربة ليومية الخبر
تقييم مسيرة العقدين
نشر في الخبر يوم 31 - 10 - 2010

رجال الخفاء المنتشرون عبر أرجاء الوطن والذين يعدون بمثابة القوة الضاربة للخبر في تغطيتها لأحداث الجزائر العميقة.. إنهم مراسلو الخبر، الذين يتحدثون اليوم بقلب مفتوح، وكلهم فخر بما يساهمون به يوميا في نقل معاناة المواطن البسيط في الأحياء والقرى والأرياف إنهم بحق رجال الجزائر العميقة، الذين يمارسون مهنة المتاعب الحقيقية وغالبا ما يجدون أنفسهم تحت ضغط رهيب تمارسه عليهم الإدارة المحلية، في محاولاتها لتغطية العجز عن تسيير شؤون المواطن. وهو العجز الذي يجد مراسل الخبر نفسه مجبرا على كشفه للرأي العام مهما كانت الظروف.
اعتزازنا يكبر عندما نساهم في حل مشكلة حي أو قرية
الحديث عن تجربتي المهنية في جريدة الخبر التي مر عليها حوالي 15 سنة لا يمكن حصرها في بضعة أسطر تكتب في سويعة من الزمن، إلا أن الأكيد هو أنني عشت فيها لحظات من السعادة والاعتزاز بالنفس عندما أساهم في حل مشكلة حي أو قرية، أو عندما ما يأتينا مواطن بسيط من قرية البيض المعزولة جدا في أقصى جنوب غرب الولاية، أو من قرية بادس أو الرويجل من أقصى الشرق، أو أي بلدية من إقليم الولاية، ليحدثني عن معاناة سكان قريته مع انعدام الماء الشروب أو عدم التحاق طلبة الثانوي رغم مرور أزيد من شهر على الدخول المدرسي أو الدفاع عن عائلة طردت من مسكنها لأنها لم تتمكن من تسديد مستحقات الإيجار، ساعتها أجد نفسي ملزما بنقل هذه المعاناة بروح المسؤولية، وأمنيتي أن أساهم في فك هذه المشكلة أو تلك. أما لحظات المر والقلق ما أكثرها ربما عشناها بأروقة العدالة للدفاع عما كتبنا، ولأننا مقتنعون وعلى قاعدة صحيحة مدعمة بالدلائل، كانت العدالة إلى صفنا وأنصفتنا بأحكام البراءة أو انتفاء وجه الدعوى.
التجربة مع ''الخبر'' عشنا فيها كذلك صراعا مريرا مع المعلومة التي تحولت إلى عملة نادرة، ومع بعض المسؤولين في هذه الولاية الذين لم يتقبلوا أن يخرج صوت نشاز يعري عورات التنمية، حيث كنا نكتب بألم عن حال هذه الولاية الذي أصبح يثير الشفقة في وقت اتفق الجميع بما في ذلك غالبية المنتخبين على كيل عبارات المدح والثناء لشخص الوالي. لكن رغم ذلك كنا والحمد لله على درجة كبيرة من الاحترام والتقدير سواء من المواطن البسيط الذي يبحث عنا ويقطع الكيلومترات من أجل أن نرفع الغبن عنه بعد أن سدت أمامه أبواب الإدارة، أو من طرف أكبر إطارات الولاية ويكفينا فخرا أن يقول لك والي الولاية ذات يوم إنه يبدأ مطالعته للجرائد بالخبر للاطلاع على ما كتب عن بسكرة قبل أن يشرع في عمله اليومي.
وبعيدا عن علاقتنا بالإدارة في ولايتنا والمواطنين، فإننا كنا نحافظ دائما على علاقتنا الجيدة مع طاقم الجريدة، ويكفي أن نقول إنني طيلة مسيرتي في هذه الجريدة التي أعتز بالانتماء إليها، لم أغادر يوما تراب الولاية لسرقة يوم راحة أو أداء واجب عائلي عدا أيام العطل السنوية التي عادة ما تكون في فصل الصيف. وكنت أقضي اليوم كاملا بما في ذلك أيام نهاية الأسبوع من الصباح إلى المساء في الاستماع إلى انشغالات المواطن، وكنت أخشى أن يحدث شيء ما ولا أسمع به لأني لا أريد أن أسمع ملاحظات من طاقم التحرير وخاصة الرئيس عثمان سناجقي الذي نتفادى غضبه.
المهم أن ''الخبر'' علمتني أن أكون موضوعيا، علمتني أن أراجع جيدا ما كتبت، علمتني أن أكون رزينا، لأن كل ما يكتب يقرأ، ولأن الموضوع الذي ينشر يعني هناك رد فعل من المسؤول المعني أو المواطن رغم أنه قد يكون ذات الموضوع قد تناولته عدة جرائد ومن نفس المصدر، وهذا ما حدث لي مرات ومرات.
فكرون لزهر - مكتب بسكرة
الخبر حاضرة في يوميات سكان بشار
لم يقتصر الحضور المتميز لجريدة الخبر بولاية بشار، على مجرد تصدرها نسبة المبيعات، التي تدلل عليها نسبة الإقبال اليومي المتزايد لشرائها، حيث تسمع مساء كل يوم أصحاب الأكشاك والمكتبات يصيحون أمام مكتب الموزع الوحيد بالمدينة قائلين ''عتيق زيدني الخبر''، بل تعداه ليفرض اسم الجريدة نفسه في حوارات الناس اليومية، فتجدهم ينعتون كل من ينقل بسرعة ما يسمعه أو يراه بعبارة ''فلان ولّا كي الخبر''، أو يعاير أحد من أساء له بالقول ''أنت راك باغي فضيحة في الخبر''.
يسجل للتجربة القصيرة لجريدة الخبر بولاية بشار، تميزها في عدة محطات، أنها الجريدة الوحيدة التي انفردت أكثر من مرة بتغطية الأحداث الساخنة التي عاشتها بعض مكاتب الأحزاب، ومن بينها الحزب العتيد جبهة التحرير الوطني، وكانت تنفرد بتغطية ذلك في أكثر من مناسبة، كما أنها الجريدة الوحيدة التي ساهمت في تسليط الضوء على كثير يوميات سكان المناطق النائية لوادي الساورة، التي كانت إلى وقت قريب لا تحظى باهتمام إعلامي لنقل ما يتكبده هؤلاء من معاناة، كما يذكر الكثير من قراء الجريدة أن العديد من الإنجازات التي عرفتها الولاية في عدة قطاعات، جاءت بعد إثارة ''الخبر'' لها إعلاميا، كموضوع المكتبات البلدية، وتحسين توزيع الكهرباء في بعض المناطق التي كانت تعتبر ذلك حلما بعيد المنال، توفير النقل المدرسي للمناطق النائية، وتلبية جميع طلبات سكان القرى النائية في الساورة التي أثيرت عبر الخبر من مشاريع تنموية وتحسين حضري، إلى جانب تسجيل مشروع القرية الجديدة لسكان قرية لطفي الذين عاشوا أكثر من 40 سنة في سكنات مغشوشة كان الرئيس الراحل هواري بومدين قد رفض تدشينها، حين اكتشف الغش الفاضح الذي طال بناياتها.
ويذكر سكان بشار للخبر تجربتها الرائدة في رسم البسمة على وجه عائلات كثيرة، من بينها على سبيل المثال لا الحصر، إرجاع الفتاة العاصمية ربيعة عام 2008 إلى أحضان والدتها بعد أسبوع من انفراد الخبر بسرد معاناتها التي جاوزت ستة أشهر، تبين بعد ذلك أن الفتاة ربيعة تعرضت لاختطاف من ممرضة مقيمة بولاية بشار، وفي السنة ذاتها ساهمت الخبر في عودة إحدى المعلمات إلى عائلتها من جديد، وهي التي اختفت في ظروف غامضة حولت قصتها إلى حديث الخاص والعام بالمدينة، كما استطاعت الخبر في نفس السنة كذلك رسم البسمة على محيا والدي الطفل ''أيوب'' الذي ولد دون مثانة، دفعت بعض المتعاطفين من فرنسا علموا بمرضه بعد مراسلات من والده، إلى تأسيس جمعية باسمه، حملت على عاتقها معالجة الحالات المشابهة لمرض أيوب، إلا أن أعضاء هذه الجمعية عجزوا في بداية الأمر عن جمع المال الكافي لإجراء العملية الذي فاق المليار سنتيم، لتتكفل إحدى المؤسسات في الجزائر بدفع المبلغ مباشرة بعد اطلاع مسؤوليها على معاناة الطفل أيوب في صفحات الخبر.
واللافت في التغطية اليومية لجريدة الخبر طيلة هذه الفترة سواء لواقع التنمية أو الأحداث المستجدة في الولاية، أنها لم تقابل بأي تكذيب أو تشكيك في مصداقية ما ذهبت إليه، بل اقتصر الأمر على 3 توضيحات لم تتضمن أي تشكيك في المعلومة، بقدر ما كانت تبريرات سعت الجهات المعنية إلى تبيانها، بعد أن أحرجت في الحقائق التي وضعت أمامها، كما أن الخبر كانت الجريدة الوحيدة التي فسحت المجال لجميع الأطراف المتعارضة في قضية مديرية الري التي لا تزال تداعياتها قائمة، لطرح جميع وجهات نظرهم، فنشرت تصريحات ومواقف كل من الوالي، النائب العام السابق، رئيس الأمن الولائي السابق، محامو الدفاع، كما يسجل للخبر السبق في نشر تفاصيل أهم ملف في هذه القضية، الذي توبعت فيه اللجنة الولائية للصفقات، ويتعلق الأمر بملحق الصفقة الخاص بتزويد الجيش بالماء العذب. ورغم ظروف العمل ''الاستثنائية'' بهذه المنطقة ذات التركيبة العشائرية المعقدة، إلى جانب موقعها الجغرافي الحساس، إلا أنها استطاعت كسب ثقة قطاع كبير من سكانها، لا لشيء سوى لأنها حققت مضمون شعارها ''الصدق والمصداقية''.
ع. موساوي - مراسل بشار
تجربة 12 سنة في ''الخبر'' بحلوها ومرها
مرت أكثر من 12 سنة من ممارستي للمهنة الصحفية بحلوها ومرها، قضيتها كلها بجريدة الخبر التي كنت محظوظا عندما تجاوزت الفترة التجريبية بنجاح حيث جازفت بحياتي وقبلت أن أخوض تجربة كلها أخطار بالنظر إلى أنه في تلك الفترة كان الوضع الأمني بولاية الشلف وباقي مناطق الوطن أكثر من خطير. وأتذكر جيدا أن أول امتحان مصيري واجهته بعد أيام فقط من بدايتي في الكتابة يتمثل في طلب السيد عثمان سناجقي رئيس التحرير مني للتوجه في أحد أيام رمضان من سنة 1998 إلى منطقتي الرمكة وسوق الحد التابعتين لولاية غليزان المجاورة من أجل تغطية المجزرة الفظيعة التي ارتكبتها الجماعات الإرهابية، وأدت إلى مقتل مئات الأبرياء من المواطنين العزل، وحينها اختلطت علي كل الحسابات ووقعت في حيرة من أمري لأنني أجهل كل شيء من أين أبدأ وأين انتهي، وكيف الوصول إلى مكان المجزرة البعيد بأكثر من 90 كلم، وماذا أفعل عندما أصل، وغيرها من الأسئلة التي تتبادر إلى ذهن أي صحفي في بدايته المهنية. ورغم كل الصعاب التي تلقيتها، إلا أن هذه التجربة بالذات كانت مفيدة جدا وأعتبرها بدايتي الفعلية مع مهنة المتاعب التي نواجهها باستمرار، لكن مظاهرها تتغير وفق كل مرحلة من مراحل التطور السياسي والأمني في البلاد، فبعد مرحلة الإرهاب والمصالحة الوطنية التي خففت من العنف كثيرا، عاد الاهتمام بانشغالات المواطن البسيط عبر البلديات والقرى والمداشر، ومعه دخلنا عالم آخر أكثر حزنا من مخلفات التدهور الأمني، حيث يعاني السكان من انعدام أبسط الخدمات الصحية وانتشار الأمية وتدهور الظروف المعيشية، وكنا ننقل هذا الواقع المر بكل مشاعرنا وحواسنا، حيث نتأثر كثيرا لهذا الغبن الذي استمر لسنوات رغم كل الضغوط التي واجهتنا من الإدارة، والشيء الوحيد الذي يعيد إلى نفسي السعادة هو عندما تتحرك السلطات المحلية للاستجابة لانشغالات هؤلاء البسطاء بناء على المقالات التي تنشر على صفحات الخبر، حيث أعتبر ذلك مقصدي الوحيد، وهو المساهمة في تحسين الوضع المعيشي، ورفع الغبن عن المواطن البسيط الذي أوصدت في وجهه كل الأبواب، ولكن المتاعب الأخرى التي لا يشعر بها القارئ هو التهديدات والابتزاز وحتى الاعتداءات التي نتعرض لها على خلفية الكتابات الصحفية، وتأتي غالبا من ''مافيا'' المال والنفوذ الذين يخافون الصحافة التي تعتبر العدو الوحيد الذي يصعب ترويضه، خاصة إذا تعلق الأمر بجريدة مثل الخبر التي جسدت شعارها ''الصدق والمصداقية''، ومهما كانت الظروف والتضحيات التي نقدمها في سبيل الكلمة الحرة والمسؤولة فإننا كصحفيين ننصر الضعفاء وننقل انشغالاتهم ونفضح التجاوزات وننتقد أداء المسؤولين بما يساهم في بناء هذا الوطن، ولا نشخى لومة لائم.
عبدالقادر دحماني- مراسل الخبر
من ولاية الشلف
''الخبر'' جعلتني أكتشف أطفالا لا يعرفون الشكولاطة والياغورت
في الحقيقة تعتبر تجربتي الصحفية مع ''الخبر'' بزخمها المتنوع تجربة فريدة من نوعها مقارنة بعديد الصحف المعربة والمفرنسة التي عملت فيها قبل التحاقي بالخبر. وأنا جد فخور بانتمائي لهذه الجريدة التي تعتبر من أكبر الجرائد الوطنية والعربية.
وتجربتي الإعلامية سهلة وصعبة.. سهلة من حيث الجو الأخوي الذي يسود بيني وبين طاقم الجريدة بكامله، والحرية المطلقة التي أتمتع بها في عملي، وصعبة من حيث التعب الذي أواجهه أحيانا من أجل الوصول إلى المعلومة غير المتوفرة بسهولة، وأيضا تنفيذ شعار ''الصدق والمصداقية'' الذي جعلته طريق عملها، والذي نتمثله كل يوم، ويتجلى في شخصي كصحفي أينما كنت وحيثما حللت على المستوى المحلى في منطقة صحراوية مترامية الأطراف بمدنها وقراها المتناثرة، حيث ليس من السهل أبدا أن تكون المادة الإعلامية متاحة بين يدي دائما.
وقد كنت ومازلت بشهادة القراء أني الأكثر تنقلا إلى القرى والبلديات النائية من أجل تمكين القراء من مادة إعلامية من عين المكان وذات مصداقية حتى إن أي موضوع ينشر لي في الجريدة يؤخذ فورا بعين الاعتبار من الجهات المعنية سواء كان صغيرا أو كبيرا، وهذه نعمة أحمد الله عليها، فقد ساهمنا في حل الكثير من المشاكل التنموية التي يعانيها المواطنون.
ولم يحدث أبدا أن زيفت الحقائق أو لم أمكن طرفا من الأطراف من حقه في التعبير عن المشكلة المطروحة في ذات الموضوع المنشور، ذلك أن ''الخبر'' تفرض علينا ذلك وفقا لقواعد المهنة الإعلامية. ونتيجة لذلك صارت علاقتي طيبة مع الجميع، وساعدني ذلك في الوصول إلى مصادر الخبر بفعل هذه العلاقات الاتصالية. ورغم أن ل''الخبر'' مكتبها الدائم في وادي سوف، إلا أنها جعلتني أكره المكاتب وأفضل العمل الميداني والتنقل الدائم إلى حيث مكان الحدث والقيام بإنجاز الروبورتاجات والتحقيقات والتقارير إلى أقصى نقطة في الصحراء.
وقد تعلمت الكثير من الأشياء من زملائي في التحرير الجهوي والمركزي وخاصة رئيس التحرير عثمان سناجقي، والذي يبقى بالنسبة إلي الأخ والصديق، حيث وقف معي في ظروف صعبة للغاية عشتها بسبب بعض المواضيع التي نشرتها. وكان أحيانا يهاتفني ويطلب مني عملا فوريا يتطلب منى التنقل إلى عين المكان لكون الأمر يتعلق بسبق صحفي أو متابعة بعض القضايا الهامة. وقد جعلتني هذه المواقف المحرجة التي تتطلب السرعة، أتعلم كيف أجري الاتصالات وأنجز عملي في أقصر وقت ممكن بسبب المدة الزمنية القصيرة الممنوحة لي.
وبصراحة لولا عملي الصحفي في ''الخبر'' لظلت العديد من القرى والبلديات النائية مجهولة لدي في ولاية الوادي، حيث جعلني تنقلي الدائم والمتواصل لتوفير المادة الإعلامية أكتشف المنطقة. وعلى سبيل المثال، لولا عملي في ''الخبر'' ما كنت أتصور أن أجد يوما تلاميذ في الجزائر لا يعرفون الشوكلاطة والياغورت، ولكني اكتشفت ذلك بنفسي لدى تلاميذ فقراء وجياع بالمناطق الحدودية الشرقية من خلال تحقيق كلفني الكثير من المشاق والتنقل في الفيافي لدى البدو الرحل، ونشرناه في صدر الصفحة الأولى منذ سنوات، وأحدث ضجة كبيرة، وسارعت السلطات وأهل الخير لمساعدة هؤلاء التلاميذ التعساء. كما أنه لولا ''الخبر'' ما كنت أبدا لأعثر على قرى مدفونة بالكامل في الرمال وسكانها الأحياء يتضورون جوعا وهم في طي النسيان لأنهم كما قالوا بدون ''أكتاف''. وبعد نشر موضوع عنها استفادت القرية وبأوامر مركزية من غلاف مالي محترم وتم إنقاذ السكان من الفناء. وكانت ''الخبر'' حقيقة هي أكتاف من لا أكتاف له.
وأقولها بصراحة لم أتعرض يوما في ''الخبر'' لأي ضغط أو أوامر إكراهية، بل بالعكس حظيت بكل تقدير واحترام، واستفدت من تربصات تكوينية هامة، وأرسلتني ''الخبر'' مبعوثا لها في مهمات إلى خارج الوطن.
بصراحة لا أشعر وأنا في ولاية داخلية جنوبية أن هناك فرقا بيننا وبين زملائنا على المستوى المركزي. وبصراحة لو كنت أحسست بالمضايقات أو الحد من حرية عملي الإعلامي أو طلب مادة إعلامية معينة ورفض مادة أخرى من باب الكيل بمكيالين أو لأهداف ما كما هو حال زملاء في جرائد أخرى، ما كنت بقيت يوما واحدا في ''الخبر''. ولكن مساحة الحرية التي لا حدود لها الممنوحة لنا للعمل والتطرق إلى أي موضوع أو حدث مهما كان شأنه، هو السبب الرئيسي الذي يجعلني متمسكا بهذه الجريدة العظيمة.
خليفة قعيد- مراسل الخبر
من ولاية الوادي
شهادات من رحلة صراع على المعلومة في الجزائر العميقة
لم أكن أتوقع عندما قررت دخول عالم الصحافة من بوابة ''الخبر'' في شهر نوفمبر من سنة 1994، بأن المهمة ستكون صعبة وشاقة، لأن بين استقاء المعلومة وتحريرها وإرسالها وصولا إلى صدورها في اليوم الموالي، كانت الرحلة طويلة ومحفوفة بالمخاطر.
فالبداية كانت أصعب وأتعب، إلى درجة أن كل مفردات اللغة تعجز عن التعبير عنها، لم نكن حينها نملك لا مكتبا ولا جهاز فاكس ولا جهاز إعلام آلي، ولا خطا هاتفيا، بل ولا حتى عنوانا ثابتا.. لأن الوضع كان يفرض ذلك، حينها كنا نضطر لولوج المقاهي ولاسيما القديمة منها، لكتابة المقالات والأخبار. يومها كنا مستعدين للكتابة حتى على أوراق الكارتون، ولم نصدق أحيانا أن المواطن سيطالعها في اليوم الموالي.
إلى درجة أن نادل في إحدى هذه المقاهي، والذي أصبح مع مرور الوقت تربطنا به علاقات حميمية لكثرة ترددنا على المكان، اعتقد أننا من هواة كتابة الرسائل الغرامية، ولم نكتشف ذلك إلا بعد أن فاجأنا ذات يوم عندما كنا أنا وزميل لي نحرر تغطية تجمع نشّطه رئيس حركة حماس آنذاك الراحل محفوظ نحناح، في إطار حملة رئاسيات 1995، وقال لنا ''أراكم تكتبون يوميا رسائل.. هلا تساعداني في كتابة رسالة لصديقتي لأنني لا أفقه الكتابة''، فما كان علينا إلا أن ضربنا له موعدا في اليوم الموالي، لأن الوقت كان يداهمنا لكي نواصل رحلتنا للبحث عن ''طاكسي فون'' يملك جهاز فاكس كي نبعث بما كتبناه، لأن الوقت قصير ورئيس التحرير في الانتظار.
لقد كان الذكاء والحس الصحفي عاملين مهمين للحصول على المعلومة، فساعة نضطر لتقمص دور العامل البسيط، وتارة أخرى أعضاء في جمعيات أو طلبة، وأتذكر يوما تقمصت فيه صفة ''موال'' أو مربي مواشي، لدخول إحدى المناطق الممنوعة ونقل معاناة سكانها، لأن حساسية المرحلة التي كانت تتميز بتدهور أمني فظيع، كانت تفرض علينا ذلك، ورغم كل هذا كنا نتعرض لكل أشكال المضايقات سواء من أجهزة الأمن المختلفة أو من المسؤولين وحتى من المواطنين.
وواصلنا رحلة الصراع بحثا عن المعلومة بشتى الطرق والوسائل، وكان الحصول على مجرد خبر قد يستغرق ساعات طويلة من البحث، بحكم العزلة وطبيعة المنطقة والظروف السائدة، وكذا غياب مصادر الخبر التي ظلت هاجسنا إلى اليوم، وفي كل مرة نضطر لاستعمال عبارة ''حسب مصادر مطلعة'' لحماية مصادرنا وأنفسنا، لأن هذه المصادر تلزمنا بعدم الكشف عن هويتها، ولاسيما في حالات التعاطي مع الأخبار الأمنية والتي كانت في سنوات التسعينيات أهم معلومة على الصعيد المحلي.
وبقدر ما كانت الرحلة إلى غياهب المناطق الجبلية التي تغلغلنا بها في إطار تغطياتنا للجزائر العميقة، متعبة وشاقة بقدر ما كانت شيقة وممتعة، كنا نقتسم مع المواطنين ''الباشيات'' أو المشي على الأقدام لكيلومترات، والهدف هو نقل معاناتهم.
ومع مرور الزمن تدعمت ''الخبر'' بمكتب على مستوى الولاية في شهر جوان من سنة 1999، مما جعلنا نحس بالمسؤولية أكثر من أي وقت مضى، حيث أضحى الأمر يحتم علينا استقراء واقع المواطنين ونقل معاناتهم بكل صدق بعيدا عن التهويل، ولاسيما في ظل مجتمع يعيش على الإشاعة وكلام المقاهي التي تحولت إلى وكالات أنباء غير رسمية على حد تعبير أحد الزملاء، وازدادت تلك المسؤولية في إطار التوجه أكثر نحو الإعلام الجواري من خلال الغوص في خبايا الجزائر العميقة والاهتمام بيوميات المواطن المرمي على هامش الحياة، وبعيدا عن أعين المسؤولين.
م. منير- مراسل الخبر من ولاية جيجل
الخبر مدرسة إعلامية كبيرة ولا مجال للصدفة في العمل بها
''لا مجال للصدفة في مختلف جوانب العمل بجريدة الخبر.. هذا ملخص ما يمكنني قوله عن تجربة أكثر من خمس سنوات من العمل في جريدة الخبر، فقد رأيت أن كل شيء مخطط له مسبقا لإنجاز الأعداد اليومية للنسخة الورقية ل''الخبر''، حتى توزع للقارئ في أبهى صورة لها شكلا ومضمونا، حيث تبدأ يومياتي في كل صبيحة باجتماع لقسم التحرير يرأسه المنسق الجهوي، أين يتم طرح المواضيع المقترحة من طرف الصحفيين ومناقشتها مع المنسق، قبل الفصل في أمر إنجازها من عدمه، علما بأن تركيز العمل في ''الخبر'' ينصب على ضرورة الاهتمام بقضايا المواطن البسيط في الجزائر العميقة، وكشف فضائح تسيير مختلف المسؤولين محليا ووطنيا، كما لا أنسى الإشارة إلى توافر جميع إمكانيات وظروف العمل المادية بالمكتب الجهوي بشكل يساعد الصحفي على أداء عمله على أكمل وجه، وهي الميزة التي لاحظتها أيضا في ''الخبر'' مقارنة بباقي الجرائد التي عملت بها، وأعطتني الانطباع بأنها بمثابة مدرسة إعلامية كبيرة يتشرف أي كان بالعمل والتكوين فيها، وهذا بشهادة مختلف الزملاء في باقي الجرائد الوطنية.
وينبغي التذكير أيضا بأن كسب صفة الصحفي في جريدة الخبر يعطي لصاحبه هيبة واحتراما وحتى رهبة أمام مختلف المسؤولين، من خلال ما لاحظته حين احتكاكي بهؤلاء أثناء مواجهتهم، وهو إن دل على شيء، فإنما يدل على مدى الثقل الإعلامي الذي تتميز به ''الخبر'' في الساحة الوطنية والعربية وتأثيرها في صناعة الرأي العام الوطني، وهو أمر بالطبع يشرفني شخصيا باعتباري عنصرا من العائلة الكبيرة ل''الخبر''، علما بأن تجربتي العملية بالجريدة أستطيع أن أقسمها إلى مرحلتين زمنيتين، المرحلة الأولى دامت حوالي ثلاث سنوات وعملت فيها كمتعاون صحفي أراد البروز بمواضيع متميزة وموضوعية، والتقييم يبقى بالطبع لرؤساء التحرير في المكتبين الجهوي والمركزي. أما المرحلة الثانية فانتقلت فيها إلى الطابع الرسمي أين تم توظيفي كصحفي دائم منذ أكثر من سنتين، الأمر الذي حملني شخصيا مسؤولية أكبر في إعطاء مجهود إضافي للجريدة وللقارئ على حد سواء، خاصة بعد أن توليت منذ أسابيع مسؤولية القسم الرياضي بالجهة الشرقية للبلاد، وهو ميدان لا أخفي للكثيرين بأنه ليس غريبا عني، باعتبار أنني أصلا صحفي رياضي، وعملي في الجرائد السابقة كان يتركز في هذا الميدان دون إهمال طبعا الكتابة في مختلف الأقسام الاجتماعية والوطنية والثقافية والفنية وغيرها.
فيصل شايطة، صحفي بمكتب قسنطينة الجهوي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.