تم التعرف، أمس، على 15 مؤسسة تقدمت بعروض لإنجاز مشروع جامع الجزائر، بينها 13 مؤسسة أجنبية واثنتان جزائريتان تشكلتا في مجموعات. وينتظر أن تتم غربلة هذه المؤسسات وتحديد تلك التي تتوفر فيها المقاييس العالمية في غضون شهر ونصف، خاصة أن الجزائر تبحث عن مؤسسات مستوفية لشروط توفرها على 20 سنة خبرة وألا يقل رقم أعمالها عن مليار أورو. استغل وزير الشؤون الدينية والأوقاف، عبد الله غلام الله، اللقاء الذي نظم صبيحة أمس بالوكالة الوطنية لإنجاز جامع الجزائر بالعاصمة، للتعرف على ملفات المؤسسات الراغبة بإنجاز المشروع، الحديث عما أسماه بالعراقيل التقنية والإدارية التي ساهمت في تأخر التعرف على هذه الملفات، حيث كان مقررا أن تتم عملية الانتقاء الأولي لهذه المؤسسات والتعرف على ملفاتها خلال شهر مارس الماضي، بدل أمس. ولكن من غير أن يحدد هذه الأطراف التي عرقلته، ولو أن الوزير ظل مقتنعا بأن الطابور الحارس للبيروقراطية مازال قويا، طالما أنه اشتكى منه عندما قامت وزارته بمساع لاسترجاع الأملاك الوقفية التابعة لهيئته. وقد ألح غلام الله على ضرورة اختيار المؤسسة المؤهلة من كل الجوانب، على اعتبار أن مشروع جامع الجزائر له خصوصيته في الجانب الرمزي وفي الجانب الهيكلي. وقد تم التعرف في إطار عملية الانتقاء الأولي لمؤسسات إنجاز جامع الجزائر على 15 مؤسسة تقدمت بملفاتها، بينها شركتان جزائريتان انتظمتا في مجموعات، وهما مجموعة كوسيدار ومجموعة حداد، وباقي الشركات كلها من جنسيات مختلفة، إيطالية، نمساوية، بلجيكية، مصرية، صينية، كندية، فرنسية، فيما رفض ملف الشركة الإسبانية (قاربونال فيقيراس)، لأنه قدم باللغة الإسبانية، مع أن المادة 6 من دفتر الشروط تنص على أن يكون ملف الترشح لإنجاز المشروع مترجما إلى الفرنسية أو العربية. وبرأي محمد لخضر علوي، المدير العام للوكالة الوطنية لإنجاز مسجد الجزائر، فإن المؤسسات هذه سيتم انتقاؤها وغربلتها من خلال دراسة ملفاتها، لأجل التعرف على تلك التي تستجيب للمعايير والمقاييس التي حددتها الوثيقة الخاصة بملف إنجاز جامع الجزائر. ''إذ يجب معرفة ما هي القدرة المالية لهذه المؤسسة الفائزة، وما هو برنامجها، وماذا أنجزت من قبل في مجال اختصاصها''. وبين الشروط التي يجب أن تتوفر في المؤسسة، ألا تقل تجربتها في الاختصاص عن 20 سنة، كما لا يقل رقم أعمالها عن مليار أورو. وفي حالة استيفاء كل المؤسسات للشروط والمعايير، فإن عاملي مدة الإنجاز والمبلغ المقدم هما الفاصل في القضية. وبوسع المؤسسات التي يتم انتقاؤها من قبل لجنة التقييم أن تسحب دفتر الشروط للمشاركة لاحقا في المناقصة الوطنية والدولية، حيث يؤكد المدير العام للوكالة أن ملف المناقصة الخاص بمشروع إنجاز جامع الجزائر يزن 600 كيلوغرام، ويتشكل من 10 آلاف صفحة. وهو ملف شامل عرف بجدية دراسته وعمقها، وشارك في مجهود إعداد الدراسة 300 ورشة عمل و200 مؤسسة على مدى سنتين. وأشار إلى أن البحث عن المؤسسات المؤهلة مبرر باعتماد أسس جديدة في بناء المشروع لأول مرة، كون منطقة الجزائر هي منطقة زلزالية، فقاعة الصلاة مثلا تتطلب العمل بنظام العوازل المضاد للزلازل. كما أن الدراسات الجيوتقنية التي استغرقت 5 أشهر واستعملت فيها 8 حفارات، تم فيها الوصول إلى عمق 70 مترا، صنفت من قبل خبراء أجانب من أرقى الدراسات.