تنطلق اليوم أول رحلة لصيد سمك ''التونة'' بالجزائر بعد تأخر في حملة الصيد المحددة خلال الفترة الممتدة من شهر أفريل إلى غاية شهر جوان.حيث تعدّ الأولى من نوعها تحصلت مؤسسة صيد جزائرية على أكبر حصة صيد تقدر ب 800طن. وذلك دون الاعتماد على شراكة أجنبية مثلما جرت عليه العادة باستعمال معدّاتها الخاصة، إلا أن هذه المؤسسة قد تواجه مشكل الصيد الغير القانوني لهذا النوع من السمك من طرف البواخر ''التركية'' بتواطؤ مع هواة الصيد الجزائريين. رست صباح أمس، باخرتين جزائريتين ''يونس 1'' و''يونس 2''، بميناء العاصمة تابعتين لمؤسسة عتاد سمك ''التونة بودماغ'' الخاصة. وتعتبر الباخرتين الجزائريتين الوحيدتين على مستوى التراب الوطني التي فازت بالمناقصة الوطنية التي أطلقتها وزارة الصيد البحري تحسبا لحملة صيد سمك ''التونة'' التي تنطلق شهر أفريل وتنتهي يوم 15جوان، وذلك لأنها خاضعة لجميع المقاييس العالمية المحددة دوليا، وفي هذا السياق ذكر بوزان يحيى مدير الغدارة بذات المؤسسة أن الاستثمار في هذا المجال كلّفهم نحو 1 مليون أورو، حيث تم اقتناء الباخرتين من تركيا سنة 2007واستدعى تغيير المعايير والمقاييس الدولية المطلوبة هذه السنة من أجل صيد سمك ''التونة'' لنقلهما إلى تونس لإدخال التعديلات الموافقة مع المعايير المحددة دوليا، ويشرف طاقم بشري مؤهل على قيادتها منهم جلب 5 رواد للقيادة من تونس إلى جانب جزائريين، وهي مزودة بأحدث الأجهزة وتكون موصولة بموزع رئيسي يرصد جميع التحركات والنشاطات، وتسعى هذه المؤسسة الاستثمارية الوحيدة في الجزائر الحاضرة في هذه الحملة إلى صيد كمية تقدرّ ب 008 طن وفقا للاتفاق المبرم بينها وبين وزارة الصيد البحري، وتجدر الإشارة إلى أن حصة الجزائر الدولية في اصطياد هذا النوع من السمك قد قُدرت هذه السنة بحوالي 1100طن. وإلى جانب مؤسسة ''بودماغ'' فازت مؤسسة صيد يابانية بهذه المناقصة بحصة 230طن. وفي هذا الخصوص أبدى مسؤولي المؤسسة تخوفهم من الصيد غير القانوني لبعض المؤسسات التركية التي تنشط بطريقة غير قانونية في المياه الإقليمية الوطنية بدون رخصة، والتي تعمل بالتواطؤ مع الصيادين الهواة الجزائريين الذين يقومون ببيع حصصهم لصالحها، وبالتالي الاستيلاء على حصص الصيادين الآخرين، وأوضح بوزان يحي أن الصيادين التركيين يملكون بواخر جدّ متطورة قد تتسبب في صيد جميع أنواع سمك التونة أو ما يعرف بالسمك الكبير المهاجر والعابر للحدود البحرية للدول، ومنه لن تتمكن الجزائر من الاستفادة كلية من حصتها الدولية وبالتالي تفقد موارد دخل مهمة بالعملة الصعبة خلال هذه الفترة، حيث من المعروف أن سمك التونة موجّه للتصدير نحو الخارج ويتم بيعه بأسعار مرتفعة تفوق 1 دولار للكيلوغرام، بحيث أن الجزائر تبيع حصتها للأتراك بأسعار رخيصة جدا لا تتجاوز 2.40أورو للكيلوغرام الواحد أي ما يعادل حوالي 300دينار، وبدورهم يقوم هؤلاء بإعادة بيعه لليابانيين بسعر يقدر بحوالي 26أورو. وفي سياق آخر، ستسمح هذه المؤسسة التي تتوفر على جميع المقاييس، بتكوين عشرات الطلبة في تخصص علوم البحار خلال هذه الفترة في تقنيات صيد سمك التونة والاستفادة من الخبرة التونسيةالعالية في هذا المجال من خلال مرافقتهم طوال فترة الصيد المتبقية التي تتوقف يوم 15جوان. وتجدر الإشارة إلى أن حملة صيد أسماك ''التونة'' هذه السنة تأخرت في الجزائر بأكثر من شهر، في حين قد انطلقت على مستوى الدول الشقيقة على غرار تونس والمغرب منذ مدة، والجدير بالتوضيح أن أقاليم صيد سمك ''التونة'' تتجاوز المياه الإقليمية للدول وقد تتقابل بواخر صيد لعدة دول في إقليم واحد للصيد .